فيصل الحفيان : صار سوء فهم لكلمة رئيس الجمهورية

أوضح فيصل الحفيان المستشار لدى رئيس الجمهورية في تصريح لنسمة موقف رئاسة الجمهورية من الجدل الحاصل إثر تصريحات الرئيس الباجي قائد السبسي حول ليبيا بعد العملية الأخيرة في بن قردان.
و فيم يلي التصريح :
"لطالما أكّد رئيس الجمهوريّة على عُمق العلاقة التي تربط بين تونس وليبيا و ذهب إلى إعتبار أنهّما شعب واحد في دولتين. ولقد ردّد ذلك في أكثر من مناسبة وشدّد على أنّ العلاقة بين البلدين تاريخيّة ودائمة مهما حصل من مكائد ومُتغيّرات وتهديدات إرهابيّة تستهدف الطرفين.
هذه الرّؤية ينبغي أن تكون مرجعا في تعاطي بعض الأخوة الليبيين مع التّصريحات الأخيرة لرئيس الجمهوريّة، فقوله أن الإرهابيّين أو الهمجيّين "جاءوا من ليبيا" مُوجّه إلى الارهابيين الذين لا وطن ولا بلد لهم.
فالقضيّة تتعلّق بجغرافيا الإرهاب اليوم وليس بالإخوة الليبيين الذين لا يُفرّق الرّئيس بينهم وبين أشقاّئهم التونسيين بل يعتبرهم شعبا واحد.
وهذا ما تُرجم عمليّا منذ 2011، الفترة التي كان فيها السيد الباجي قائد السبسي رئيسا للحكومة، خاصة مع تكفّل تونس شعبًا وحكومة، برعاية اللاّجئين الليبيين الذين فرّوا من الصراع المسلّح، وشهدت تونس حينها توافد أكثر من مليون ونصف ليبي استقرّوا بأكثر من مدينة تونسية وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على امتداد أواصر التآزر بين الشعبين.
فلابدّ أن يكون كلّ تأويل لتصريحات رئيس الدولة، على علاقة بالموقف المبدئي التونسي فيما يخصّ الشّأن الليبي. والمعلوم أنّ المواقف التونسية على الدّوام تجتمع على ضرورة إحتكام الأخوة الليبيين إلى الحوار وقطع الطريق أمام كل تدخل أجنبي وهو موقف يبيّن حرص تونس على سلامة ليبيا وعافيتها.
فالاخوة الليبيين سياسيين أو مدنيين أو إعلاميين يجب أن يحكّموا التّاريخ والدم والجوار والتلّاحم التاريخي بين الشعبين والبلدين والذي تدعّم في السنوات الأخيرة قبل الذهاب بعيدا في تأويلات تتنافى مع واقع العلاقة بين تونس وليبيا وماضيها ومستقبلها."
تواصل معنا