رئيس منظمة كوناكت: ''المخاوف الكبرى من الأليكا غير مبرّرة''

رئيس منظمة كوناكت: ''المخاوف الكبرى من الأليكا غير مبرّرة''
اعتبر رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية "كوناكت" طارق الشريف، أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه تونس لا يمكن تجاوزه إلاّ بوضع نموذج تنموي جديد يقوم على تحرير المبادرة وتجاوز الانماط الانتاجية القديمة، مبينا أن العقبات التي تعترض الاقتصاد التونسي مرتبطة بالوضعية الصعبة للمؤسسات العمومية.

 

وأضاف الشريف، مساء أمس الأربعاء 22 ماي 2019، خلال ندوة علمية نظمتها "كوناكت" بالعاصمة تحت عنوان "مقياس صحة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصغيرة جدا"، أن الدولة يجب أن تنسحب من القطاعات التنافسية لفائدة القطاع الخاص الذي يعاني العديد من الاشكاليات التشريعية والهيكلية. 

وأوضح أن خيار تحرير الاقتصاد هو خيار استراتيجي بامكانه دعم القطاع الصناعي والخدماتي، قائلا ان "نسب النمو تتحقق وفق نجاح المحركات الانتاجية القادرة على خلق الثورة". 
وأشار في هذا الاطار الى ضرورة رقمنة الادارة وتخفيف عبء المعاملات الادارية المعقدة والبيروقراطية القديمة، موضحا ان تونس لها من الامكانيات التي يمكن ان تجعل من اقتصادها تقدمي شريطة ان تؤمن كل المجموعة الوطنية بضرورات الاصلاح.

وبخصوص ما يدور من ردود فعل حول المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي حول اتفاقية "الاليكا"، قال الشريف إنه من الضروري اعادة تهيئة المجال الاداري والتقني والتشريعي التونسي بالتزامن مع المفاوضات، مشيرا الى ان المخاوف الكبرى من هذه الاتفاقية غير مبررة لان اتفاقية الشراكة التي اجرتها تونس مع الاتحاد الاوروبي سنة 1995 كانت لها نتائج ايجابية على النسيج الصناعي. 

وقد حضر هذه الندوة كل من وزير التجارة عمر الباهي وممثل "البرنامج الانمائي للامم المتحدة" ادوارد لوباز والخبير الاقتصادي يوسف المدب، الذي قدم بالمناسبة محاضرة استعرض فيها وضعية المؤسسات الصغرى والمتوسطة قائلا "توجد في تونس حوالي 771 الف مؤسسة خاصة تعيش كل منها ظروفا متفاوتة في طاقة التشغيل". 

واستعرض الخبير جملة الصعوبات التقنية التي تعترض سبيل المؤسسات الصغرى ومحدوديتها في الاندماج في الاسواق الاقليمية، مؤكدا على ضرورة الانفتاح على الوسائل التكنولوجية الجديدة لتطوير قدرات كل مؤسسة. 

من جهته اعتبر وزير التجارة ان الصعوبات التي تشهدها المؤسسات الاقتصادية تعود الى غياب مناخ الثقة، مشددا على دور الدولة في هذا الاتجاه لتحسين مناخ الاستثمار والعمل. 

واضاف الباهي انه من المهم التوجه استراتيجيا نحو افريقيا، مشيرا الى انها سوق جديدة بامكانها ان تكون ذات قيمة مضافة عالية بالنسبة للمؤسسة التونسية.