مشروع إعادة إستعمال المياه غير التّقليديّة في الزّراعة بالبلدان المتوسطيّة

مشروع إعادة إستعمال المياه غير التّقليديّة في الزّراعة بالبلدان المتوسطيّة
تمّ، اليوم الخميس 28 نوفمبر 2019، بقمرت (الضاحية الشمالية للعاصمة)، الإطلاق الرَسمي لمشروع ''إعادة إستعمال المياه غير التّقليديّة في الزّراعة في البلدان المتوسطيّة'' (ميناوارا) من أجل تعزيز تثمين المياه غير التقليدية في الفلاحة، بحضور ممثلين عن البلدان المستهدفة (تونس وايطاليا وفلسطين والاردن ولبنان واسبانيا وغيرها...) ومسؤولين عن الديوان الوطني للتطهير وجامعة "ساساري"، أقدم جامعة في سردينيا بإيطاليا، ووزارتي الفلاحة والبيئة.

وتبلغ كلفة المشروع، 2.6 مليون اورو منها 2.2 مليون أورو يؤمنها الإتحاد الأوروبي، وهو يتضمن تدخلات دقيقة تتواصل حتى سنة 2022، من خلال إحداث مخبر ''ليفينغ لاب'' في تونس، ويعتبر ''ليفينغ لاب'' منهجية بحث مجددة تعتمد مقاربة تشاركية يكون خلالها المواطنون والسكان والمستعملون، فاعلون أساسيون في مسارات البحث والتجديد، وسيسعى هذا المخبر إلى التحسيس بضرورة إعادة إستعمال المياه غير التقليدية في مجال الفلاحة وتشخيص حلول مجددة وعملية.

وتصل نسبة المياه المستعملة المعالجة والمعاد إستعمالها في تونس، التي تشكو فقرا مائيا (أقل من 500 متر مكعب لكل ساكن سنويا)، إلى 23 بالمائة، فقط، لا سيما لريّ ملاعب الصّولجان (الغولف) والمساحات الخضراء والتغذية الصناعية للموائد المائية (قربة وجربة...) وبشكل أقلّ بكثير في ريّ المساحات الزراعية.

وتقدّر المياه المستعملة المعالجة بالمتر المكعب (م3) حوالي 275 ألف منها 60 مليون م3، فحسب، مستغلّة، ''وهو ما يعادل طاقة إستيعاب سدّ جديد''، وذلك حسبما صرّحت حياة العربي مسّي، المديرة العامة للمحيط ولجودة الحياة بوزارة الشؤون المحلية والبيئة.

كما اعتبرت المسؤولة أنّ إستغلال هذه الإمكانات من المياه غير التقليدية بات ضروريا اليوم، مشيرة إلى أنه ''لم يعد لدينا خيار، في الظرف الرَاهن المتسم بالتغيرات المناخية وندرة الموارد المائية، يتوجب استكشاف كل المسالك والتحسيس بضرورة مزيد استعمال المياه المستعملة المعالجة للتخفيف من وطأة الضغط على الموارد التقليدية المعبّأة.