الشمال الغربي : عشرات من مجمّعي ومنتجي الحليب ينفذون وقفة احتجاجية

الشمال الغربي : عشرات من مجمّعي ومنتجي الحليب ينفذون وقفة احتجاجية

نفذ العشرات مجمعي ومنتجي الحليب من ولايات جندوبة، باجة والكاف اليوم الإثنين 22 فيفري وقفة احتجاجية أمام مقر مركزية الحليب بالشمال الغربي "لينو" عبروا من خلالها على غضبهم الشديد من الإجراء المتخذ من قبل المركزية والمتعلق بتحديد سقف قبول كميات الحليب الواردة عليها من قبل المنتجين ومراكز التجميع وما لحقهم من خسائر وصفوهابالفادحة،إضافة إلى أنها باتت تهدد مستقبل قطاع تربية الماشية حسب تصريحات متطابقة أدلى بها عدد من المشاركين في الوقفة.


وقال مهدي الطرخاني أحد المشاركين في الوقفة أن رفض المركزيات قبول الكميات المجمعة تسبب له في خسائر اعتبرها فادحة حيث "يضطر يوميا إلى إتلاف كمية من الحليب الطازج، زيادة على أن رفض قبول الكميات التي جمعها تسبب له في مشاكل عدة مع المنتجين الصغار وأفقده مصداقيته" على حد تعبيره.


وقال فتحي الكوكي، منتج مباشر للحليب، إن تحديد سقف القبول الذي اعتمدته المركزية أربكه وألحق به خسائر كبيرة ذلك أن "إنتاجه اليومي من الحليب والذي يتراوح بين 80 و100 لتر لم يعد يضمن بيعه فالمجمّع لم يعد ثابتا في قبول الكميات المنتجة فتارة يقبل كامل الكمية التي ينتجها وأحيانا يقبل قسطا منها وأحيانا أخرى يرفضها كلها"، مضيفا "أن بعض أصحاب المجامع أصبحوا يتعمدون استغلال هذه الأزمة للتخفيض في سعر اللتر الواحد من الحليب ليصل أحيانا إلى 250 مليما وهو الأمر الذي يجعل المنتج مضطرا لبيعه بذلك السعر بدلا من إتلافه".


بالمقابل، وحسب ما ذكره محمد نعمان العشي احد كبار منتجي الحليب بولاية جندوبة وأحد المتحصلين على جوائز عدة في إنتاج الحليب فإن عدم اهتمام المنتج والمجمّع والمصنّع بنوعية الحليب
وإيلائها ما تستحق من قيمة، ساهم بشكل أو بآخر في تأزّم وضع القطاع ، فالمستهلك لم يعد يقبل على شراء الحليب لاسيما بعد أن أدرك تدني نوعيته وهو ما يستوجب في نظره العمل على نظافة البقرة الحلوب والإسطبل الذي تعيش فيه والعمل أيضا على تقديم علف متوازن يساهم في الحصول على نوعية جيدة من الحليب، وفق تعبيره.


واعهتبر أن خيار تطوير زراعة الذرة كمادة علفيّة بات ضروريا ومن شانه أن يعزز نوعية الحليب وان يدفع بالمستهلك على شراءه واعتماده كمادة غذائية تبدأ من الحليب إلى اللبن إلى الجبن وغيرها من المشتقات، بحسب تقديره.


من جهته اعتبر سعد الله الخلفاوي رئيس الغرفة الوطنية لمراكز تجميع الحليب أن أزمة الحليب والمتوقع أن تزيد تعقيدا في قادم الايام نظرا لتزامنها مع فترة ذروة الانتاج، وليدة عدة عوامل من بينها تراجع السوق السياحية التي كانت تستوعب نحو 12 مليون لتر سنويا وتوقف السوق الليبية التي كانت تستوعب نحو 10 مليون لتر سنوياإضافة إلى عدد من معدات المصنع لأسباب تقنية أثرت على قبول الكميات المعتادة، حيث وفي الوقت الذي كانت مركزية الحليب بالشمال الغربي تستوعب يوميا نحو 470 ألف لتر تراجعت هذه الكمية إلى نحو 270 ألف لتر في اليوم.


وعن مسألة التصدير أفاد سعد الله الخلفاوي أن عملية التصدير باتت الملاذ الآمن لتصريف الكميات المخزنة والتي تفوق نحو 54 مليون لتر وأن فتح السوق الجزائرية أمر ممكن غير أن نجاح عملية التصدير يتطلب تدخلا سياسيا يظل موكولا لأعضاء الحكومة وهو أمر من شانه أن يخفف من حدّة الأزمة حسب تعبيره.


واعتبر رئيس الغرفة الوطنية قرار الحكومة القاضي بإيقاف توريد الحليب المجفّف والمقدّر بنحو 3500 طن سنوياأي مايعادل 40 ألف لتر سنويا سيساهم في تخفيف حدّة الأزمة ولكن هذا
التخفيف يتطلب وقتا لازال، بعيدا حسب رأيه.