ماذا تعرف عن طائفة ''أبواب الجنة'' ؟

ماذا تعرف عن طائفة ''أبواب الجنة'' ؟
عادة ما يفضل الناس قصص الأشباح المسلية والفضائيين  و أفلام الرعب الكلاسيكية ، لكن هل فكرتم يوما أنها حقيقة  وأنكم تعيشون على الأٍض بالخطأ وأنكم مجرد كائنات فضائية ؟

ونشرت جماعة ''أبواب الجنة '' رسالة تحذيرية على   موقعها الرسمي "هيفينز غيت" HeavensGate ''  ''تقول فيها  إن هذا الكوكب على وشك الانهيار ثم البدء من جديد، وهذا لا يعني فناؤه أو أن العالم سينتهي، بل سينجرف كل ما عليه لبدء حضارات جديدة، هذا تحذير، فذلك على وشك الحدوث".

وهذه الرسالة  ، تدعوك  إلى جمع  أشيائك الهامة في حقيبة وقتل نفسك استعدادا لدخول الجنة، سعيا لتجاوز الأرض والوصول إلى الخلاص في السماوات على متن جسم غامض وبمساعدة الكائنات الفضائية.

والحقيقة عند هؤلاء هي أن الناس بعد الموت سيذهبون إلى السماء جميعهم وبمستوى واحد، فكما ضمتنا المملكة الإنسانية بكواكبها ومواردها وبكل أشكال الحياة بها، فالبشر جميعهم -بحسب اعتقادهم- سيذهبون إلى مملكة ما بعد الإنسانية، بخلاف أنهم مصممون للذهاب هناك في أي وقت.

‪الانتحار وسيلة   للخلاص

وانطلق نشاط الجماعة في عام 1972، وجمعت المهتمين بتحضير الأرواح واستبدالها وبالتنجيم ومدعي النبوة، وأسسوا لاعتقادهم بأن الإنجيل تنبأ بإنقاذ بعض الأفراد من الحياة البشعة على سطح الأرض واختطافهم ونقل أجسادهم لما أسموه "المستوى التالي"، وهو مجال مادي في الفضاء الخارجي الذي نعرفه ليعيشوا حياة أبدية.

وظهرت الجماعة للعلن لأول مرة عام 1975 وتساهلت وسائل الإعلام في مناداتهم "عبدة الأجسام الغريبة"، ثم اختفوا عن الأضواء، وعادوا لمشاركة ما تعلموه مع الجمهور، وبدؤوا في تسجيل وتوزيع سلسلة شرائط تحت عنوان "ما وراء الإنسان" في بداية التسعينيات، لتحذير البشرية مما هو قريب، وما زالت هذه الأشرطة متاحة على الموقع الرسمي للجماعة كدليل لكل من يود الانضمام لهم، ويروج البعض بأن أمواتا من أعضاء الجماعة يرسلون إليهم الأشرطة.

السر في "هالي بوب"

في عام 1997 سطع المذنب "هالي بوب" في سمائنا ووصل إلى أقرب نقطة للأرض، وظل مرئيا للعين المجردة لنحو 18 شهر، حتى في أكثر المناطق تلوثا، ليصبح أحد أكثر المذنبات مشاهدة في التاريخ، وأبعد مذنب اكتشفه الهواة، وفقا لوكالة ناسا، ربما يعد هذا حدثا استثنائيا، بل ربما كان ذلك بالفعل وبالأخص لأعضاء جماعة "باب الجنة".

مع مرور الوقت أدرك أتباع الجماعة أن فكرة نقل أجسادهم خارج كوكب الأرض وما وصفوه بالتحول البيولوجي، هي فكرة غير قابلة للتطبيق، وعليهم التخلي عن أجسادهم البشرية على الأرض ونقل وعيهم فقط عبر وسائل "روحية تكنولوجية" لأجساد موجودة في المستوى التالي، وهو المقارب لفكرة التناسخ، غير أن بعض أعضاء الجماعة روجوا لاعتقادهم بأنهم كائنات فضائية سقطت على الأرض بالخطأ وعليهم العودة.

‪ترمز الجماعة للجنة بـ"المستوى التالي"

بدأت الجماعة بقيادة مارشال آبل وايت أستاذ الموسيقى السابق بالاعتقاد في أن أجسادهم مجرد حاويات يمكن التخلي عنها لصالح وجود مادي أعلى، مقتنعين بأنهم سيتركون أجسادهم، ويدخلون المركبة الفضائية التي اعتقدوا أنها قادمة من خلف "هالي بوب"، المبعوث الكوني الذي أوحى لهم بعالم آخر، ثم يمرون عبر بوابة الجنة إلى وجود أعلى، وبالفعل بدؤوا في إعداد فيديو لأقاربهم وهم يودعونهم بابتسامات وأمنيات في حياة أسعد في السماء.

النقطة الأقرب للخلاص

وفي 26 مارس 1997 اكتشفت الشرطة 39 جثة متحللة في قصر سان دييغو بولاية كاليفورنيا، مغطاة بأكفان أرجوانية، لأشخاص انتحروا بشرب مزيج من عقار الباربيتورات المثبط للجهاز العصبي المركزي وكثير من الكحول، يرتدون زيا موحدا باللون الأسود وأحذية التنس، ووجد بجيوبهم فواتير وعملات من فئة خمسة دولارات.

كانت الجثث متناثرة، وبجوار كل جثة حقيبة سفر، وبحسب نيويورك تايمز، فإن معظم الجثث مخصية قبل الانتحار بعدة أشهر، تبعا لاعتقاد قائدهم بضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس.

وكانت هذه المرة أكبر حالات انتحار الجماعة عددا بعد اقتراب مذنب "هالي بوب" من الأرض لأقرب نقطة في تلك الليلة، وفي اعتقادهم أنه جاء ليخلصهم وينقلهم إلى "المستوى التالي" بحسب اعتقادهم.

الحكومات هي قوى الشر في العالم

هناك معتقدات أميركية أخرى حديثة نسبية تسببت في مذابح، ولكن ليس مثل "باب الجنة" في اشتباكهم مع الشخصيات الحكومية والدينية وادعائهم بأن الحكومة تحيك مؤامرة ضدهم بإنكار وجود أطباق طائرة وكائنات فضائية تعيش معنا على كوكب الأرض، وأن الحكومة هي قوى الشر التي تغطي على حقيقة وجود أجسام غريبة معنا.

‪غلاف مجلة "نيوزويك" يحمل صورة أحد مؤسسي جماعة أبواب الجنة الداعية إلى الانتحار (مواقع التواصل)‬ غلاف مجلة "نيوزويك" يحمل صورة أحد مؤسسي جماعة أبواب الجنة الداعية إلى الانتحار (مواقع التواصل)

رغم أن أعضاء "باب الجنة" يستقون أفكارهم من المسيحية فإنهم أضافوا إليها روح العصر، فشددوا على التأمل واتباع نظام غذائي، وآمنوا بنظرية التطور، وأن المخلوقات الأخرى التي تعيش معنا اليوم يمكنها السيطرة على الأرض بعد انتقالنا عنها، في مثال واضح للثقافة الأميركية الحديثة التي حاولت كثيرا الربط بين العلم والدين، فكان الحادث كحفلة تخرج لأعضاء الجماعة، وتتويجا لأكثر من عقدين من الشحن الروحي والاجتماعي لهم بهذه الأفكار.

ويصنف الباحثون في الدراسات الدينية جماعة "باب الجنة" على أنها دمج بين نظريات علمية خارقة للطبيعة والمعتقد الشعبي، ونقلا لما نشره موقع "كونفرزيشن"، فإن المؤرخ مايكل باركون أشار إلى اعتناق الجماعة فكرة المؤامرة وتقسيم العالم بين قوى الشر المتحالفة سرا والمؤمنين الحقيقيين والجماهير الطائشة التي تسير في طريقها بلا وعي.