تحاليل ''فرنسية إسرائيلة'' في تونس؟
وأكّدت الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل، أنها ''تحمل المسؤولية كاملة لوزارة الصحة والصيدلة المركزية، داعية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والعدالة إلى تسليط الضّوء على ظروف إسناد المناقصة واستلام الطّلبية''.
وشددت على أنه ''لا ينبغي أن تُوَظَّفَ الهبات المجمّعة خلال جائحة كوفيد -19 ومساهمات دافع الضّرائب في ملء صناديق تلك الشّركة وإثراء مسيّريها''، وفق البيان.
كما دعت الحكومة التّونسية إلى سحب الاعتماد من شركة بيوسينيكس (Biosynex) التي لها نشاطات تجارية ذات ارتباط خفيّ بالعدوّ الصّهيوني، وإلى إيقاف الاتّفاقات التي أبرمتها في تونس.
وكان تحقيق استقصائي أنجزته الصحفية خولة بوكريم لفائدة شبكة "أريج''، قد كشف عن شبهات فساد في صفقة شراء التحاليل السريعة لقصي الإصابات بفيروس كوفيد-19.
وجاء في التحقيق، أنّ صفقة 400 ألف تحليل (أعلن عنها رئيس الحكومة السابق إلياس الفخفاخ) 'أحاط بها غموض ولم يتم الكشف عن تفاصيلها، خاصة فيما يتعلق بهوية الشركات التي فازت بالعرض ولا عن تواريخ وصول الشحنات''.
كما أكدت معدة التحقيق أنها رصدت نوعية تحاليل سريعة من شركة فرنسية تدعى Biosynex، استخدمت في تقصي الإصابة بالفيروس بالنسبة للطلبة الوافدين على المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقبلي، ولفائدة طلبة وأساتذة بولاية منوبة.
وأشارت إلى أن رياض زيان، مدير عام شركة "GS santé" الممثل الرسمي لمخبر BIOSYNEX في تونس صرح يوم 25 مارس، في إذاعة اكسبراس اف ام بأن الدولة التونسية أُعجبت بهذا المنتوج بعد أن قامت الشركة بإطلاعها عليه وأنها اختارته "مبدئيا" للتعامل به. وفق ما أدلى به في المقابلة الإذاعية.
وقال رياض زيان لمعدة التحقيق: "قمنا في بادئ الأمر بعرض منتوجنا على وزارة الصحة، و أبدينا استعدادنا للتعامل معهم، ثم تلقينا دعوة في 20 مارس، من اللجنة العلمية لمكافحة الكورونا، وكانت حاضرة فيها الدكتورة نصاف بن علية، وطلب منا أعضاؤها أن نعطيهم فكرة عن منتوجنا الخاص بالتحاليل السريعة وطرحوا علينا بعض الأسئلة التقنية. كان في اللجنة أكثر من 20 شخصا، وقد أعجبوا بمنتوجنا وأخبرونا أن بإمكانه أن يكون حلا للأزمة".
بعدها، شاركت Biosynex ، حسب زيان، في طلب العروض الذي نشرته الصيدلية المركزية و"كان عدد المشاركين 108 وكنا نحن آخرهم، حيث كان رقمنا 108". وقد قدمت عرضا ب 200 الف تحليل سريع يبلغ سعر الواحد 15 دينارا (5 دولارات وربع تقريبا). وربح العرض.
تصريح زيان لمعدة التحقيق يبين تضاربا واضحا بين ما صرح به مدير الصيدلية المركزية تحت قبة البرلمان بأن عدد المتقدمين للعرض هم 107 وليس 108. ليطرح هنا السؤال لماذا أخفت الصيدلية المركزية رقم "108". ولاستيضاح الأمر، تقدمت معدة التحيق بمطلب كتابي لمقابلة مدير الصيدلية المركزية لكنها لم تتلق ردا.
شركة "بيوسينيكس"
الحملة التّونسية للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل أكّدت أن شركة "بيوسينيكس" (Biosynex) تختص في إنتاج اختبارات التّشخيص السّريع وتوزيعها، وتأسّست سنة 2005 على يد لاري أبنسور (Larry Abensur) كرئيس مدير عام وتييري بابير (Thierry Paper) وتوماس لامي (Thomas Lamy) كمديرين عامّين. وبحسب موقعها الإلكتروني فإنّ رقم معاملاتها يصل إلى 35,2 مليون يورو. وقد كان مؤسّسوها الثّلاثة يشغلون مناصب مسؤولية ضمن الشّركة الإسرائيلية أورجينيكس (Orgenics) التي تطوّر موادّ اختبارات التّشخيص المستقلّة وتصنّعها وتتّجر فيها، وهي اختبارات تحلّل الدّم واللّعاب وعيّنات أخرى من أجل الكشف عن الأمراض المعدية مثل السّيدا والتهاب الكبد والكلاميديا (الحراشف البرعمية).
وأضافت ''لقد حصلت ديان أبنسور بيسين (Diane Abensur Bessin) ابنة الرّئيس المدير العام لاري أبنسور الحاملة للجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية على درجة الماستر في إدارة الأعمال (MBA) من المعهد التكنولوجي الإسرائيلي "تِكْنْيون ـــ إسرائيل" (Technion-Israel) ومقرّه حيفا. وأسّست خلال دراستها "نانوسينيكس" (Nanosynex) وهي شركة مبتدئة (start-up) بهدف إنتاج مواد اختبار سريع يسمح بوصف مضادّ حيويّ جيّد. وقادت ديان أبنسور ذلك المشروع بمعية زميلتها ميشيل هايمان وبمساعدة الأستاذة شولميت ليفنبيرغ عميدة كليّة الهندسة البيوطبّية التّابعة للمعهد التّكنولوجي الإسرائيلي؛ وحصل المشروع على هبة قدرها خمسمائة ألف دولار من مؤسّسة "إسرائيل إينوفيشن أوثوريتي" (Israel Innovation Authority) . وكان مقرّ شركة "نانوسينيكس" في البداية بمشتل الشّركات التي يرعاها المعهد التّكنولوجي الإسرائيلي قبل انتقالها إلى حديقة وايزمان للعلوم (Weizmann Science Park) بتل أبيب''.
وقد فتحت "نانوسينيكس" فرعا فرنسيا في شهر أوت 2019 مقرّه بشارع الجنرال ديكرو رقم 8 بمدينة سترازبورغ. وهو نفس عنوان شركة أ.ل.أ فينانسيير القابضة (holding A.L.A. Financière) التي يمتلكها والدها لاري أبنسور ويمتلك من خلالها % 33,35 من رأس مال "بيوسينيكس"(Biosynex) قبل أن يفوّت في قسط من منابه في شهر أفريل 2020. وحسب مقال في صحيفة "لو روفوني" (Le Revenu) باع لاري أبنسور وشريكاه تييري بابير وتوماس لامي في أفريل أكثر من 180 ألف سند في السّوق المالية بمقابل يزيد على ثلاثة ملايين يورو. وقد ارتفع سعر السّهم الواحد لبيوسينيكس (Biosynex) أكثر من خمس أضعاف منذ بداية الأزمة المرتبطة بفيروس كورونا.
وقد حصلت "نانوسينكس" على تمويل بخمسين ألف يورو من البرنامج الأوروبي H2020 في شهر جوان 2018 وفيما يلي التّعريف بالشّركة كما ورد على الصّحفة Cordis لهذا المشروع، وفق ما جاء في بيان الحملة التّونسية للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل.
تواصل معنا