عرس الطبوع في نسخته الثالثة.. عرس مغاربي حلق في سماء الأندلس

عرس الطبوع في نسخته الثالثة.. عرس مغاربي حلق في سماء الأندلس

رفع قائد الفرقة الوطنية للموسيقى المايسترو محمد الأسود من سقف تحدياته الفنية واختار للنسخة الثالثة من عرس طبوع فنانة مغربية، تحمل من ثراء التجربة الموسيقية الكثير.


اختار المايسترو محمد الأسود أن يجمع مدرسة المالوف التونسية بشقيقتها المغربية ، شيخ المالوف التونسي زياد غرسة في مباراة فنية مع سوبرانو الموسيقى الأندلسية سميرة القادري، رهان كسبه قائد الفرقة الوطنية للموسيقى فنيا وجماهيريا، حيث تواصل حضور محبي الفن الأصيل في النسخة الثالثة من عرس الطبوع وكأنهم يحضرون سهرته الأولى ، لحظة الاكتشاف مازالت مرسومة على ملامح جماهير المسرح البلدي فالتجديد المتواصل والبحث المستمر في موسيقانا وموسيقات العالم منح هذا الجمهور الرغبة في الحضور المستمر.

ليلة أمس على ركح المسرح البلدي بالعاصمة، تعانقت الإيقاعات لتمنح عشاق الفن عرسا للطبوع قوامه حرفية عالية في العزف وأداء مبدع من سميرة القادري وزياد غرسة، الذي عبّر عن سعادته بنجاح العرض الثالث من عرس الطبوع بأسلوب يقطع مع تقاليده المعتادة في تعامل مع جمهوره ولعّل الإقبال المتواصل منح شيخ المالوف التونسي الرغبة في الحديث أكثر مع محبيه خلال العرض والتفاعل أكثر مع مايسترو الفرقة الوطنية للموسيقى وعازفيها.

من جهتها، حضيت السوبرانو المغربية سميرة القادري بإعجاب جمهور المسرح البلدي، الذي صفق طويلا لأدائها وتميزها وهي التي تغني لأول مرة في تونس، لم تخف رغبتها للعودة مجددا وملاقاة الجمهور التونسي الذوّاق للفن الأًصيل والراقي.

استهل عرس الطبوع في نسخته الثالثة السهرة بـاستفتاح ومصدر في طبع الرمل ثم نوبة في طبع الرمل من أداء زياد غرسة لتحل المطربة سميرة القادري في وصلة مغربية بتوشية الاستهلال ورددت إثرها على مسامع جمهور المسرح البلدي مقطوعات وأعمال من أروع إبداعات المالوف الأندلسي المغربي على غرار "صاحب من الناس"،"ما كنت أدري"،"صنعة والذي انشاك"،"انت تزيد معنى"، "لي حبيبي" و"راحتي". وكانت الفقرة، التي تشارك خلالها نجمي عرس الطبوع زياد غرسة وسميرة القادري أكثر الفقرات تميزا على مستوى الأداء والتفاعل فغنى معا "شوشانة"،"فياشية"،"يا بنت بلادي" و"سلي همومك". عرس الطبوع في نسخته الثالثة، الذي حضره وزير الشؤون الثقافة محمد زين العابدين وسفيرة المغرب بتونس لطيفة آخرباش وعددا من السفراء الدول الشقيقة في تونس كان عرسا مغاربيا حلق بعيدا في سماء إيقاعات الأندلس والعالم.