سلوكيات غذائية.. تعيد التوازن الصحي بعد رمضان

يبين د. الحوسني أن اتباع نظام غذائي متوازن وصحي يُعد أمراً أساسياً للصحة العامة والجهاز الهضمي، ما يتطلب تناول أطعمة غنية بالعناصر المهمة على فترات منتظمة لدعم وظائف الأيض وسلامة الجهاز الهضمي، وأن يكون هناك توازن بين البروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة لضمان الحصول على مستويات الطاقة، مع تقليل تناول السكريات المكررة والأطعمة المصنعة عالية السعرات الحرارية والدهون غير الصحية، ويعد الترطيب الكافي أمراً بالغ الأهمية، إذ يجب الحرص على شرب السوائل بانتظام على مدار اليوم لدعم الهضم وامتصاص العناصر الغذائية وانتظام حركة الأمعاء.
أنماط الأكل الصحية
تلفت د. روان الأشقر، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أهمية المحافظة على أنماط الأكل الصحية بعد رمضان من خلال عدم إجهاد الجهاز الهضمي باتباع عادات غذائية سيئة وتفادي الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، لا سيما خلال فترة عيد الفطر، لأنها تشكل عبئاً كبيراً على الجهاز الهضمي، والحرص على تجنب الاستهلاك المفرط للحلويات والأطعمة المقلية والغازية، وإضافة البروبيوتيك للنظام الغذائي لتجديد مستويات البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتحسين عملية الهضم.
وتضيف: بعد انقضاء رمضان المبارك، يعاني الكثير من الناس تحولاً فجائياً في النظام الغذائي، حيث ينتقلون من تناول وجبتين (خلال الإفطار والسحور) إلى ثلاث وجبات منتظمة على مدار اليوم. يتطلب هذا الانتقال اهتماماً دقيقاً لضمان تكيّف الجسم بشكل صحيح وتجنب أي مشكلات في الجهاز الهضمي أو الصحة.
تذكر د. روان الأشقر أن التحول إلى روتين مكون من ثلاث وجبات يجب أن يتم بشكل تدريجي، يمكنك البدء بتناول وجبة خفيفة بين الإفطار والعشاء، خلال الأيام الأولى بعد انقضاء الشهر الكريم، ليساعد الجسم على التكيف دون إرباك الجهاز الهضمي، وفي هذا السياق يمكن تناول عدة وجبات صغيرة يومياً أيضاً، بنحو 5 إلى 6 وجبات صغيرة بدلاً من 3 وجبات كبيرة لتحسين عملية التمثيل الغذائي، والسماح للجسم بالتكيف مع نمط الهضم الجديد.
وتشير إلى ضرورة التركيز على وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية، وأن تشتمل كل وجبة على الفواكه والخضراوات والبروتينات واللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك، كونها تساهم في بناء الأنسجة والعضلات، والكربوهيدرات مثل الأرز والخبز والبطاطس، لأنها توفر الطاقة التي يحتاجها الجسم، كما تلعب مصادر الدهون الصحية كزيت الزيتون والمكسرات دوراً مهماً في تعزيز وظائف المخ وصحة القلب.
وتنصح د. روان الأشقر بتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام خلال الأيام الأولى بعد انقضاء شهر الصيام، حيث يؤدي الإفراط في ذلك إلى مشكلات في الجهاز الهضمي كالانتفاخ وعسر الهضم، ومن الأفضل أن تبدأ بأجزاء أصغر وزيادتها تدريجياً مع تكيف الجسم.
وتتابع: يعتاد الجسم عند تناول الطعام على مدار الشهر خلال أوقات معينة، ما يؤدي إلى الشعور بالجوع الشديد في بعض الأحيان، لذلك يجب الحرص على مضغ الطعام جيداً وببطء، والتوقف عن الأكل عندما الإحساس بالامتلاء، ما يساعد في التكيف مرة أخرى مع النظام الغذائي، كما يفيد وضع مخطط لممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.
وتبين د. روان أن الحفاظ على الترطيب المناسب طوال اليوم وزيادة شرب الماء تدريجياً هو المفتاح الذهبي للحفاظ على الصحة العامة، ويمكن أيضاً تضمين عصائر الفاكهة المتنوعة والليمون وماء جوز الهند التي تُحضر منزلياً، للوقاية من الإصابة بالجفاف، كما يفيد الإقلاع عن التدخين، والحرص على تنظيم ساعات النوم الحصول على عدد ساعات كافٍ من الراحة يومياً.
نصائح لضبط النوم
يذكر د. حسيب بوثومانيل، أخصائي أمراض الرئة، أن الكثير من الأشخاص يواجهون صعوبة في العودة إلى أنماط النوم الطبيعية بعد انتهاء شهر رمضان، كونهم اعتادوا النوم المتقطع، والاستيقاظ للصلاة أو للسحور في وقت متأخر من الليل، أو عدم الحصول على الساعات الكافية للراحة والنعاس، ما ينجم عنه اختلاف الروتين اليومي، وبالتالي التأثير على الصحة التنفسية، وتفاقم الحالات المزمنة، مثل: الربو وانقطاع النفس النومي، والانسداد الرئوي المزمن، حيث إن الجسم يستخدم النوم للشفاء والتعافي، بما في ذلك الرئتا.
ويضيف: يجب تناول طعام خفيف في المساء والحد من الوجبات الكبيرة والثقيلة في وقت متأخر من الليل، كونه يُسبب حرقة المعدة أو ارتجاع المريء والحفاظ على رطوبة الجسم، عن طريق شرب كمية كافية من الماء حتى لا يتعرض الشخص للجفاف، ما يُؤثر على عملية التنفس.
يوضح د. بوثومانيل أن التكيف التدريجي مع جدول منتظم يلعب دوراً مهماً في تسهيل العودة للنوم الطبيعي، حيث يمكن تقديم موعد نومك بمقدار 15 إلى 30 دقيقة كل ليلة، بدلاً من الذهاب للنعاس مبكراً دفعةً واحدة، كما يسهم في التعود على الروتين الجديد من دون إجهاد كبير، نظراً لأن التغييرات المفاجئة قد تُصعب الحصول على النوم وتؤثر على التنفس.
ويتابع: يجب توفير بيئة نوم نظيفة ومريحة، خاصةً للأشخاص الذين يعانون مشاكل في التنفس مثل الربو، بحيث تكون الغرفة باردة وهادئة وخالية من الغبار ومسببات الحساسية، وتجنب التدخين في الداخل منعاً لتهيج الرئتين وصعوبة النوم.
ويؤكد د. بوثومانيل أن ممارسة تمارين التنفس قبل النوم تُحسن من الاسترخاء، ومنها: التنفس الحجابي الذي يتم بعمق من البطن، ما يعمل على تهدئة الجسم، كما يسهم أيضاً النشاط البدني خلال النهار على النوم بشكل أفضل وأسرع ليلاً، مع ضرورة تجنب أداء التدريبات الشاقة كونها تصعب النعاس.
تواصل معنا