لأول مرة في تونس .. مساجين يقدمون حفلا فنيا خارج أسوار السجون

لأول مرة في تونس .. مساجين يقدمون حفلا فنيا خارج أسوار السجون

بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، انتظم اليوم السبت 10 ديسمبر 2016، بالمدرسة الوطنية للسجون والإصلاح بالعاصمة تظاهرة فنية تضمنت معرضا لمنتوجات وابتكارات المساجين إلى جانب تقديم حفل موسيقي بإمضاء عدد من مساجين سجن برج الرومي ببنزرت وسجينات سجن النساء بمنوبة.


وتعد هذه التظاهرة التي نظمتها المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب بالتنسيق مع الإدارة العامة للسجون الأولى من نوعها التي تقام في تونس قبل وبعد 14 جانفي 2011.
فبعد تجربة دخول الفن السابع والفن الرابع إلى السجون، "خرج" المساجين اليوم من أسوار السجون ليبرزوا مواهبهم وقدراتهم الفنية وما يختزلونه من طاقات إبداعية تعبد لهم الطريق السليمة للاندماج في المجيط المجتمعي الذين سيلتحقون به بعد قضاء فترة عقوبتهم.
وفي هذا السياق، بين العميد مكرم عمار مدير سجن برج الرومي ببنزرت، أن البرامج التكوينية والتأهيلية بالسجون كانت قائمة منذ العهد السابق إلا أنها لا تلاقي رواجا ونقلا إعلاميا نظرا لسياسة الانغلاق التي كانت سائدة قبل 14 جانفي 2011، مشيرا إلى أن إدارة السجون والإصلاح تحرص على دعم العمل الإبداعي والثقافي في إطار توجهها الإصلاحي والتأهيلي للمساجين وبالتعاون مع الوزارات المعنية ومنظمات دولية بهدف تيسير إعادة إدماج المساجين في المجتمع كمواطنين أسوياء وكاملي الحقوق.
ومن جهتها أفادت "غابريال رايتر" مديرة مكتب المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب بتونس، أن المنظمة تعمل، بمختلف فروعها، في جميع أنحاء العالم على ضخ الطاقات المعنوية لدى المساجين من خلال رصد وضعياتهم وطريقة التعامل معهم داخل السجون فضلا عن تشخيص تجاربهم خلال فترة عقوبتهم ومدى تأثيرها على حالتهم النفسية، موضحة أن المنظمة تلاقي تفاعلا إيجابيا وبناء مع الإدارة العامة للسجون والإصلاح بتونس، لاسيما في إطار برامج ومشاريع مشتركة بين الطرفين.
ورغم عيشهم مسلوبي الحرية لفترة معينة، إلا أن الفقرات الموسيقية التي قدمتها فرقة المساجين كانت على مستوى فني راق جمع بين الطبوع التونسية والأغاني المحملة بمعاني التوق إلى الحرية والإقبال على الحياة والمصالحة مع النفس للانطلاق من جديد نحو حياة أفضل.