المخدرات تستفحل في البلاد والمركز الوحيد لمعالجة الإدمان مهدد بالإغلاق

المخدرات تستفحل في البلاد والمركز الوحيد لمعالجة الإدمان مهدد بالإغلاق

أكد منسق مركز الإصغاء و المساعدة لعلاج الإدمان بطينة، طارق القسنطيني، اليوم الأربعاء 27 جانفي، في تصريح خص به موقع "نسمة"، أن المركز في حالة حرجة جداً ومهدداً بغلق أبوابه في الأيام القليلة القادمة في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعاني منها.


وذكر القسنطيني أن المركز إنطلق في العمل في 2007 بتمويل من الصندوق العالمي لمقاومة السيدا الذي أخذ في التقليص من تمويلاته لتتراجع من 100% سنة 2007 إلى 35% في 2015 وهي نسبة لا تغطي سوى 30% من إحتياجات المركز المتمثلة في مصاريف الإيواء من مأكل وأدوية وأجور عملة وغير ذلك من المصاريف التي شكلت عبئاً كبيراً على المركز عجز عن تحملها.

هذا وأشار القسنطيني أن مركز طينة هو المركز الوحيد في الجمهورية الذي يتكفل بعلاج وإيواء المدمنين على المخدرات وبالتالي فهو يمثل الواجهة الأولى في مكافحة آفات أخرى تضرب المجتمع من ذلك مرض فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" وإلتهاب الكبد الفيروسي، خاصة وأن أكثر حالات الإدمان التي يتابعها المركز تتم عن طريق الحقن.

وتشير الاحصائيات أن المركز تمكن إلى حدود موفى 2015 من إيواء وعلاج ما يقرب 2500 حالة، وبالرغم من طابعه الجمعياتي إلى أن المركز يتلقى طلبات إيواء من جهات رسمية في الدولة وأغلبها وزارات.

وفي هذا السياق بين القسنطيني أن المركز يستقبل حالات إدمان من كافة ولايات الجمهورية، 3% منها فقط من ولاية صفاقس في تأكيد منه على أهمية المركز وخصوصيته على المستوى الوطني، مضيفاً أن عدد مطالب الإيواء الواردة إلى حدود هذه الساعة وصلت إلى 382 مطلب في حين أن المركز حالياً و في ظل الظروف الراهنة، لا يأوي سوى 20 حالة سيتم بعد علاجها مباشرة إغلاق المركز على حد تعبيره.

وفي سياق آخر طالب القسنطيني الجهات الرسمية بالتدخل العاجل من خلال إدماج المركز وضمه لوزارة الصحة مما سيسهم في حل بعض المشاكل من ذلك الترفيع في طاقة الإستيعاب من 30 إلى70 سريرا. كما أضاف نفس المصدر أن إدارة المركز أشعرت وعلى إمتداد الثلاث سنوات الفارطة، الجهات المعنية والمقصود بها وزارة الصحة، الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس، وولاية صفاقس، بالمشاكل الكبيرة التي يعاني منها المركز، لكن دون جدوى.

كما أشار القسنطيني أن الملف الآن تحت انظار والي صفاقس، الذي زار المركز منذ شهرين واطلع شخصياً على الوضعية الصعبة التي يعيشها حالياً، على أمل التوصل إلى حل جذري للأزمة خاصة في ظل الدور الإجتماعي الكبير الذي يلعبه المركز.