دراسة: الرعب بشكل مبرمج يحول شخصية الليبرالي المنفتح إلى شخصية محافظة ومتشددة

دراسة: الرعب بشكل مبرمج يحول شخصية الليبرالي المنفتح إلى شخصية محافظة ومتشددة

أظهرت دراسة سيكولوجية جديدة، أجرتها جامعة ييل الأمريكية أن تحول الشخص الليبرالي المنفتح، إلى شخصية محافظة متشددة، يمكن أن يتحقق، عن طريق إخضاعه للرعب والتخويف بشكل مبرمج، وأن هذه البرمجة للعقل، يمكن تنفيذها من خلال المختبر العلمي.


وقال معّد الدارسة، جون بارغ “هذا الانطباع ليس جديدًا لدى علماء النفس، لكن الدراسة الجديدة اعتمدت شواهد وتعزيزات من نتائج هجمات 11 من سبتمبر، فقد حصلت في الأوساط الليبرالية الأمريكية نقلةٌ ملفتة، نحو اليمين المحافظ والنزعات المتشددّة، بدون أي سبب، سوى تعرضهم للخوف.”

و أوضح براغ إن الإحساس بالأمان، يعتبر أقوى المحفزات والغرائز الإنسانية، وهو مودع بالجينات البشرية، ولذلك فإن انتقال الشخص الليبرالي إلى خانة الشخص المحافظ المتشدد، أو العكس، يتم بالتحكم بدرجة إحساسه بالخوف.

وأضاف الباحث الامريكي أنه من الممكنت أن يتحول الشخص من الليبرالية إلى اليمين السياسي لقناعته بأن عقائد اليمين والتشدد والتطرف، تضمن له تقليص درجة الخوف أو القلق، أو عدم اليقين لديه، وفي المقابل، قد تُشعره النقلة إلى الفكر المحافظ ،بأنه بات أكثر انضباطًا، وأبعد عن الحيرة والغموض، وهو يمارس قناعاته الجديدة المتشددة، في تصنيف الناس.

كما أظهرت دراسة جامعة ييل الأمريكية، أنه من الممكنت استخدام المختبرات العلمية لتحويل الأشخاص والسياسيين الليبراليين المنفتحين، إلى يمنيين متشددين، والعكس صحيح.

ونشرت الدراسة صوراً لأدمغة أشخاص ليبراليين وآخرين متشددين، أظهرت فروقات في شكل الدماغ، وتحديدًا في أجزائه المختصة بالقدرة على التعبير والتفاعل مع مشاعر الخوف.

ففي الصور الطبقية لأدمغة الأشخاص المتشددين، تظهر مساحات ملحوظة باللون البني على الجانب الأيمن، بشكل ملفت، وأكبر من ذاك الجزء من الدماغ لدى الشخص الليبرالي المنفتح.

كما أظهرت صورة أخرى، تتصل بمراكز التحكم في الحركة، أنها أنشط كثيرًا لدى المتشددين والمتطرفين، منها لدى الليبراليين المعتدلين.

ولتبيان الطرق التي يمكن فيها التحكم بالعقل، وتحويله من الاعتدال في التفكير إلى التشدد والتطرف، أورد البروفسيور بارغ، نماذج مما طبقه هو على زملاء له، ونجح فيه بتحويلهم من محافظين متشددين إلى ليبراليين.

وأشارت الدراسة، إلى أن هذه هي المرة الأولى في علم النفس، التي تتحقق فيها تجارب لتغيير القناعات السياسية، من خلال التحكم بدرجات إحساسهم بالخوف أو بالاطمئنان.

وأعطى بارغ، نماذج من التصرفات اليومية، التي قال إنها تؤثر بقوة على اللاشعور لدى الإنسان، وتجعله يندرج تحت مظلة الخوف أو تحت الإحساس بالاطمئنان.

ومن ذلك، فإن طريقة شرب القهوة أو الشاي، فإمساك الشخص بالفنجان الساخن، يجعله أكثر هدوءًا وانفتاحًا وليبرالية بسبب العلاقة اللاشعورية بين الدفء العضوي، والدفء الاجتماعي.

وهي العلاقة التي يقول فيها بارغ: إن الإنسان يبنيها في اللاشعور منذ الصغر، والأمر نفسه يحدث عندما يغسل الإنسان يديه بالماء والصابون، حيث يصبح أقل عدائية للآخرين الذين يختلفون معه.

ويفسّر الخبراء ذلك، بأن تربية الإنسان منذ الصغر، تجعله يتصور الذين يختلفون معه بأنهم مثل المرض المعدي، وأن غسله ليديه ينظفه من العدوى، و يبعد عنه الخوف من المرض، ويجعله أكثر انفتاحًا وتقبلاً للآخرين.

ويقول البروفسور بارغ: إن الدماغ البشري، يعمل بنسقين: الأول شعوري، والثاني لا شعوري.

وبطريقة عمل جزأي الدماغ البشري، فإنه يلتقط إشارات الخوف والرضا، التي بدورها تتحكم بالأفكار والقناعات السياسية، التي يمكن التحكم بها عن طريق إعادة برمجة للدماغ، سواء في المختبر أو في العقل الجمعي للشعوب.

ويضيف معدّ الدراسة، أن ما أظهرته النتائج، يؤكد أن الحد الفاصل الأكبر بين الليبرالية والتشدد، هو الإحساس الجمعي بالخطر أو الاستقرار، وأنه كلما زاد إحساس الناس بالخوف وبالخطر، فإن ميلهم يكون أكبر إلى اليمين، والانحراف نحو التشدد، والعكس صحيح أيضًا.