من أجل عيون عمر: أول تجربة سنيمائية موجّهة للمكفوفين

من أجل عيون عمر: أول تجربة سنيمائية موجّهة للمكفوفين

الإبداع الشبابي خيط يربط تونس بالأمل. تونس تخرج من تحت الأرض لتبني فوق اليابسة مدينة من الأحلام، مدينة يروي شبابها حكايات عن الحياة. " منذ طفولتي، كان هدفي رواية الحكايات. في البداية أردّت أن أصنع ألعاب الفيديو التي أغرمت بها، لكنني في النهاية وجدت أن السنيما هي اللغة التي أريد من خلالها رواية حكاياتي." هكذا تحدّث إيهاب العمري عن حبّه للسينما وهو يقدّم لنا فيلمه الوثائقي الأخير:" من حقّي نشوف، من حقي نرى. من أجل عيون عمر." 


هذا الفيلم هو الثالث في مسيرة إيهاب العمري، إيهاب الذي يبلغ من العمر 33 عاما، أصيل منطقة القيروان ويباشر عمله حاليا بمدينة سوسة، له العديد من الإبداعات والإنتاجات الفنّية في مختلف الميادين: الإخراج المسرحي، الإخراج السنيمائي، الدّيكور المونتاج...

عمله الأخير، "من أجل عيون عمر"، تم إنتاجه بمساهمة المعهد العربي لحقوق الإنسان ومنظّمة "أوكسفام" وجمعية صوت المرأة بجمّال. الفيلم يروي قصّة عمر، طفل  يبلغ من العمر 13 سنة، فقد بصره بعد أن عجز الأطباء عن مجابهة ارتفاع في درجة حرارته.

"من أجل عيون عمر" هي التجربة الأولى في تونس، حيث يوجّه الفيلم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخصوصية، المكفوفين بشكل محدد وذلك عبر استعمال تقنية الوصف السمعي التي تقوم على تخصيص سماعات لكل كفيف تمكنه من سماع حوار الفيلم مرفق بصوت مسجل مسبقا يصف مشاهد الفيلم وصفا دقيقا: مكان تصوير كل مشهد وديكوراته وملابس ابطاله وحتى تعبيرات وجوههم.

نرجو ألا تبقى تجربة إيهاب يتيمة، المكفوفون لا يعانون من إشكالات في تقبل وتحليل المعلومة ومن حقّهم أن يتمتّعوا كغيرهم بإبداعات السنيما العالمية.

أما فيما يخص إيهاب فنحن متيقّنون أنها لن تكون تجربته الأخيرة في هذا المجال. " التجربة جديدة، استفدت منها كثيرا على المستوى الشخصي، تجربة مليئة بالحب والإرادة والحيوية." هكذا ختم إيهاب لقاءه معنا.