هل يمكن لهيئة الحقيقة والكرامة أن تستمر؟

هل يمكن لهيئة الحقيقة والكرامة أن تستمر؟

لم تثر هيئة الجدل كما اثارته هيئة "الحقيقة والكرامة" التي تساوق انبعاثها مع تحفظات وتقييمات متعددة تتمحور كلها حول رئيستها سهام بن سدرين ذات المسيرة السياسية والحقوقية الطويلة والمعقدة في ظل ما يسوقه العديدون من محطات في تجربتها تطرح أكثر من سؤال علاوة على ان شخصية سهام بن سدرين لا تساعد على ادارة فريق ولا على ادارة اهم ملف في تونس ما بعد الثورة وهو ملف العدالة الانتقالية بكل دلالاته وانعكاساته. 


ذلك ان نجاح الانتقال الديمقراطي يمر عبر نجاح المصالحة الوطنية وعبر التمكن من تخليص الحاضر من ادران الماضي والقضاء نهائيا على امكانية تكررها في المستقبل. ولكن من خلال توالي الاستقالات داخل الهيئة وتوالي اشارات لفت النظر واخرها رسالة زهير مخلوف لرئيس مجلس نواب الشعب فان هيئة الحقيقة والكرامة قد فقدت بتركيبتها الحالية وفي ظل رئاسة سهام بن سدرين لها كل مشروعية اخلاقية وهو ما يمثل عائقا حقيقيا يهدد بنسف العدالة الانتقالية ويمثل بالتالي تهديدا جديا لمستقبل تونس.

ان اعضاء الهيئة المتبقين مدعوون للتفكير مليا ولاتخاذ القرار السليم بإعادة الامانة لأصحابها وعدم التمترس وراء التفسيرات التآمرية التي لا تفسر ولا تحجب الحقيقة. هذه الخطوة هي الامثل لكرامة الاعضاء وللحقيقة التي يتمسك بها الشعب التونسي ويريدها خالية من كل شوائب التوظيف والانتقاء والمصلحة الذاتية.