من الخط الثوري الى سياسة التوافق فالاستجداء.. النهضة جلد الأفعى المسموم

من الخط الثوري الى سياسة التوافق  فالاستجداء..  النهضة جلد الأفعى المسموم
ليس بالغريب على حركة النهضة او التيار الاسلامي سابقا التلون و تغيير المواقف حسب المستجدات والاحداث التى تطرأ و هذا ما يؤكده خطاب راشد الغنوشي بعد نكسة الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.

تكتيكات النهضة تغيرت بسرعة والبوصلة تحولت من سياسة التوافق الى شعارات الصف الثوري والإصطفاف وراء المرشح للدور الثاني قيس سعيد على اعتباره رمزا لشعلة الثورة ونبيل القروى أضحى رمزا للمنظومة القديمة.

الغنوشي في خطاباته بولاية صفاقس بات أكثر في حالة استعطاف للناخبين وكأنه في حالة من الرعب والخوف من مصير ضبابي قد يعصف به حزب قلب تونس الوليد الجديد على الساحة السياسية. هواجس وحسابات المرحلة القادمة جعلت من الغنوشي يسوق لقلب تونس كالوحش القادم الذي سيقلب الطاولة على الحركة تخوفات تصاعدت بعد انحياز النهضة لقيس سعيد.

بالعودة إلى الوراء، المتابع للشأن السياسي في تونس يلاحظ أن تغيير المواقف للحركة تزايد بعد القطيعة مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وسقوط ورقة التوافق حيث بقيت النهضة تناور بتمسكها بالتوافق الاستراتيجي المزعوم..الى أن توفي الرجل وظلت النهضة تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية بعد عملية التخلص من ألد خصومها وأشدها عنادا عبر سجن نبيل القروي بعد الاتفاق مع رئيس الحكومة..الا ان حسابات النهضة تلخبطت والاوراق وزعت من جديد هذا ان لم نقل سقطت في الماء.

عودة حركة النهضة لخطابها القديم الخط الثوري ليس اعتباطيا بل محاولة لحشد الأنصار الغاضبين عليها وما دعم قيس سعيد في الدور الثاني من الرئاسية الا هو وعد ملغوم ومشروط بنتائج التشريعية التى ستجرى يوم 6 أكتوبر الجاري لتفتح كل السيناريوهات على مصرعيها ..غير أن سياسة الحركة المبنية على التلون كالحرباء التى تختفي بين الاغصان و تنتظر فريستها للانقضاض عليها قد تغادر المكان وتتوجه للتمركز في موقع وهذا ما ستعتمده النهضة في المرحلة القادمة.

حركة النهضة التى تنكرت سابقا للمنصف المرزوقي ورفضت دعمه في العلن في انتخابات الرئاسية 2014 وقد تعيدها هذه المرة اذا خسرت سباق التشريعية بما أن مقتضيات المصلحة تحتم ذلك.

ويبدو أن الأيام القليلة القادمة قد تحمل مفاجآت وربما تتغير المواقف من دعم سعيد في صورة الاخفاق وعدم تجاوز حزب قلب تونس فلا مبدأ الاخلاق قادر على جعل النهضة تتمسك بخيارتها و لا مبدأ الموقف يكرس انخراطها مع الحراك الوطني و لا تاريخها يجعلها قادرة على استثمار نضالها، فكل شيء قابل للتغير والتلون من أجل المصالح لحزب بني على أساس المرجعية الدينية لينتهي به المطاف الى حزب المصالح ..المصلحة البعيدة عن خيارات الشعب حلم بالحرية والانعتاق و القفزة الاقتصادية التى باتت بعيدة المنال بسبب تغيير الأفعى لجلدها كلما تطلبت المصلحة.

 

*بقلم اسكندر  العلواني