للمرة الأولى.. أطباء صينيون يزرعون كبد خنزير في إنسان

للمرة الأولى.. أطباء صينيون يزرعون كبد خنزير في إنسان
أفاد علماء أجروا عملية جراحية رائدة أن كبد خنزير معدل وراثيًا، تم زرعه في مريض متوفى دماغيًا، بدا أنه يعمل بنجاح داخل جسده لمدة 10 أيام.

ويُعتقد أن هذه الجراحة، التي أُجريت في مستشفى صيني العام الماضي، تمثل المرة الأولى التي يتم فيها زرع كبد خنزير في إنسان. ويثير هذا التطور الأمل في إمكانية استخدام أكباد الخنازير كـ"أعضاء جسرية" للمرضى الذين ينتظرون عمليات زراعة الكبد، أو لدعم وظيفة الكبد أثناء تعافيه.

قال البروفيسور لين وانغ، الذي قاد التجربة في مستشفى "شيجينغ" بمدينة شيان: "هذه هي المرة الأولى التي نحاول فيها معرفة ما إذا كان كبد الخنزير يمكن أن يعمل بكفاءة داخل جسم الإنسان، وما إذا كان يمكن أن يحل محل الكبد البشري في المستقبل. تحقيق هذا الإنجاز هو حلمنا."

يُعد هذا التطور الأحدث ضمن سلسلة من عمليات زراعة الأعضاء من الخنازير منذ عام 2022. فقد قام الجراحون في الولايات المتحدة والصين بزرع قلوب وكلى وغدة تيموسية من الخنازير لعدد محدود من المرضى. توفي بعضهم في غضون أشهر، لكن نظراً لأنهم كانوا يعانون من أمراض خطيرة في الأصل، لم يكن من الواضح ما إذا كانت عمليات الزرع قد ساهمت في وفاتهم. ومع ذلك، تعافى آخرون بشكل جيد وغادروا المستشفى.

تمت الجراحة الأخيرة على رجل يبلغ من العمر 50 عامًا تم تشخيصه بالموت الدماغي بعد إصابة حادة في الرأس. كان كبده الأصلي سليمًا، وخلال جراحة استغرقت أكثر من 10 ساعات، تم زرع كبد مأخوذ من خنزير "باما" المصغر والمعدل وراثيًا وربطه بجهازه الدوري ليعمل ككبد إضافي.

خضع الخنزير لستة تعديلات جينية لمنع الرفض المناعي. شملت هذه التعديلات تعطيل الجينات المسؤولة عن إنتاج السكريات على سطح خلايا الخنزير، والتي يهاجمها الجهاز المناعي البشري، وإدخال جينات تعبر عن بروتينات بشرية لجعل الكبد أكثر توافقًا مع جسم الإنسان.

بعد الزرع، أظهر كبد الخنزير علامات على الوظيفة الطبيعية، بما في ذلك إنتاج الصفراء، التي تساعد على تفتيت الدهون في الجهاز الهضمي، وإنتاج الألبومين الخنزيري، وهو بروتين دموي.

وقال البروفيسور بيتر فريند، أستاذ زراعة الأعضاء في جامعة أكسفورد: "هناك أدلة قوية على التوافق، وهو أمر مثير للغاية. فعادةً، إذا قمت بزرع عضو خنزير في جسم الإنسان، فإنه يتعرض لرفض حاد ويموت خلال دقائق."

ذكر الفريق المسؤول عن هذا الإنجاز، في تقرير نُشر بمجلة "نيتشر"، أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان الكبد المزروع يمكنه دعم المريض بالكامل، نظرًا لوجود كبده الأصلي، ولأن الكبد تمت إزالته بعد 10 أيام بناءً على طلب عائلته. وقال وانغ: "لم نتمكن من التحقق مما إذا كان كبد الخنزير يمكنه دعم مريض يعاني من فشل كبدي حاد."

حتى لو تمكنت أكباد الخنازير من تعويض وظائف الكبد جزئيًا فقط، فقد تظل مفيدة كزرع "جسري". وأوضح فريند أن الفريق استخدم تقنية جراحية متقدمة تسمح بإجراء الزرع بطريقة مباشرة وسهلة.

وقال: "لقد قاموا في الأساس بإدخال الكبد في الشريان الرئيسي الذي يمتد من الساق باتجاه القلب. يجعل ذلك العملية أكثر أمانًا، وأقل عرضة للمضاعفات، كما أنه يمكن إزالة الكبد بسهولة عند عدم الحاجة إليه."

وصف البروفيسور محمد محي الدين، مدير برنامج زراعة الأعضاء من الحيوانات في جامعة ماريلاند، هذا الإنجاز بأنه "قفزة هائلة إلى الأمام في هذا المجال".

وأضاف: "على عكس القلب أو الكلى، لا يحتاج المريض إلى الاحتفاظ بالكبد المزروع مدى الحياة. يمكن استخدامه كجسر حتى يصبح كبد بشري متاحًا للزرع، أو كدعم جزئي حتى يتعافى الكبد الأصلي. أنا مقتنع تمامًا بأن هذه التقنية يمكن أن تنجح."