الغنوشي: هذا موقفي من قانون العدالة الانتقالية والثورة ليست للتصدير

الغنوشي: هذا موقفي من قانون العدالة الانتقالية والثورة ليست للتصدير

أفاد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، اليوم الخميس 1 نوفمبر 2018، بأن الإرهاب في انحسار وهجوم شارع الحبيب بورقيبة الأخير كان فاشلا، مشيرا من جهة أخرى إلى أن النهضة، داخليا، ترفض الهيمنة من أي طرف على الساحة السياسية ومتمسكة بقانون "العدالة الانتقالية" مع بعض التعديل.



وقال الغنوشي في حوار أجراه مع وكالة الأناضول التركية، إنّ المحاولة الإرهابية بشارع الحبيب بورقيبة، ''كانت بدائية مما يبين أن هذه الظاهرة في حالة تراجع وانحسار وأن قواتنا الأمنية نجحت في تفكيك شبكاتها والقضاء على قياداتها وعناصرها"، مضيفا "بفضل الله ولطفه كان هذا الهجوم فاشلا ولم يؤد إلا لوقوع بعض الجرحى من رجال الأمن والمدنيين، ونتمنى لهم الشفاء العاجل. تونس ستنتصر على الإرهاب وستبقى صامدة بفضل الله وبفضل توحد شعبها ويقظة أمنها وجيشها".


وحول تقدمه، خلال الندوة السنوية لحركة النهضة، بمبادرة للعفو العام، قال رئيس حركة النهضة: "متمسكون بمسار العدالة الانتقالية حتى يتم كشف الحقيقة ويعتذر مرتكبو الانتهاكات ويتم جبر ضرر الضحايا من طرف الدولة، وهو ما يحقق المصالحة بين التونسيين، ويمنع عودة الاستبداد والفساد".

وتابع "مبادرتنا للعفو العام هدفها إعطاء نفس جديد للعدالة الانتقالية في السياق الذي حددناه وهو الوصول إلى مصالحة حقيقية وجدية وليس الثأر والانتقام".


واعتبر راشد الغنوشي، قانون "العدالة الانتقالية" - بعد تجربة السنوات الأخيرة - يحتاج إلى "المراجعة والإثراء"، ولا يوجد في ذلك رغبة للتخلص من المسار الذي يبقى من استحقاقات الثورة.

وأوضح أنّ علاقة الحركة ''بالدساترة'' تحولت جوهريا من العداء والتخاصم إلى البحث عن مشتركات التعايش والتوافق باعتبار أن الدساترة والإسلاميين يمثلون الثقل الأبرز في المشهد السياسي وطي صفحة التوتر بينهما ساهم في التهدئة الشاملة، وفق قوله.

وشدّد على أن حركة النهضة "ماضية قدما في المصالحة مع التيار الدستوري ولا تراجع عن ذلك بعد أن بين الواقع سلامة هذا الخيار".


وبخصوص تصريحاته بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال الغنوشي إن خاشقجي "ضحية عنف سياسي ضد الصحفيين". معربا عن أسفه إزاء محاولات "تحريف" حديثه بشأن الواقعة، موضحا أن الجميع "تجند، بما في ذلك الأشقاء في السعودية، لإدانة الحادث والبحث عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة"، حسب قوله.

وأضاف أن "العلاقات بالسعودية جيدة وأخوية". معربا عن أسفه إزاء قيام بعض الأطراف بتحريف كلامه بهدف بث الفتنة بيننا وبين رئاسة الجمهورية (التونسية)، وبيننا وبين المملكة، وهو أمر غير مسؤول وغير أخلاقي ولا أفق له".

وتابع قائلا "نؤكد هنا احترامنا للمملكة العربية السعودية التي تربطنا بها علاقات جيدة وأخوية ونحن نتمنى لها كل الخير"، منوها بأن تشبيهه لخاشقجي بمحمد البوعزيزي، مفجر الثورة التونسية، لم يقصد به "التدخل في شؤون دولة أو الإشارة إلى أمر يخص هذا النظام أو ذاك".

كما قال راشد الغنوشي "وجه المقارنة هو التفاعل والتعاطف مع الطرفين - رحمهما الله في جميع أنحاء العالم - باعتبار الأول رمزا لمقاومة النظام السابق، وخاشقجي ضحية عنف سياسي ضد الصحفيين"، وفق قوله.