الانتحار في تونس: بين فتاة الـ12 وعجوز الـ80... الأرقام والأسباب

الانتحار في تونس: بين فتاة الـ12 وعجوز الـ80... الأرقام والأسباب

سجل آخر تقرير شهري للمرصد الاجتماعي التونسي، 36 حالة انتحار ومحاولات انتحار في شهر نوفمبر من سنة 2015، وهو تراجع مقارنة بشهري سبتمبر وأكتوبر.


حالات الانتحار ومحاولات الانتحار (نوفمبر 2015) حسب الجنس:

أنثى: 5 حالات انتحار

ذكر: 31 حالة انتحار

وتجدر الإشارة إلى أن أصغر ضحية أقدمت على الانتحار هي طفلة تبلغ من العمر 12 ربيعا، وذلك بمنطقة بوعرقوب من ولاية نابل.

أما أكبر ضحية فهي امرأة ذات 80 عاما، بمنطقة الشمايسية الزواين من معتمدية الدهماني التابعة لولاية الكاف.

حالات الانتحار ومحاولات الانتحار (نوفمبر 2015) حسب العمر:

أقل من 15 سنة: 5 حالات انتحار

بين 16 و25 سنة: 8 حالات انتحار

بين 26 و35 سنة: 11 حالة انتحار

بين 36 و45 سنة: 7 حالات انتحار

بين 46 و60: 2 حالة انتحار

فوق 60 سنة: 4 حالات انتحار

هذا وقد توزعت حالات الانتحار ومحاولات الانتحار على 15 ولاية لتبقى القيروان على رأس القائمة، حيث تم تسجيل ثلث حالات الانتحار ومحاولات الانتحار جلهم من الأطفال.

حالات الانتحار ومحاولات الانتحار (نوفمبر 2015) حسب الولاية:

بنزرت: 2 حالة انتحار

قابس: 3 حالات انتحار

قفصة: 2 حالة انتحار

جندوبة: 1 حالة انتحار

القيروان: 12 حالات انتحار

القصرين: 2 حالة انتحار

نابل: 3 حالات انتحار

الكاف: 2 حالة انتحار

سيدي بوزيد: 2 حالة انتحار

تونس: 2 حالة انتحار

المنستير: 1 حالة انتحار

سليانة: 1 حالة انتحار

سوسة: 2 حالة انتحار

أريانة: 1 حالة انتحار

وقد جاء في تقرير المرصد الاجتماعي أن أسباب الانتحار ومحاولات الانتحار فقد تراوحت بين الحرق (11 حالة، أي ثلث الحالات) والشنق (7 حالات) والالقاء عبر السطح (4)... كما سجّل التقرير حالات انتحار ومحاولات انتحار عبر الالقاء من عمور كهرباء أو قطه الشرايين أو حقن مادة سامة.

وفي تصريح خصّ به موقع "نسمة" أشار المختص في علم الاجتماع وصاحب دراسة حول الانتحار، عبد الستار السحباني، أن أهم أسباب حالات الانتحار ومحاولات الانتحار عند الأطفال هو غياب الحوار بين مكونات الأسرة مع الأطفال الذين يعانون من حالة اكتئاب بالإضافة لغياب الحوار في الوسط المدرسي مع الإطار التربوي.

وأضاف السحباني أن الطفل اليوم في مجتمع الاستهلاك، أصبح يقارن نفسه بأترابه وبما يراه التلفاز والانترنت، وأصبحت لديه حاجيات قد تفوق طاقة الآباء خاصة في الأحياء والجهات الفقيرة مما قد يشعر الطفل اليأس والحزن.

ويرجع الباحث في علم الاجتماع، صفوان الطرابلسي، إلى القاعدة التي تقول إن "نوعية الانتحار هي مفتاح لسببه".

ويضيف الطرابلسي بأن أغلب حالات ومحاولات الانتحار كانت مرتبطة في السابق بأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية فإن نظام بن علي لم يكن يصفح عنها.

متابعا: لكن مع تغير المعطيات بتغير الأوضاع بعد "الثورة" التي باتت تداعياتها من أهم أسباب استفحال ظاهرة الانتحار المرشحة للارتفاع مع تواصل الأزمات والضغوط.

هذا وحذّرت خبيرة علم النفس، صفاء رحيم، من خطر تحوّل هذه الظاهرة إلى عائق اجتماعي جديد يزيد من تدهور الوضع في تونس، خاصة وأن أعلى النسب مسجّلة في صفوف الفئة الشبابية التي تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة.

وفي التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية جاءت الدول العربية على قائمة البلدان الأكثر تسجيلا لمعدّلات الانتحار وذلك بـ4 منتحرين في كل 100 ألف نسمة.

إن الخطر الكامن في هذه الظاهرة، ليس الأرقام، بقدر الأسباب المؤدّية إلى الانتحار، والمستجّدات التي تعيشها تونس بعد الثورة التي أدّت إلى استسهال الانتحار، والتي لم تجد تدخلا جديا للدولة ومؤسساتها.