19 سنة على رحيل الزعيم الحبيب بورقيبة

19 سنة على رحيل الزعيم الحبيب بورقيبة

تحيي تونس اليوم 6 أفريل، الذكرى 19 لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية.


ويشرف رئيس الدولة الباجي قائد السبسي اليوم السبت 19 أفريل 2019، بروضة آل بورقيبة بالمنستير على موكب تلاوة الفاتحة على روح الزعيم، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية، قبل قبل أن يتولى إعطاء إشارة انطلاق مؤتمر حزب نداء تونس الذي يتواصل أشغاله الى يوم غد الأحد بالمنستير.


لمحة عن حياة مؤسس الجمهورية التونسية



بورقيبة من مواليد 3 أوت 1903 في حي الطرابلسية بمدينة المنستير كان أصغر إخوته الثمانية، تلقـّى تعليمه الثـّانوي بالمعهد الصادقي ثمّ معهد كارنو بتونس، ليتوجه إلى باريس سنة 1924 بعد حصوله على الباكالوريا وانخرط في كلية الحقوق والعلوم السياسية وحصل على الإجازة في سنة 1927، وعاد إلى تونس ليشتغل بالمحاماة.

تزوج للمرة الأولى من الفرنسية ماتيلد وكانت تبلغ من العمر عندما تعرفت عليه 36 عاما، أرملة أحد الضباط الفرنسيين الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى، كانت تكبره بحوالي 12 سنة، وهي التي أنجبت له ابنه الوحيد الحبيب بورقيبة الابن، وتطلقا بعد 22 عاما من الزواج لكنه استمر على وفائه وصلته بها كما قام بتوسيمها في أواخر حياتها قبل وفاتها سنة 1976. تزوج للمرة الثانية من وسيلة بن عمار رسميا في 12 أفريل 1962.

انضم بورقيبة إلى الحزب الحر الدستوري سنة 1933 واستقال منه في نفس السنة ليؤسس في 2 مارس 1934 بقصر هلال الحزب الحر الدستوري الجديد رافقه محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة.

بعد سنين من النضال ضدّ المستعمر الفرنسي وسلسلة من الاعتقالات عاد بورقيبة إلى تونس ليؤلّف أول حكومة بعد الاستقلال.

في 13 أوت 1956، صدرت مجلة الأحوال الشخصية التي تعتبر من أهم أعمال الزعيم بورقيبة حيث أنها تضمنت أحكاما ثورية كمنع تعدد الزوجات وجعل الطلاق بأيدي المحاكم، ولا تزال هذه المجلة تحظى إلى اليوم بسمعة كبيرة.

في 25 جويلية 1957 تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية فخلع الملك محمد الأمين باي وتم اختيار الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية.

وتواصلت في العهد الجمهوري أعمال استكمال السيادة فتم جلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي في 15 أكتوبر 1963 وتم جلاء المعمرين عن الأراضي الزراعية، كما تم إقرار عديد الإجراءات لتحديث البلاد كإقرار مجانية التعليم وإجباريته وتوحيد القضاء.في 27 ديسمبر 1974 تم تنقيح الدستور وأسندت رئاسة الدولة مدى الحياة إلى الرئيس بورقيبة.


كان بورقيبة متحمسا لتخليص المجتمع التونسي من النظرة التقليدية الضيقة للمرأة والزواج وحريصا على رفع المستوى المعرفي والثقافي والاقتصادي للتونسيين، لم ينتظر بورقيبة كثيرا ليبدأ إصلاحاته، لذا إستثمر حالة الحماس والالتفاف الشعبي حوله في فترة ما بعد التحرر، فقد أصدر البرلمان التونسي بعد ثلاثة أشهر فقط من الاستقلال عن فرنسا.

وأصدر أيضاً قانون يسمح للمواطن بالتبني وأقر بورقيبة قانونا يسمح للمرأة بالإجهاض (وقد سبق في ذلك دولا مثل فرنسا) وذلك للتحكم في النمو الديمغرفي، ورفع سن زواج الذكور إلى عشرين سنة، والإناث إلى 16 سنة.

بورقيبة كان زعيم تونس إلى أن حدث الانقلاب الذي قام به الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 7 نوفمبر 1987 والذي أطلق عليه فيما بعد "ذكرى التحوّل المبارك".