ذكرى اغتيال الشاب حسني..سيئ الحظ في الحب وكرة القدم(فيديو)

يتزامن اليوم الأحد 29 سبتمبر 2019 مع الذكرى 25 لرحيل الأسطورة الغنائية الجزائرية 'الشاب حسني' الذي قتل بالرصاص منتصف نهار الخميس 29 سبتمبر 1994 من طرف مجهولين.

مكث 'حسني' أسابيعا في المستشفى وهناك كان يستمع لأغاني فريد الأطرش، وحين خرج من المستشفى زاد وزنه كثيرا وانخفض مستواه كثيرا في كرة القدم، فقرر الابتعاد عنها نهائيا وبدأ يغني ليصبح بعد ذلك فنان الأغنية العاطفية ولقب بملكها بلا منازع. 


الشاب حسني فنان جزائري صاحب موسيقى بلده وانضم لإحدى الفرق الفلكلورية في صغره -فرقة قادة ناوي- وشارك في حفلات الزفاف والسهرات المنظمة بمدينة وهران وذاع صيته خاصة بأدائه لأغاني التراث الجزائري كأغنية "ياذا المرسم عيد لي ما كان... فيك أنا والريم تلاقينا"، المعروفة والمحفوظة لدى أغلب الجزائريين وبذلك انطلق في إنتاج الأشرطة ليحطم بعدها أرقاما قياسية مذهلة بالبومات غزيرة ومبيعات فاقت عشرات الملايين في الألبوم الواحد.


أول ألبومات الشاب حسنى كان ثنائي مع الشابة الزهوانية سنة 1986 بعنوان البرّاكة ثم اتخذ له طابعا فنيا مميزا خاصا به وتغنى في أغلب انتاجاته بمشاكل الشباب ولوعة الحب وربما كان يعبر من خلال أغانيه عن مشاكله الذاتية وكثيرا ما روى في أغانيه علاقته بابنه الوحيد عبد الله المولود عام 1989 وعن قصة الفراق منذ 1991 مع زوجته المقيمة بمدينة بربينيون الفرنسية، حيث تعرف عليها في أحد المطاعم البياريست وتزوجها في سن 18. 


غنى عام 1992 ''صرات بيّا قصة'' والتي تروى حكايته عندما كان بإحدى حانات ولاية معسكر عندما تعرض له شبان بأسلحة بيضاء وشعر بأن حياته في خطر، وأغنية ''قالوا حسنى مات'' عندما نشرت إشاعة من طرف مجهولين بوهران تتحدث عن موت الشاب حسني بحادث مرور عندما كان في زيارة لكندا.


تعرضت ألبومات الشاب حسني للقرصنة وإعادة الطبع بطرق غير شرعية في بلدان مجاورة للجزائر لكن من أكثر الألبومات مبيعا هي: ''البيضا مون آمور'' 120 مليون نسخة، رغم انه كان غزير الإنتاج في السوق إذ أن المدة الزمنية بين البوم وآخر لا تتجاوز شهر واحيانا أسابيع وأيام وتباع كلها بطريقة منتظمة ما يؤكد الشابي حسني فلتة فنية مغاربية وعربية وعالمية.
عرف حسني ببساطته وطيبته وحبه للفقراء والمساكين وهو السر الأكبر في النبرة الحزينة جدا لاغانيه التي عكست احاسيس وأحلام الشباب الجزائري الغارق آنذاك في براثن ازمة اقتصادية وسياسية واجتماعية خانقة، كادت أن تعصف بالجزائر ، اطلق عليها فيما بعد العشرية السوداء أو سنوات الدم والدمار التي مات فيها أكثر من 150 الف شخص وما يزيد عن آلاف المفقودين وخسائر مادية بعشرات المليارات من الدولارات.


ورغم مرور 25 عاما على رحيله، تبقى عملية إغتيالة مبهمة  وغامضة وحسب بعض الروايات فإن أحد منافسيه في طابع الراي هو من دبر عملية تصفيته إلا أن الرواية الشائعة تقول أن حسني شقرون قد اغتالته المخابرات الجزائرية لإتهام الجماعة الاسلامية نظراً لشعبيه الواسعة في 29 سبتمبر 1994 حيث فقدت الجزائر في تلك الفترة الكثير من أعلام الثقافة والأدب والعلم والسياسة على ايدي الجماعات الارهابية المسلحة وقد خلفت وفاته حزنا كبيرا لدى فئة واسعة من الشباب الجزائري والشعب المغاربي، وقد صنفت جنازته كثاني أكبر جنازة فنان في العالم.


وتقول مصادر شاهدت مقتل الشاب حسني، أنه قبل منتصف النهار بدقائق (الخميس 29 سبتمبر 1994) كان 'حسني' كان مع أصدقائه بالمقهى المعتاد عليه و الذي يبعد عن مقر سكانه بأمتار (المقهى الكائن بنهج جلاط الحبيب و يحمل اسم مقهى الشباب) بعد ذلك خرج حسني من المقهى المذكور وصعد في سيارته من نوع 405 ووصل إلى الشارع الذي يقع فيه مسكنه الشارع اسمه "ميلود بن محمد فيبقى " واقفا كعادته بهذا المكان الذي هو نقطة تقاطع مع نهج جلاط الحبيب و هو مكان محب لدى 'حسني ' و به يلتقي مع جيرانه و أصدقائه بالحي و هذا المكان لا يبعد عن مسكن أسرة حسني سوى 50 مترا  تقريبا.


ولم تدم وقفة حسني الذي كان رفقة شقيقه حينها إلا لحظات حتى تقدم شاب مرفوق بآخرين ( المجموع ثلاثة حسب شهود عيان) فعانقه الأصدقاء و فجأة يمد أحدهم يده إلى صدره مخرجا تحت معطفه الجلدي مسدسا اتوماتيكيا فيطلق عليه رصاصة أولى في الصدر (من جهة القلب) وأخرى في الرأس ( البعض يقول رصاصتين في الرأس)، حتى سقط الشاب حسني غارقا في دماءه فيما لاذت العصابة بالفرار.


رحل الشاب حسني منذ 25 عاما ومازالت أغانيه تصدح بين جميع الأجيال، ومشاكل الحاضر عبّر عنها الفنان الجزائري في الماضي بطريقة أصدق بكثير.