في الذكرى الـ 57 لانبعاث الستاغ.. مديونية وصعوبات مالية بالجملة

في الذكرى الـ 57 لانبعاث الستاغ.. مديونية وصعوبات مالية بالجملة

تحيي الشركة التونسية للكهرباء والغاز اليوم الأربعاء 3 أفريل 2019، الذكرى 57 على انبعاثها، في وقت تعيش فيه الشركة التي فاق عدد حرفائها في 4 مليون حريف في 2018 ، تفاقم حجم الديون المتخلدة بذمة حرفائها وصعوبات مالية بالجملة.


هي ذكرى هامة في تاريخ تونس وفي تاريخ الشركة التي أخذت على عاتقها منذ تونستها في 3 أفريل 1962 مسؤولية تنوير كافة ربوع الوطن بالطاقة الكهربائية وتزويده بالغاز الطبيعي.

بعد أكثر من نصف قرن من الجهود المتواصلة من أجل تعميم الكهرباء في كامل أنحاء بلادنا فاقت نسبة التنوير اليوم 99 %، كما تبلغ القدرة المركزة حاليا أكثر من 5 070 ميغاوات وذلك بفضل تركيز عديد محطات الإنتاج ألفت بين مجموعة واسعة وسلسلة متكاملة من التقنيات والتكنولوجيات.

وتطور إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 19209 جيغاوات ساعة سنة 2018 في حين لم يتجاوز الإنتاج 288 جيغاوات ساعة سنة 1962 ، كما بلغت ذروة الطلب على الطاقة سنة 2018 ،قرابة 3916 ميغاوات .

نصف قرن من الانجازات والمكاسب

عملت هذه المؤسسة منذ انبعاثها على تحقيق رصيد من الانجازات والمكاسب طيلة اكثر من نصف قرن بفضل كفاءات بشرية وقدرات فنية عالية وأجيال تعاقبت وتركت بصمة تحسب في التاريخ ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني.

وتجندت مواردها البشرية التي بلغت قرابة 12031 عونا سنة 2018 ، في أحلك الفترات التي مرت بها البلاد وسهرت على ضمان استمرارية التزويد بالكهرباء والغاز، متحدية بذلك قساوة الظروف الطبيعية وواجهت صعوبات بلغت حدّ الاعتداءات اللفظية و الجسدية التي طالت مئات أعوانها الميدانيين..

ولم تدخر الشركة التونسية للكهرباء والغاز جهدا لتسخير جميع امكاناتها اللوجستية و تطوير أساليبها الإنتاجية وتعزيزها ببعث مشاريع إستراتيجية وتركيز محطات توليد تدعم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على إنتاج الكهرباء وعلى التزويد بالغاز الطبيعي.

فمنذ إحداث الشركة التونسية للكهرباء والغاز ، شهدت شبكة الغاز الطبيعي هي الأخرى تطورات هامة، وبمرور سنوات أصبح الغاز الطبيعي يلعب دورا هاما في دفع عجلة نمو الاقتصاد الوطني حيث عملت الشركة من جانبها على تزويد عديد المناطق والجهات ذات الكثافة الصناعية بالغاز الطبيعي البلاد، ليبلغ عدد الحرفاء سنة 2018 قرابة 888 ألف حريف ويعود ذلك إلى تطور المتوفرات الجملية للشركة من الغاز الطبيعي والتي ناهزت 5570 طن مكافئ نفط .

الأزمة المالية تلقي بظلالها على الستاغ

تواصل الستاغ الاضطلاع بدورها التاريخي في إنارة بلادنا بالتيار الكهربائي وتخطى الأزمة المالية التي تمر بها لا سيما في ظل الارتفاع المتواصل للمؤشرات الخارجية، المتعلّقة أساسا بالأسعار العالمية للمواد البترولية وسعر صرف الدينار مقابل الدولار بالرغم من تفاقم حجم الديون المتخلدة بذمة الحرفاء والتي بلغت 1371 مليون دينار في 2018.

وتعمل الشركة على إيجاد حلول لاستخلاص الديون حيث مكنت مؤخرا حرفاءها ، ممن تخلدت بذمتهم مبالغ مالية يصعب خلاصها دفعة واحدة، من إمكانية جدولة هذا المبلغ حالة بحالة .

كما مكنت الحريف بخصوص الفواتير التقديرية وعلى ضوء الأرقام المسجلة بالعداد الذي يصرّح بها بنفسه لدى اقاليم او فروع الشركة من تسديد ما عليه ويتمّ أخذها بعين الإعتبار ضمن فاتورة الإستهلاك.

وعلى الرغم مما تعيشه الشركة اليوم من صعوبات مالية، فان الواجب يدعو كل مواطن تونسي ان يستخلص ما تخلد بذمته باعتبار دوره الهام في المحافظة على المرفق العام، وذلك مصلحة للوطن اولا ومصلحة للشركة ثانيا حتى تسترجع قدراتها المادية وتستعيد عافيتها وتثبت مزيد أشعاعها على الصعيدين الإفريقي والمتوسطي ويواصل كل مواطن تونسي التمتع بحقه في النور الكهربائي والغاز الطبيعي.