فيلم 'في عينيا ' لنجيب بالقاضي في سجن المرناقية

فيلم 'في عينيا ' لنجيب بالقاضي في سجن المرناقية

شاهد أكثر من 500 سجين، اليوم الأحد 4 نوفمبر 2018، بالسجن المدني بالمرناقية، العرض الأوّل للشريط الروائي الطويل ''في عينيّا'' للمخرج نجيب بلقاضي، وذلك ضمن برنامج الدورة الرابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون، التي انطلقت اليوم الأحد وتتواصل إلى يوم 9 نوفمبر الحالي بعدد من المؤسسات السجنية.


ويروي شريط ''في عينيّا'' الذي سيعرض ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، قصّة مهاجر تونسي يُدعى لطفي، يعيش بمدينة مرسيليا الفرنسية حيث حالفه الحظ هناك ليفتح متجرا لبيع الأجهزة الإلكترونية، وهناك ينتظر لطفي رفقة زوجته الفرنسية ''صوفي'' مولودا، بيد أن حادثة مأساوية أجبرته على العودة إلى تونس ووضعته في مواجهة مع الماضي الذي هرب منه وهو ابنه يوسف الذي هجره في سنواته الأولى بعد أن علم بإصابته بالتوحد، وقد عاد إليه بعد غياب 7 دام سنوات.


ويؤدّي بطولة الفيلم، الطفل إدريس خرّوبي ونضال السعدي وسوسن معالج وعزيز الجبالي ويحيى الفايدي و''آن باريس''، وهو من إنتاج ''بروباغاندا للإنتاج''.


وعملت الإدارة العامة للسجون والإصلاح على تهيئة ظروف مناسبة لعرض الفلم، حيث ركّزت خيمة عملاقة، وفرشت سجادا أحمر مرّ عبره المودعون إلى مقاعدهم، ومكّن القائمون على السجن المدني بالمرناقية، مجموعة كبرى من السجناء، عددهم 5500 سجين، ببث موازٍ للفيلم على شاشات التلفزات في الغرف.


وأكّد مدير السجن المدني بالمرناقية العميد هشام الرحيمي، على حق السجين في الثقافة التي تعدّ من استراتيجيات الإدارة العامة للسجون والإصلاح في تكريس مسار إصلاحي يقوم على إعادة تأهيل السجين في الحياة الاجتماعية، والعمل على تقليص الفوارق بين الحياة السجنية والعالم الخارجي، مشددا على دور السينما في تمكين السجين من الانفتاح على العالم الخارجي، وتقليص حدّة التوتر بينه وبين عون السجون.


وتحدّث المدير العام لأيام قرطاج السينمائية، نجيب عياد، عن أهمية العروض السينمائية في السجون التي دأبت علىى تنظيمها أيام قرطاج السينمائية منذ سنة 2015، وقال إن التجربة التونسية تعدّ رائدة باعتبارها الأولى في العالم العربي وفي إفريقيا، مضيفا بأن عددا من الفاعلين في المشهد السينمائي العربي والإفريقي استحسنوا هذه التجربة، وهم يعملون على استنساخها في بلدانهم.


وقد حضر افتتاح أيام قرطاج السينمائية في السجون التي تنتظم بالشراكة مع الإدارة العامة للسجون والإصلاح وكذلك المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، فريق من الفيلم متألّف من المخرج نجيب بلقاضي والممثل نضال السعدي، إلى جانب المدير العام للسجون والإصلاح العميد إلياس الزلاق والمدير العام لأيام قرطاج السينمائية نجيب عياد ومديرة المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ''غابريل رايتر''.