استئناف أشغال مشروع "مدينة الثقافة" : الموعد والتكلفة
أعطى رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، صباح الأحد، بشارع محمد الخامس بالعاصمة، إشارة انطلاق استئناف مشروع "مدينة الثقافة"، الذي يعد من المشاريع المعطلة في البلاد.
ومن المنتظر أن تدوم الأشغال 18 شهرا ليكون المشروع جاهزا في موفى أكتوبر 2017، علما بأن التكلفة الجملية لهذه الأشغال تبلغ 76.3 مليون دينار، ممولة عن طريق ميزانية الدولة. وقام رئيس الحكومة، مرفوقا بوزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، ووزيرة الثقافة، بجولة في بعض البنايات المنجزة في نطاق مشروع "مدينة الثقافة"، متعرفا على خصائص هذا المشروع الضخم والنوعي، الفنية والهندسية والمعمارية.
واستفسر ممثلي شركة المقاولات الفائزة بطلب العروض الوطني لاستكمال المشروع، عن جدول إنجاز المكونات المتبقية، والشركات المناولة، مشددا على وجوب إنهاء المشروع في الآجال المضبوطة، وعدم إهدار المزيد من الوقت. كما حث المشرفين على المشروع على الاعتناء بالجانب الجمالي والبيئي لمدينة الثقافة. وأقر الحبيب الصيد، في تصريح إعلامي، عقب زيارته للمشروع، بأن مشروع "مدينة الثقافة" قد "تأخر أكثر مما يلزم"، معتبرا أنه "من أقدم المشاريع المعطلة في تونس، لا سيما وأنه معطل منذ حوالي 10 سنوات (2006)".
وأكد أن الحكومة حرصت على التسريع في إنجاز مدينة الثقافة الذي وصفه بأنه "هدية للتونسيين، ولأهل الثقافة"، وذلك بالعمل الحثيث على إنهاء كامل مراحل إنجاز طلب العروض وفق مقومات النزاهة والشفافية. وأعرب عن الآمل في أن يتم الانتهاء منه في غضون 18 شهرا (موفى أكتوبر 2017) واستغلاله على أكمل وجه، مشددا على أن "تونس تستحق مشروعا بحجم مدينة الثقافة، قادر على الاستجابة إلى جملة من الاحتياجات لفائدة المثقفين والمبدعين والشباب". ولفت إلى أنه هنالك برامج مشاريع ثقافية في كامل تراب الجمهورية من أجل تعميم فضاءات العمل الثقافي في كامل ربوع البلاد، لافتا في سياق متصل إلى أن وزارة الثقافة لها عدة مشاريع هامة في نطاق المخطط الخماسي الجديد (2020/2016) على المستوى الوطني، وعلى الصعيد الجهوي، حتى تأخذ الجهات الداخلية حظها.
وعن الضمانات الكافية لعدم تعطل المشروع مجددا، قال رئيس الحكومة إنه "يأمل في أن يتم الانتهاء منه في الآجال المحددة"، ملاحظا أنه "كان من المفروض أن تستأنف ألأشغال في 2015، غير أنه تم سابقا إنجاز 3 مناقصات حصلت بشأنها إشكاليات، ولم تكن مجدية، إلى حين فوز شركة مقاولات تونسية بالأشغال، وتعهدها باستكماله في الآجال المحددة". وعن نسبة تقدم المشاريع العمومية المعطلة على المستوى الوطني، أوضح الحبيب الصيد أن قيمتها تبلغ 10 آلاف مليون دينار، وانه تم الشروع في تحريك حوالي 80 بالمائة منها، بينما النسبة المتبقية معطلة، وأن الجهود حثيثة لإعادة تنشيطها.
من ناحيته، صرح مدير مشروع مدينة الثقافة بوزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، معتوق بن عامر، بأن المشروع في جزئه المغطى يمسح 9ر4 هكتارات، ويتكون من قاعة كبرى تتسع لحوالي 1800 مكان، وقاعة مسرح تتسع ل700 مكان، وقاعة للمسرح التجريبي تتسع ل300 مكان، ومجمع للسينما، ودار للفنانين، و3 قاعات للعرض ومكتبة. ولاحظ أن نسبة إنجاز للمشروع قبل تعطله، تبلغ 60 بالمائة، موضحا أن أشغال فضاءات الفرجة (المسرح والسينما) متعطلة نسبيا نظرا لأهمية التقنيات الصوتية التي سيقع تركيزها.
من جهته، تعهد الرئيس المدير العام للشركة الفائزة بصفقة استكمال أشغال مشروع "مدينة الثقافة"، أحمد بوزغندة، بأنه سيتم الحرص على إنهاء الأشغال في الآجال المحددة، وهي 18 شهرا، مرجحا أن يتم العمل لكامل اليوم (24 ساعة). كما سيوفر المشروع حوالي 450 موطن شغل مباشر على عين المكان، مؤكدا أنه سيقع الاعتماد على تقنيات حديثة ومتطورة في الأشغال.
تواصل معنا