مهيار حمادي: أطفال المدرسة القرآنية بالرقاب يولدون من جديد 

مهيار حمادي: أطفال المدرسة القرآنية بالرقاب يولدون من جديد 

أفاد المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة شؤون المرأة والأسرة والطفولة لوزارتي المرأة والشؤون الدينية، اليوم الأربعاء 6 فيفري 2019، بأنّ الأطفال ضحايا الانتهاكات بالمدرسة القرآنية بالرقاب، يتحسسون شيئا فشيئا طريقهم نحو الاندماج في الحياة من جديد، في تجربة هي الأشبه بالولادة الثانية لهم في مركز "أملي" المختص لايواء الأطفال بحمام الأنف من ولاية بن عروس.


وأضاف حمادي، أن بعض الأطفال ممن الحقوا بالمركز بدؤوا يمارسون ألعابا منعوا من التمتع بها على غير أقرانهم طيلة فترة اقامتهم في المدرسة القرآنية التي مارسوا فيها عليهم عديد الانتهاكات، لافتا إلى أن البعض من هؤلاء شرعوا في الاندماج في محيطهم الجديد.
كما أكد في ذات الإطار، أن المركز يوفر الاحاطة والرعاية لهؤلاء الأطفال من أجل مرافقتهم لتجاوز محنتهم، معتبرا أن الوقت حان لايلاء الطفولة المكانة التي تستحق من أجل حمايتها من الأخطار كونها أكثر الفئات هشاشة في المجتمع التونسي.

وكشف مهيار حمادي، أن أطفال المدرسة القرآنية بالرقاب منعوا على امتداد فترة اقامتهم بها من مشاهدة التلفاز، وتم ايواؤهم بصفة غير قانونية بمبيت المدرسة الموجود على بعد 7 كم فقط من مركز المعتمدية، مشيرا، الى أن طفلا ممن الحق من بينهم بالمركز طلب مشاهدة التلفاز بما يعكس رغبته في تجاوز آثار المحنة التي عاشها بالمدرسة.

وتعرض أطفال المدرسة المتراوحة سنهم بين 10 و18 سنة الى الضرب المبرح وبعضهم تشققت قدماه واجبروا على ممارسة الأعمال المنزلية لحساب صاحب المدرسة كما مارسوا أعمالا شاقة فلاحية واستغلوا اقتصاديا في حين انتهك بعضهم جنسيا، وفق ما رواه المندوب العام لحماية الطفولة خلال جلسة الاستماع التي انطلقت متأخرة بساعة عن موعدها.

وذكر في السياق ذاته أنه تم تكيلف مندوبة حماية الطفولة بسيدي بوزيد بزيارة تفقد للمدرسة اثر اشعارها مركزيا بوجود اخلالات بالمدرسة، لافتا إلى أن المندوبة رصدت يوم 24 جانفي المنقضي وجود 24 طفلا فقط لكن بحلول الخميس الفارط رصدت 42 طفلا بالمدرسة اثناء يوم تنفيذ قرار السلطات الأمنية بإغلاق المدرسة بمعية فرقة مختصّة من العاصمة اثر الكشف عن تجاوزات بها.

وغادر طفل أثناء الفترة من 24 جانفي الى غاية 30 من نفس الشهر لسنة 2019، المدرسة والحق بمدرسته الاعدادية وكان متفوقا في الدراسة بها بقرار من وزارة التربية، حسب ما أكده المندوب العام لحماية الطفولة، مؤكدا، سعي مصالح مندوبية حماية الطفولة الى ادماج هؤلاء الأطفال في المجتمع بالتنسيق مع مختلف الأطراف المتدخلة.