الجيهناوي: تونس ستكون صوت القارة الإفريقية في مجلس الأمن الدولي

الجيهناوي: تونس ستكون صوت القارة الإفريقية في مجلس الأمن الدولي

أكد وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، أن تونس التي تأمل أن تلتحق، بفضل الدعم الإفريقي، بمجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم خلال فترة 2019 /2021 ستسعى لتكون صوت افريقيا في المجلس وستدافع على قضايا القارة ومشاغل الشعوب الافريقية، إضافة إلى العمل على مزيد تعزيز التعاون والتنسيق بين منظمة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.


وأضاف اليوم الاثنين بتونس في افتتاح أشغال الخلوة المشتركة الثامنة للجنة الممثلين الدائمين ومفوضية الاتحاد الإفريقي التي تنعقد يومي 29 و30 أفريل الجاري بالعاصمة، أن احتضان تونس لهذا الحدث، كأول اجتماع بهذا الحجم للعائلة الافريقية في تونس بعد سنوات، دليل على استعادتها لموقعها ديبلوماسيا في القارة السمراء، وعلى دعم توجهها الهادف الى مزيد تعزيز البعد الافريقي في السياسة الخارجية ، إضافة إلى البعدين الثنائي و متعدد الأطراف في هذا الوقت الي تستعد فيه تونس إلى الالتحاق بمجلس الأمن الدولي .

وأبرز الجهيناوى قناعة تونس بأن التعاون متعدد لأطراف والعمل الجماعي يعتبر اليوم واكثر من أي وقت مضى، من أهم وسائل الحوكمة الدولية الضرورية في مواجهة التحديات المتعددة والازمات والتوترات التي اصبحت من خصائص العلاقات الدولية الراهنة لاسيما في القارة الافريقية.

وبخصوص الخلوة المشتركة للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الافريقي ، قال "إنها من اهم المراحل لتعميق التفكير ومتابعة النقاشات التي دارت مؤخرا في القاهرة على درب مسار الاصلاحات ، بهدف الإعداد للمحاور التي ستتم مناقشتها خلال القمة القادمة بنيامي في جويلية 2019 ، وذلك بالاعتماد على المشاورت والحوارات بين ممثلي الدول الافريقية".

وأشار إلى أن قمة التنسيق بين الاتحاد الافريقي والمجموعات الاقتصادية الاقليمية هي أول اجتماع هام سيتطرق إلى وسائل العمل والحلول الممكنة بما يساهم في تعزيز التعاون بين الاتحاد وهذه المجموعات ، مضيفا أن قمة نيامي يمكن أن تكون مناسبة لتحديد طرق التفاعل بين الطرفين والآليات الكفيلة بمزيد النهوض بالاندماج ضمن هذه المجموعات الإقتصادية الاقليمية.

كما بين أن هذا التعاون يندرج ضمن أهداف تونس الرامية إلى ترشيد أفضل لعمل الاتحاد الافريقي وتوزيع المهام بطريقة أوضح بين الاتحاد والمجموعات الاقتصادية بما يسمح بتحقيق الإضافة ويسهل الاندماج الاقليمي الذي يرتكز على التكامل الإقليمي المتناسق والمدعوم، مشيرا في هذا السياق إلى وجود عدم توازن بين الأقاليم الثمانية التابعة للاتحاد.

وأوضح في هذا السياق أن عددا من المجموعات الاقتصادية نجح في بلوغ درجة عالية من الاندماج مكنها من التقدم في اطار استراتيجيات اقتصادية وسياسية مشتركة في حين ان البقية لم تنجح في ذلك مما كلفها خسارة العديد من فرص الاستثمار والتنمية وبالتالي خسارة نقاط نمو كبرى.

واعتبر أن تطوير وتحديث هذه المجموعات الإقتصادية شرط أساسي لضمان انخراط عادل ومتساو في جهود القارة للاندماج، خاصة بعد توقيع أغلب الدول الإفريقية ومن بينها تونس في كيغالي في مارس 2018 على اتفاق بعث منطقة التبادل الحر الإفريقية التي ستفتح مستقبلا أكبر سوق مشتركة في العالم.

ولفت في هذا الاطار الى ان تونس ومن ومنطلق قناعتها بأهمية المجموعات الاقتصادية الإقليمية وضرورة تعزيز الروابط معها ، اعتمدت مقاربة اقليمية متعددة الأبعاد مكنتها من الانخراط في ثلاث مجموعات من ضمن المجموعات الثمانية الموجودة في القارة وذلك باعتماد مقاربة تمكنها بالتدرج من الاندماج الاقليمي الكامل والمثمر الذي يستجيب للتطلعات ويضمن التنمية والاستقرار والازدهار المأمول للشعوب والدول الافريقية .

ومن جهته اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فاقيه مهاما ان سيادة الدول الافريقية مهددة بسبب الضعف الجماعي للقارة وعدم القدرة على احتواء المشاكل الداخلية اضافة على العجز على استغلال ما تتيحه العولمة من فرص يمكن استغلالها، مشددا على ضرورة توفر وحدة سياسية اكبر في القارة التي قال إنها لم تنجح في تحقيق الاندماج ووزنها دوليا غير كاف ومؤثر .

وقال" إن الحلول المطروحة تبقى مرتبطة بالاندماج والتزام كافة الأطراف بالعمل على تعزيز منظمة الاتحاد الافريقية ودعم جهودها "، معربا عن الامل في أن يكون اجتماع نيامي رافعة من اجل التقدم في مسار الاندماج في القارة. كما شدد على ضرورة توفير كافة السبل لتحقيق التآزر والتكامل والتنسيق بين الاتحاد والمجموعات الاقتصادية الاقليمية على قاعدة توزيع أوضح للمهام وللمسؤوليات.

يذكر أن هذا الاجتماع الذي يعقد لاول مرة في تونس هو فرصة لتعميق التفكير ومواصلة النقاشات التي بدأت في القاهرة منذ اسبوعين لاعداد الاجتماع التنسيقي الاول بين الاتحاد الافريقي والمجموعات الاقتصادية الاقليمية الذي سينعقد في نيامي بالنيجر في جويلية 2019 .

ويشارك في هذا الاجتماع الذي يتواصل ليومين رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي واعضاؤها الى جانب ممثلي المجموعات الاقتصادية ومديري الادارات الفنية في لجنة الاتحاد وسفراء افارقة معتمدون لدى الاتحاد.