العيد بين الأمس واليوم..مناسبة للتزاور أم استغلال التكنولوجيا للمعايدة ؟ (صور)

العيد بين الأمس واليوم..مناسبة  للتزاور أم استغلال التكنولوجيا للمعايدة ؟ (صور)
تحتفل تونس اليوم الاربعاء 5 جوان 2019، بعيد الفطر، عيد له تاريخه وتقاليده وعاداته التي ما فتئت تتغير من سنة لأخرى، تغيرت معها طرق المعايدة، فأختار جزء من المجتمع التونسي اتباع الطرق العصرية واستغلال التكنولوجيا كوسيلة لتبادل التهاني وفرحة العيد.

ولطالما كان عيد الفطر وغيره من الأعياد، مناسبة لتبادل الزيارات العائلية وتبادل أطباق ''الحلو''، التي تم اعدادها في المنزل على الطرق التقليدية، لتفوح رائحة العيد قبل أيام من حلوله، فنجد الأهل والأقارب والجيران، يزورون بعضهم البعض، للمعايدة، غير مبالين ببعد المسافة، ثم تحولت إلى تبادل التهاني باستعمال الهاتف والرسائل الالكترونية، حتى طغت التكنولوجيا بجميع جوانبها على المناسبات والأعياد، فأصبح الاقتصار فقط على رسالة معايدة أو فيديو مسجل، أو تبادل التهاني عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأكثرها ''الفايسبوك''.

من التهنئة المباشرة إلى المعايدة بالفايسبوك

فقديما كانت التهنئة مباشرة بالذهاب إلى الأهل والأقارب والاحتفال معهم بفرحة العيد، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى الاتصال الهاتفى مع انتشار الهواتف الثابتة ثم الهواتف المحمولة، ولكن الآن مع انتشار خدمات الإنترنت أصبح من السهل تقديم تهنئة العيد بشكل مباشر من خلال برامج  ''التشات'' المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى، سواء بالمحادثات النصية أو الصوتية أو حتى محادثات الفيديو.

أما اليوم فقد احتلت التكنولوجيا جزءا كبيرا من حياة التونسيين، وأصبحت لا تفارقهم ليلا أو نهارا، ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى والهواتف الذكية تغيرت حياتهم، نتيجة تأثير هذه الوسائل واستحواذها على جزء كبير من أوقاتهم.

حلو العيد بين الأمس واليوم...

ومن زمن لأخر تتغير العادات والتقاليد المتعلقة بعيد الفطر، فبعد صنع الحلويات وتحضيرها في المنزل قبل أيام، أصبحت العائلات التونسية تقتني لوزامها من المحلات الجاهزة، فلا ''البشكوت'' ينقل في الاطباق إلى المخابز ليلا للطهو، ولا ''الغربية'' خاصة البيضاء منها أصبحت موجودة، فتم استبدالها بـ''غريبة الحمص أو الدرع''، فشهدت الحلويات بدورها تنوعا في المذاق والشكل، تجلب الانتباه وتجعل التونسي يقبل عليها رغم ارتفاع أسعارها في الآونة الأخيرة.

''مهبة العيد والأطفال''

ولا يمكن أن يمر عيد الفطر مرور الكرام، دون تسليط الضوء على الأجواء الاحتفالية، الخاصة بالأطفال الصغار، وملابسهم ولعبهم، وتحضيراتهم المسبقة، خاصة منهم الذكور، والذهاب للحلاق، واتباع قصات شعر المشاهير من الفنانين، فيزيدون الاحتفال بالعيد رونقا خاصا، خاصة بعد اصطحابهم من قبل أهاليهم لزيارة الأجداد والأهل وأخذ ''مهبة العيد''.

وقد استمرّت هذه العادة إلى يومنا هذا وما يزال الأطفال يتنقلون بلهفة بين أقاربهم، متزينين بملابسهم الجديدة ومهنئين بالعيد في انتظار الحصول على ما ستجود به جيوب أفراد عائلاتهم من ''مهبة''، واقتناء بها لعبًا جديدة، علما وأن قيمة ''مهبة العيد'' تختلف حسب سنّ الطفل ووضعية عائلته المالية.

أصحاب هذه المهن مستثنون من الاحتفال بالعيد رفقة عائلاتهم

خلال أيام العيد تشهد الحركة المرورية اكتظاظا بسبب عودة عدد من التونسيين إلى جهاتهم، وعائلاتهم، غير أن البعض منهم يضطر للالتحاق بمراكز العمل، نظرا لخصوصية المهن التي يعملون بها، فرجال الأمن مثلا والحماية المدنية والممرضين وسواق القطارات والحافلات أيضا، ضف إليهم الصحفيين، يحتفلون بالعيد بعيدا عن عائلاتهم، ليتحول الاحتفال بالمناسبات العائلية إلى يوم عادي، كغيره من الأيام، وهي وضعية فرضتها طبيعة المهن التي يشتغلون بها.

هذا ويعتبر عيد الفطر، أيضا فرصة للاحتفال بمناسبات الخطوبة، وهي من العادات القديمة الجديدة، والتي لم تندثر، ولم تتغير، كغيرها من العادات، ويتم استغلالها لأن العائلة التونسية لن تجد فرصة افضل من العيد للاجتماع ولم الشمل والفرحة، نظرا لمشاغل الحياة ومتطلباتها. 

فكل عام وأنتم بخير

أحلام التمراوي

 

 

 

 











إقرأ أيضاً