راشد الغنوشي: المكالمة مع السراج بروتوكولية

راشد الغنوشي: المكالمة مع السراج بروتوكولية
اكذد رئيس مجلس نواب الشعب راشدالغنوشي، في خطاب افتتاح الجلسة الحواريّة حول الدبلوماسيّة البرلمانيّة، أنّ تونس معنية مباشرة بالحريق الليبي''، مضيفا ''لامناص من العمل على حل سلمي يضمن وحدة أراضي ليبيا وشعبها والدفع بكل الأطراف إلى الحل السياسي الذي يجنب الليبيين الاقتتال والفوضى''.

واشار الغنوشي إلى أن رئيس الجمهورية قد عبّر على هذا الموقف في كلّ المناسبات، حتى أنه عندما أَدْلَى أحد الوزراء بتصريح خارج ضوابط السّياسة التونسية تدخل ليعيد الأمور إلى نِصابها مؤكّدا موقف تونس الثّابت والذي يتقاطع مع الشّرعيّة الدّولية ومُخْرجات مؤتمر الصّْخِيرات.



وأضاف الغنوشي: "نحن بدورنا لم نخرج على هذا التّمشّي فقد التقينا بعقيلة صالح في الأردن ودعوناه لزيارة تونس وكان من المفترض أن يشارك في اجتماع مجلس الشّورى المغاربي منتصف أفريل الفارط والذي تأجل نتيجة الجائحة العالمية ولاَزِلْنَا في تواصل معه لنفس الهدف، كذلك قمنا بالتّواصل مع فايز السراج ، ممثل الحكومة الشرعيّة في طرابلس وكنّا نؤكّد لجميع الأطراف ضرورة حقْن دِماء الليبيين وأنّ المَخْرَجَ الأفضل لِلِيبيا وشعبها يَكْمُنُ في الحوار الشّامل والحلّ السّياسي"، وفق قوله.


واعتبر رئيس مجلس نواب الشعب أنه في كلّ الاتصالات لم يقع الانتصار في ليبيا لطرف على طرف آخرَ بل كانت الأهداف واحدة خدمةً للمصلحة الوطنيّة، مشدّدا على أنّه من مصلحة تونس أن يعمّ الاستقرار في ليبيا وكامل المنطقة.

وتابع قائلا: ''ما يجمعُنا بالليبيين أرحامٌ مُشتركة وعلاقاتُ أخوّة متينة ومصالح اقتصادية وتجارية مُتَبادلة لا تقتصر على أهلنا في الجنوب، بل تشمل اليد العاملة وأصحاب المهن والحرف ورجال الأعمال والفلاّحين والمؤسّسات الصّغرى، أي تخصُّ كلّ التونسيين من الجنوب إلى الشّمال".
وفي ما يتعلّق بموضوع تهنئة حكومة الوفاق خلال المكالمة الهاتفية مؤخرا، قال الغنوشي انها تهنئة بروتوكوليّة فرضها سياق المكالمة وتم خلالها التذكير بالموقف التونسي في حلّ النزاعات عن طريق الحوار والحلول السلميّة.
وأضاف رئيس مجلس نواب الشعب: "بالرّغم من الحياد الإيجابي في موقفنا من المسألة الليبية إلا أنّ العديد من الأطراف في الدّاخل والخارج وظّفت هذا الموضوع توظيفا سلبيا فكان بمثابة الشّجرة التي تخفي الغابة، فالمعلن هو استهداف رئيس البرلمان ولكن المعني بالاستهداف الحقيقي هو البرلمان ومن ورائه التجربة الديمقراطية، وما الصّراع في عمقه إلاّ صراع بين الخيار الديمقراطي والاستبداد"، حسب تعبيره.
وثمّن رئيس مجلس نواب الشعب لما وصفه بـ ''الموقف الحازم'' لرئيس الجمهورية وللحكومة ولكلّ الكتل البرلمانية وكل القوى السياسيّة والمنظمات الوطنية التي أدانت الدعوات الفوضوية، وهذا ما يؤكد أنّ الخيار الديمقراطي قويّ في تونس وقادر على هزم المشروع الفوضوي، وفق تعبيره.