القصرين : الأهالي يعيشون معاناة يومية بالمركز الجهوي "للكنام"

القصرين : الأهالي يعيشون معاناة يومية بالمركز الجهوي "للكنام"

معاناة منخرطي المركز الجهوي للتأمين على المرض بولاية القصرين لا تنتهي، في ظل وجود مركز وحيد بولاية شاسعة تعدّ 13 معتمدية مترامية الأطراف تبعد كل واحدة عن الأخرى مسافات طويلة تصل أبعدها إلى 140 كيلومترا ذهابا وإيابا، كحال معتمدية حيدرة الحدودية.


في ظل ذلك، "يجد المنخرطون أنفسهم مضطرين يوميا لقطع مسافات طويلة لإيداع ملفاتهم أو بطاقات استرجاع مصاريفهم، التي كثيرا ما يتخلون عنها، سواء لارتفاع تكاليف تنقلهم، أو لشدّة ازدحام المركز، الذي وإن جاؤوه، فإنه عليهم أن يسلموا أمرهم إلى الانتظار لساعات طويلة قد تكلفهم يوما كاملا"، ذلك ما صرح به صالح بن الأخضر، شيخ السبعين، أصيل معتمدية حيدرة، بصوت فيه الكثير من الغضب على خدمات هذا المركز، وحالة الاكتظاظ اليومية التي قال "إنها أرهقته وزادت من مرضه".

أما نجم الدين المنصوري، المنخرط ب"الكنام"، أصيل مدينة القصرين، فقد ذكر أنه "ضاق ذرعا بطول الانتظار، وتعطل بقية مصالحه بسبب الاكتظاظ المتواصل يوميا بالمركز". كذلك الشأن بالنسبة للبقية بالقصرين، والذين أرجعوا الاكتظاظ اليومي إلى غياب مراكز محلية بالجهة، والاقتصار على مركز وحيد، قالوا إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفي بالحاجة، مهما كان عدد موظفيه وعملته. وضعية أقر بها الدكتور عامر البوبكري، الطبيب المستشار لدى المركز الجهوي للتأمين على المرض بالقصرين، الذي أكد أن "المركز يعاني من الاكتظاظ اليومي، نظرا لارتفاع عدد منخرطيه الذي قارب الثمانين ألف منخرط سنة 2015، وكثرة الملفات الواردة عليه يوميا، والتي يبلغ معدلها بين 750 و800 ملف".

فواقع الحال يشير إلى غياب مراكز محلية بالمعتمديات ذات الكثافة السكانية المرتفعة، كفريانة وفوسانة وسبيطلة وسبيبة، ما عدا مكتب صغير للخدمات بتالة أحدث أواخر السنة الماضية، اعتبر البويكري أنه "تسبب في تعطيل العمل أكثر من تسهيله، لأن عمله يقتصر فقط على قبول ملفات المنخرطين وإرسالها إلى المركز الجهوي بالقصرين المدينة، وفي حال نسي أحدهم وثيقة ما عليه أن يتنقل بمفرده إلى مدينة القصرين لتقديمها"، وفق قوله.

ولفت المتحدث إلى وجود إشكاليات أخرى هامة يعاني منها مركز القصرين، متعلقة أساسا بالأدوية والملفات التي تدرس في إطار اللجان الاقليمية أو المركزية، وخاصة ملفات أصحاب الأمراض الثقيلة، كالسرطان والتهاب الكبد الفيروسي والكلى والعقم، مما يتسبب في تعطيل كبير للمنخرط، ما يجعل الخدمة الصحية المسداة إليهم "جد سيئة"، حسب تعبيره، مضيفا أن "المريض يمكن أن يموت دون الحصول على ردّ على ملفه، بسبب عدم قدرة الأقاليم الثلاثة بالشمال والوسط والجنوب على استيعاب ملفات منخرطيها الواردة عليها من كامل ولايات الجمهورية".

واقترح عامر البوبكري إحداث أقاليم جديدة بكامل الجمهورية، وبعث مراكز محلية في جهة القصرين، لتخفيف الضغط عن مركزها الوحيد، ولتقريب الخدمات خاصة من متساكني المناطق الريفية النائية، وتجنيبهم عناء ومصاريف التنقل.