وفي كلمة له خلال الموكب الرسمي الذي أقيم بالمناسبة، وبحضور السفير الإيطالي بتونس، أليسندرو بروناس، وعدد من المسؤولين والإطارات الطبية وشبه الطبية، اعتبر الوزير أن المقر الجديد لقسم طبّ الولدان، والذي تم إنجازه في إطار برنامج التعاون التونسي الإيطالي، يُعدّ "أهم إنجاز في سلسلة هذه المشاريع، بتكلفة تقدّر بنحو 10 ملايين دينار"، مؤكداً أنه يأتي ضمن مساعٍ متواصلة لتحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز جاهزية المؤسسات الاستشفائية العمومية.

وشدد وزير الصحة على أن هذا القسم يمثّل "إضافة نوعية كبيرة لمنظومة الصحة العمومية، وخاصة في اختصاص طبّ الولدان"، لافتًا إلى أن طاقة استيعابه تبلغ 20 سريرًا للإنعاش، إضافة إلى 10 أسرة يمكن تحويلها إلى أسرّة إنعاش حسب الحاجة، مما يدعم إمكانيات التكفّل بالحالات الحرجة والمعقّدة.

ويقع القسم الجديد بين قسمي جراحة النساء والتوليد، وهو موقع وصفه الوزير بالاستراتيجي، لما يوفره من تكامل وظيفي بين مختلف الاختصاصات المعنية بصحة الأم والمولود.

ونوّه الفرجاني بالمستوى المرموق الذي بلغته تونس في رعاية الولدان، مشيرًا إلى تفوقها على عدة بلدان في تقليص معدل وفيات المواليد، وذلك بفضل مهارة الكوادر الطبية ونظام إنعاش الولدان، رغم محدودية الإمكانيات البشرية.

من جانبه، اعتبر السفير الإيطالي أن افتتاح قسم الولدان الجديد يُعدّ "خطوة مهمة للغاية"، لما له من دور محوري في إنقاذ حياة الرضّع الخدّج الذين يعانون من مشاكل صحية معقدة.

وأكد السفير أن هذا المشروع، الذي موّلته إيطاليا، بلغت كلفته حوالي 3 ملايين يورو (نحو 10 ملايين دينار)، مشيراً إلى وجود مشاريع أخرى قيد الإنجاز ضمن نفس البرنامج بقيمة 26 مليون يورو، تشمل مجالات من بينها إعادة تأهيل قسم الطوارئ بمستشفى بنزرت.

وأضاف أن اتفاقية التعاون الجديدة، المرتقب توقيعها في جانفي 2025، ستضاعف قيمة التمويلات الإيطالية لتونس خلال الأعوام 2025 و2026 و2027، لتصل إلى 400 مليون يورو، من بينها 320 مليون كقروض، و80 مليون في شكل هبات.

كما تم في ذات المناسبة تدشين المقر الجديد لقسم أمراض الغدد والسكري، إلى جانب وحدة التصوير بالرنين المغناطيسي التابعة لقسم الأشعة، والتي تم تزويدها بجهاز حديث بدلًا من الجهاز القديم، ما يعزّز كفاءتها، وكذلك وحدة تفتيت الحصى بقسم جراحة المسالك البولية، التي تم فيها استبدال الجهاز المعطّل بآخر جديد يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي.