صاحب البذلة الواقية من البلل / الفصل الثالث: الفتى الذي كانت إنغلترا في مرمى بصره

صاحب البذلة الواقية من البلل / الفصل الثالث: الفتى الذي كانت إنغلترا في مرمى بصره

تحقيق: أندرس فيلبيرغ / ترجمه بتصرف: يسري فوده  

هذه ليست رواية أدبية من أعمال الخيال، بل هي قصة حقيقية عن جثتين عُثر عليهما في بلدين مختلفين في شمال أوروبا، كي تشداك معهما في تحقيق مثير حول العالم. فيها من عناصر الدراما، ومن الواقعية في آنٍ معاً، ما يجعل منها قراءة سلسلة مشوقة نافعة. وفيها من الدقة في الأداء، ومن العناية بالتفاصيل، ومن حلاوة العرض ما يجعل منها تدريباً جيداً لزملائنا من الصحفيين الاستقصائيين، وللمهتمين كافةً بسن الرمح في العمل الصحفي الجاد. إن كان لديك شيء واحد تقرأه اليوم فاقرأ هذا التحقيق، بشرط أن تقرأه حتى آخر سطر.. اقرأه.. واستفد.. واستمتع.


في أرض غريبة، على بعد آلاف الكيلومترات من وطنه، وقف فتى شاخصًا بعينين تشقان أفق البحر وقلب عامر بالأمل. كان الترحال المفعم بالخطر قبل هذه اللحظة قد استهلك من حياته القصيرة مائة واثنين وأربعين يومًا. يطبق الخريف على جسده بأجوائه القارسة لدى نقطة على ساحل موحش في شمال غربي فرنسا، لكنه يعلم الآن أن هذه ربما تكون فرصته الأخيرة.

لم يعد وطنه وطنًا. انتهى. دمشق، سوريا. نزحت أمه مع أبيه وشقيقاته الأربع إلى الأردن. لم يرهم منذ نزح هو الآخر قبل خمسة أشهر. نحن الآن بعد ظهر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2014، وقد وصل معاذ البلخي، الذي لم يتعد عمره الثانية والعشرين، أخيرًا إلى هذه النقطة قبل نحو ساعتين.

تناول هاتفه وفتح تطبيق واتساب وكتب لعمه الذي يعيش في برادفورد، بين ليدز ومانشستر: «أستطيع الآن أن أرى إنغلترا». كتب أيضًا أنه ربما يستطيع أن يصل إلى قارب أو أن يسبح المسافة كلها حتى الشاطئ الآخر. رد عليه عمه ناصحًا بأن الأمر يشبه بحر مرمرة في تركيا حيث يستطيع المرء أن يرى الأرض في ما وراءه وإن كانت المسافة في الواقع أطول كثيرًا مما تبدو.

«سأحاول اليوم»، رد الفتى منتعشًا متحديًا، لكنه لم يحدد كيف. وفي ذلك المساء، قبل ساعة وثلاث وأربعين دقيقة من شراء البذلتين الواقيتين من البلل من متجر ديكاثلون للأدوات الرياضية في كاليه، بعث برسالة مقتضبة إلى أخته وعائلته في الأردن: «اشتقتلكن». كان هذا آخر خبر يصل إلى العائلة من ابنها معاذ.

أما عمه بديع، البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عامًا، فيرتدي قميصًا أنيقًا يوافق شعره الأسود اللامع وابتسامته الدافئة التي تعتلي وجهه فجأة حين يجهد للوقوع على الكلمة الصحيحة باللغة الإنغليزية. هو نفسه أتى إلى إنغلترا لاجئًا بعد أن اختبأ داخل شاحنة لدى دَنْكرك، شمال كاليه، عبرت به النفق من فرنسا إلى هنا. حصل بديع على حق اللجوء السياسي لمدة خمس سنوات، وهو الآن يعيش مع زوجته وطفلتيهما الصغيرتين في مبنى من الطوب الأحمر في منطقة للمهاجرين داخل برادفورد التي تبعد نحو ساعة بالسيارة من مانشستر.

كانت هذه وجهة معاذ التي كان يحلم بها عندما وقف على شاطئ كاليه وقال إنه سيحاول، ثم اختفى. حاول عمه أن يتصل به في اليوم التالي، الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، لكن هاتفه كان مغلقًا. على مدى الأيام القليلة التالية حاولت عائلته مرارًا وتكرارًا كل يوم، وفي كل مرة لا يحصلون إلا على مقطع من أغنية عربية كان يستخدمه لتسجيل الرسائل الصوتية الواردة.

بعد قليل، سيبدأون في تقبل احتمال أن مكروهًا أصابه.. ربما طمع أحدهم في الثلاثمائة يورو التي كان يحملها فهاجمه. وبعد أسبوع، توجه اثنان من أقربائه من اسكتلندا إلى كاليه والتقيا بالشرطة، لكنّ هذه لم تكن تعرف شيئًا عنه. وبعد شهر، عادوا إلى قسم شرطة كاليه مرة أخرى، ولم يكن لدى هذه جديد. حملوا صورته في أيديهم وجابوا مخيم اللاجئين لعل أحدًا يذكره، لكنّ أحدًا لم يتعرف عليه. وكانت الإجابة نفسها في انتظارهم في المستشفى وفي المشرحة.

و في مارس/آذار، كما يقول بديع، اتصلوا بالشرطة في إنغلترا فقيل لهم إن تلك مسألة لا تخصهم على أساس أن معاذ اختفى في فرنسا، لكن الشرطة وعدت بالبحث عبر الإنتربول. الرسالة الوحيدة التي وصلتهم من الشرطة بعد ذلك كانت تأكيدًا بأن معاذ البلخي ليس أحد نزلاء سجن برادفورد. بقيت العائلة رغم ذلك في تواصل مع الصليب الأحمر ومع مكتب الهجرة في بريطانيا.

«أمه تتصل بي كل يوم عسى أن يكون لديّ جديد. الحياة مع المصير المجهول في منتهى البشاعة. ولكن عندما اتصلت أنت بي كانت تلك هي المرة الأولى التي يتوفر فيها أمامنا شيء محدد حول ما يمكن أن يكون قد حدث».

بديع شغوف بالتفاصيل وبأي شيء له علاقة بالجثتين التي عُثر عليهما في النرويج وهولندا. أما التفاصيل التي يذكرها هو فتنطبق مع التفاصيل التي توفرت حتى الآن بين أيدي الشرطة: الزمان.. المكان.. المال الذي كان في حوزة معاذ.. السباحة. لكنه يقول إنه كان مسافرًا وحده، فهل يمكن لأحد أن يكون قد قرر أن يسبح في مغامرة كهذه مع أحد لا يعرفه؟

نشرح لبديع أن الاحتمال الوحيد الآن للتأكد مما إذا كانت إحدى الجثتين تعود لمعاذ هو اختبار الحمض النووي. نعطيه قفازًا بلاستيكيًا وقطعة من القطن، ونطلب منه أن يضع هذه في فمه وأن يحك بها الجدار الداخلي لخده. عندئذ تلتصق الخلايا الموجودة في الفم بقطعة القطن فنتناولها بعناية ونضعها في حقيبة بلاستيكية صغيرة. وقبل أن نغادر، يرسم لنا شجرة للعائلة تبين علاقة معاذ بجذورها وأطرافها.

.....              

في النرويج، نسلّم قطعة القطن للمحققين في مجموعة كريبوس الذين يبدأون في مقارنة نتائجها بنتائج العينة المستخلصة من جثة ليستا. وفي الوقت نفسه يطلبون من زملائهم في هولندا نتائج اختباراتهم المستخلصة من جثة تيكسيل لتطبيق الإجراءات نفسها.

.....

شقيقة معاذ الصغرى، رهف، البالغة من العمر تسعة عشر عامًا، تعيش مع أمها وأبيها وشقيقاتها الثلاث في العاصمة الأردنية، عمّان. نتواصل معهم عبر تطبيق سكايب على الإنترنت. هي تترجم وأمها تحكي لنا عن معاذ.

ولدت رهف وتربت في العاصمة السورية، دمشق، لأب بقي في السجن أحد عشر عامًا لأنه يعارض النظام، ولم يُطلق سراحه إلا حين قامت الثورة عام 2011. عاشوا جميعًا في منطقة متعددة الطوائف والأديان والمذاهب والقناعات السياسية، من سُنّة إلى شيعة إلى علويين إلى مسيحيين إلى يهود. في أجواء كهذه، كان معاذ صديقًا للجميع. «لو تشاجر أحد مع أحد، كان هو الذي يصلح بينهما».

كان يحب مشاهدة الأفلام والسباحة، كما تقول رهف. كل أسبوع قبل قيام الثورة كان يحرص على ممارسة رياضته المفضلة في أحد حمامات السباحة في دمشق. وعندما تحولت الثورة لاقتتال داخلي نزحت الأسرة إلى الأردن عام 2013، لكنّ معاذ بقي في دمشق لاستكمال دراسة الهندسة الإليكترونية. كانت قوات نظام الأسد تستوقفه دائمًا في الشارع، لا فرق من وجهة نظرها بين محارب وطالب جامعي. من وقت لآخر، كان يُقاد إلى نقطة للشرطة ويُحبس إلى حين التأكد من هويته. بقي معاذ هكذا صامدًا لستة أشهر قبل أن ينزح هو الآخر إلى الأردن.

بعد فترة وجيزة التأم فيها شمل العائلة، لا يبدو أن معاذ كان مضطرًا لترك الأردن، لكن شقيقته تقول إنه لم يجد له مكانًا في إحدى جامعات عمّان. في الوقت نفسه كان من الصعب دائمًا على والده أن يجد عملًا في بلد محدود الموارد مكتظ باللاجئين. ولأنه الولد الوحيد لأبويه إلى جانب أربع شقيقات، شعر معاذ بأن عليه أن يفعل شيئًا. بدأ يخطط للنزوح إلى تركيا بحجة استكمال دراسته عسى أن يوفر لعائلته جسرًا للحاق به بعد حين. سافر معاذ إلى تركيا لكنه لم يستطع الالتحاق بجامعة هناك، وفي الوقت نفسه لم يستطع العودة لاجئًا إلى الأردن بعد أن غادرها. ومن ثم قرر أنه إن كان عليه أن يخاطر فليسدد إلى أعلى ما يستطيع: إنغلترا. لديهم قوانين جيدة لاستقبال اللاجئين وحمايتهم، ويمكنه أن يدرس ما يشاء، وسيكون عمه الذي سبقه إلى هناك إلى جواره إذا احتاج إلى سند. أو هكذا كان يفكر.

لم تكن أمامه بكل تأكيد فرصة مباشرة للجوء إلى بريطانيا. حتى الآن كانت تجربته في النزوح مجهدة لكنها لم تكن خطرة. كل يوم يمر عليه في تلك الفترة وهو يحلم بإنغلترا كان ذهنه يتهيأ تدريجيًا لقبول احتمالات المجازفة التي يمكن أن يحملها في طياته أي بديل غير مباشر. إلى أن هداه تفكيره إلى طريقة.

في السابع عشر من أغسطس/آب 2014 ركب طائرة من اسطنبول إلى الجزائر. ومن هناك، استغرقه الأمر يومين من الترحال عبر الصحراء الكبرى قبل أن يعبر الحدود إلى بلد غارق في حرب أهلية وفي فوضى: ليبيا. وقتها لم يخبر أحدًا من عائلته، لكنهم علموا بعد ذلك أنه بقي هناك عشرة أيام قبل أن يتمكن من حشر نفسه على متن قارب صغير في رحلة مترنحة عبر البحر الأبيض المتوسط. ومما يبدو فإن القارب، الذي استغرقت رحلته ثلاثة أيام، إما انقلب براكبيه قرب الشاطئ الآخر أو أن خفر السواحل الإيطاليين حاصروه، لكن أحد هؤلاء قاده نحو بر الأمان: أوروبا.

في الخامس من سبتمبر/أيلول، وصل معاذ إلى دَنْكرك شمال كاليه. بقي فيها أسبوعين حاول خلالهما عشر مرات أن يعبر إلى إنغلترا مختبئًا في شاحنة أو أخرى، لكنه فشل. كان دائم الاتصال بالعائلة عن طريق الرسائل الهاتفية المكتوبة. ولسبب ما، يبدو أنه اقتنع- أو ربما كان يتعلق بأي قشة- بأنه يمكن أن يركب طائرة من إيطاليا تطير به مباشرة إلى إنغلترا دون تعقيدات. عاد إلى إيطاليا كي يكتشف طبعًا أنه كان على خطأ. الإحباط الذي بدأ في دَنْكرك يزيد الآن إحباطًا على إحباط.

عاد أدراجه في قطار إلى البلدة الساحلية التاريخية في فرنسا حيث قام بمحاولتين أخريين للعبور مختبئًا في شاحنة، وفشل في المرتين. لم يكن بوسعه تحمل تكاليف المهربين فكان يحاول بنفسه الوصول إلى أي ثغرة، وفي كل مرة يفشل. حتى جاء صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول فهبط من دَنْكرك إلى كاليه. لا يدري أحد من عائلته إن كان فعل هذا وحده أو أن أحدًا كان معه، لكنهم يقولون إن من عرفهم في المرة الأولى من مهاجرين لم يكن لهم أثر عندما عاد مرة ثانية إلى هناك.

كانت شقيقته رهف آخر من تواصل معه. تقول إنه ذكر أنه سيحاول العبور إلى إنغلترا من كاليه، لكنه لم يشرح لها كيف. ورغم ذلك تقول إنه كان قد ذكر لها أكثر من مرة أن الأمر ربما يكون أسهل لو سبح في اتجاه قارب أو عبّارة قرب الشاطئ يتعلق بها إلى أن يصل إلى الجانب الآخر. وتؤكد رهف أنه لم يذكر أبدًا أنه يمكن أن يسبح بنفسه المسافة كلها حتى الساحل الإنغليزي.

كانت رهف هي التي تلقت على هاتفها المحمول آخر رسالة من معاذ في السادسة والنصف من مساء السابع من أكتوبر/تشرين الأول: «اشتقتلكن». لم يسعفها القدر كي ترد على آخر رسالة من شقيقها. تبكي. وتغلب العاطفة الآن عقلها. «معاذ كان ليقول لنا لو كان حقًا يخطط لأي شيء خطير. لا نصدق أنه كان يحاول السباحة كل هذه المسافة في مثل تلك الظروف. بل نعتقد أنه الآن في معتقل إما في فرنسا أو في إنغلترا. الشرطة في البلدين هي المسؤولة عن مصيره».

.....

جاءت نتائج اختبار مقارنة الحمض النووي مفاجأة لنا: لا علاقة وراثية تجمع بين عم معاذ في برادفورد والجثة التي عُثر عليها في ليستا في النرويج. أما العينة التي أُرسلت إلى هولندا لمقارنتها بعينة جثة تيكسيل فلم تكن كافية لإجراء مقارنة دقيقة.

نبني سيناريوهات متعددة لملء الثغرات في ما يمكن أن يكون قد حدث لمعاذ، وفقًا لما أتيح لنا من معلومات حتى الآن. لكنها جميعًا لا تزال محيرة. فمن النادر جدًا أن يختفي أحد من كاليه، هكذا بلا أثر. نتصل مرة أخرى بمنظمات الإغاثة في كاليه ودَنْكرك، لكننا لا نحصل على أي دليل جديد. لم يسمع أحد حتى عن أن أحدًا اختفى أثره في أكتوبر/تشرين الأول.

تفاصيل حالة معاذ قوية رغم ذلك.. وقت الاختفاء.. حديثه عن السباحة.. النقود التي كانت معه وحقيقة أنها كانت لا تكفي للانتفاع بخدمات مهرب وإن كانت تكفي لشراء بذلة واقية من البلل. هذه التفاصيل وغيرها تدفعنا إلى مزيد من الإصرار على الوصول إلى خط النهاية. نتصل بعائلته في الأردن كي نطلب منهم إمدادنا بعينات الحمض النووي لكل منهم، فربما يختلف الأمر في حالة القرابة من الدرجة الأولى. وإمعانًا في الدقة نرسل لشخص نعرفه في عمّان أدوات احترافية لجمع العينات كنا قد حصلنا عليها من المعهد النرويجي للصحة العامة. يقوم هذا الشخص باصطحاب الأم والأب وإحدى الشقيقات إلى عيادة طبية خاصة تحصل على مجموعتين من كل عينة من كل واحد منهم. نرسل مجموعة منهما إلى المحققين في النرويج، ونرسل المجموعة الأخرى إلى المحققين في هولندا.

تأتينا أولًا نتائج النرويج: لا رابط بين أي من هذه العينات والجثة التي عُثر عليها في منطقة ليستا. وبعدها بأيام قليلة تأتينا نتائج هولندا: تطابق.

ما الذي يمكن أن يتمناه أحد، أي حد، فقد عزيزًا عليه، ابنًا أو أخًا أو أمًا أو أبًا، ولا يعرف مصيره، حين يكون البديل الوحيد المتاح أمامه للتخلص من عذاب المصير المجهول هو الغرق في بحر لا قرار له من الحزن على فقد بلا رجعة؟ ثمة ذرة من أمل دائمًا في حالة المصير المجهول، لكنها تأتي دائمًا مشوبة بوخزة الإحساس بالذنب. يتخلص الإنسان من هذه الوخزة حين يتأكد من خبر المصيبة الكبرى. الآن فقط يمكنه أن يحزن وأن يأسى وأن يبكي؛ فلا مجال بعد اليوم لانتظار تلك المكالمة الهاتفية التي لا تأتي: «ماما.. كيفكون؟»

تأكدنا الآن من مكان معاذ، لكننا دون ذلك لا نعلم أمورًا أخرى كثيرة. لا نعلم مَن عساه يكون ذلك الذي قرر أن يقاسمه مصيره، ولا نعلم بم أحس حين وضع قدمه أول ما وضعها في مياه لا تعرفه ولا يعرفها. لا نعلم إلى أي مدى ظل يسبح في القنال الإنغليزي البارد من أجل حلم دافئ، ولا من أي نقطة تولت تيارات بحر الشمال المزاجية المتوحشة دفته نحو جزيرة في أقصى الشمال الغربي لهولندا.

و لكننا الآن نعلم اسمه. ونعلم إلى جانب اسمه أنه كان يحلم باستكمال دراسة الهندسة الإليكترونية في إنغلترا وبأن يكون قادرًا على مساعدة أهله النازحين من وطن ضاع. ونعلم أن آخر ما وصل إلى أهله منه كلمة واحدة: «اشتقتلكن».

في مقبرة على جزيرة تيكسيل في هولندا، بين قبرين أحدهما لسيدة تدعى أنيكا مولينار فان دن برينك والآخر لسيدة تدعى آنا كورنيليا أليدا بوير، كان يوجد قبر بلا اسم لفتى كانت إنغلترا في مرمى بصره. الآن صار له اسم وعنوان: معاذ البلخي.. ولد يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1991.. عاش حتى صار عمره 22 عامًا.. كان يحلم بحياة أفضل.