في كلمته الأخيرة: أرقام رئيس الحكومة حول نسبة النمو ليست محيّنة!

في كلمته الأخيرة: أرقام رئيس الحكومة حول نسبة النمو ليست محيّنة!
قالت أستاذة العلوم الاقتصادية، فاطمة المراكشي الشرفي، في تحليلها لكلمة رئيس الحكومة الأخيرة، إن الأرقام التي قدمها بخصوص نسبة النمو غير محيّنة.

ولفتت الشرفي، في تصريح اعلامي إلى "مواطن الخلل التي اتسم بها حديث رئيس الحكومة التلفزي، فنسبة النمو التي تمثل رقما مهما يستند اليه "قانون المالية 2020"، لم تكن محيّنة...انتظرنا أن يوضح رئيس الحكومة في حواره التلفزي الاخير، محتوى مخطط الانتعاش الاقتصادي والمشاريع ذات الاولوية المرتقبة للفترة التي تلي جائحة كوفيد - 19، بيد انه لم يفعل" وفق قولها. وأضافت: "قد يحتفظ رئيس الحكومة بحصرية الاعلان عن ذلك امام مجلس نواب الشعب، غير ان خطابه امام البرلمان، يجب ان يكون صادقا وواضحا، إذا ما كانت الارقام المقدمة اكثر دقة وتناغما".

واعتمد رئيس الحكومة الذي بث حواره يوم 14 جوان 2020، على معدل نمو قدره صندوق النقد الدولي في منتصف شهر افريل المنقضي في حدود 4.3 بالمائة سلبي، اي بنسبة اقل من 7 بالمائة مقارنة بما ما هو منتظر في قانون المالية 2020.

وأشارت الشرفي بقولها : إن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الصادر بتاريخ 10 جوان 2020، نشر توقعات النمو بالارتكاز على سيناريوين اثنين. سيناريو اول متفائل مع صدمة واحدة هي كوفيد - 19 وسيناريو ثان اقل تفاؤلا، يتوقع صدمتين متتاليتين، مع موجة ثانية مع انتعاشة غير مستقرة اما السيناريو الاكثر تفاؤلا فهو يتوقع بالنسبة لتونس، نسبة سلبية في حدود 6 بالمائة في حين ان الاكثر تشاؤما ينتظر معدل نمو سلبي بنسبة 8 بالمائة لسنة 2020.

واضافت "اذا ما بقينا على مستوى السيناريو الاول، فان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ترسم تقديرات نمو لمنطقة الاورو، الشريك التجاري الرئيسي لتونس، في حدود تعادل 9.1 بالمائة سلبي وهو اسوء بكثير من توقعات صندوق النقد الدولي المقدر بنسبة 7.5 بالمائة سلبي منتصف افريل''. وتبعا لذلك فان ركودا اقوى لمنطقة الاورو سيزيد في التاثير السلبي، على نشاطنا الاقتصادي، وهو ما يجعل نسبة 6 بالمائة سلبي، اكثر واقعية، في افضل الحالات على صعيد آخر وحتى وان افترضنا ان معدل النمو في حدود 4.3 بالمائة سلبي المعلن من قبل رئيس الحكومة هو الصحيح، فانه لا يتوافق باي شكل مع الخسائر الجبائية المعلن عنها والمقدرة بنسبة 4.5 مليار دينار، حسب تقديرها.