ما سرّ نجاح العلاقة بين الطفل وجدّيه؟
هل يحبّ الطفل جدّيه أكثر من والديه؟
بمجرد سماع الأطفال خبر قدوم الجدين إلاّ وينبعث في نفوسهم نشاط غير مسبق، فتراهم يساهمون في ترتيب المنزل، ويقترحون على الأم تحضير الأطباق المفضلة لديهما، وسط استرجاع للذاكرة حول الحكايات والمواقف التي يرون أنّه آن أوانها لسردها لأقرب الناس إلى قلوبهم
وما إن يطرق الباب، حتّى نجدهم يتسابقون على فتحه للارتماء في أحضان الجدين والانشغال بتقبيلهما ومعانقتها، وكأنّ اللحظة صفّارة انطلاق أوقات مميزة بالنسبة لهم.
أمّا وإن دقت ساعة المغادرة، فتتحوّل تلك الفرحة إلى تذمّر واشمئزاز وتوسلات من الأحفاد لمكوث الجدين. ووسط طرق اقناع متنوّعة، فهمنهم من يخفي أغراض الضيفين، ومنهم من يلتفّ حول الرجلين في محاولة لصدهما عن الانصراف ومنهم من يبكي ويتصرف بغضب ومنهم من يحزن ويبعث بنظرات من عينيه الصغيرتين الممتلئة بالدموع دون كلام.
مشاهد تعيشها تقريبا مختلف العائلات، فنشاهد السعادة تعلو وجهي الوالدين لحب ابنائهما المفرط للجدين والعكس بالعكس.
وقد يصل الأمر في بعض الحالات لانبعاث الغيرة في نفوس الأبوين دون إظهارها وسط تساؤلات متخفّية عن سرّ هذا الحب الكبير
لا شكّ في أنّ الآباء يحبون أبنائهم كثيرا وأنهم يحرصون على تربيتهم تربية متكاملة وسط نشأة سليمة. غير أنّ المسألة تختلف قليلا مع وجود الأجداد. وفي هذا السياق نجد ذلك المثل التونسي الشهير ''ما يغلب الولد كان ولد الولد'' والمقصود هنا أنّ حب الوالدين لأبنائهم لا يفوقه شيء سوى حبّهم لأحفادهم فيتعاملون معهم بكلّ مرونة ونجدهم الأكثر أشخاص يولون الاهتمام لهم، فيستعمون لقصصهم التي لا تنتهي دون تذمّر ويشاركونهم اللعب والمرح دن ملل، ويرشدونهم بهدوء دون عقاب.
تصرفات تجعل الأحفاد يتعلقون بالجدين، فتلك الفترة الزمنيّة تجعلهم يتصرفون بكلّ حرية دون رقيب ولا حسيب ودون خوف من العقاب
أما إن تعلق الأمر بمعاملة الوالدين لهم فسنجد ضغوطات واختلاف في طرق العقاب والنصائح اللامتناهية. حيث يعمد الآباء إلى وضع خطط يومية منظمة وسط حرص على عدم الإخلال بها، وهذا أمر طبيعي غير أنّ الأطفال يرفضون مثل هذه التصرفات في بعض الحالات
هي وضعيات طبيعية لا تبعث بالقلق، بل بالعكس، فهي ترسّخ مفهوم الحب والدفء العائلي. فالأبوين يسعيان إلى أداء رسالتهما في تربية أبنائهما على أفضل وجه لضمان مستقبلهم ونجاحهم. أمّا عن العلاقة بين الأحفاد والجدين يمكن اعتبارها ذلك المتنفّس للأطفال من حين لآخر
إقرأ أيضاً
- نصائح طبيّة هامة لحماية أسنان طفلك
- بسبب التنمر ..طفل يطرق أبواب الغرباء بحثاً عن أي صديق للتعرف عليه واللعب معه
- كيف تعلّم طفلك البساطة في الحياة؟
- في يوم الطفل الإفريقي.. وزارة الأسرة والطفل تحذر من مخاطر وتهديدات الفضاء الرقمي
- 22.5 بالمائة من الأطفال الأقل من 4 سنوات يعانون من صعوبات في التغذية
- في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.. وزارة المرأة تؤكد التزامها بالدفاع عن حقوق الطفل
- مهرجان الإبداع الفني تظاهرة ثقافية موجهة للأطفال مرضى التوحد
تواصل معنا