1000 يوم على الغزو الروسي: رسالة أمل وصمود من سفير أوكرانيا في تونس

1000 يوم على الغزو الروسي: رسالة أمل وصمود من سفير أوكرانيا في تونس
أحيى سفير أوكرانيا في تونس، فولوديمير خومانيتس، الذكرى الأليمة لمرور 1000 يوم على الغزو الروسي لأوكرانيا برسالة مؤثرة.

وأشار السفير في رسالته إلى أن هذا النزاع يمثل مرحلة مظلمة في التاريخ الحديث، مشيدًا بصمود الشعب الأوكراني وتصميمه في مواجهة العدوان الروسي، كما استعرض النجاحات العسكرية والطموحات الاستراتيجية لبلاده.

وأكد أيضًا على متانة العلاقات الثنائية بين أوكرانيا وتونس، رغم السياق الجيوسياسي الصعب. وعلى الرغم من التحديات، فقد شهدت الفترة الأخيرة استئناف الصادرات الأوكرانية إلى تونس، خاصة في القطاع الغذائي، مع التركيز على الحبوب.

وأوضح السفير أن أوكرانيا ملتزمة بتعزيز وجودها الدبلوماسي في إفريقيا، حيث افتتحت عدة سفارات جديدة. وفي ختام رسالته، وجه رسالة تضامن للشعب التونسي، مؤكدًا القيم المشتركة التي تجمع البلدين في مجال الاستقلال والحرية، ومعربًا عن ثقته في انتصار أوكرانيا. كما دعا تونس للمشاركة في القمة العالمية المقبلة للسلام.

النص الكامل لرسالة السفير فولوديمير خومانيتس:

في 19 نوفمبر، تحيي أوكرانيا ذكرى مؤلمة – مرور 1000 يوم على بداية الغزو الروسي واسع النطاق. خلال هذه الأيام من المقاومة، أظهر الشعب الأوكراني شجاعته ووحدته وعدم قابليته للهزيمة في مواجهة هذا العدوان الشامل.

أثبت الأوكرانيون استعدادهم للنضال من أجل حريتهم واستقلالهم وقيمهم الديمقراطية. هذه المعركة تتجاوز حدود أوكرانيا؛ فهي تدافع عن مبادئ الحرية والاستقلال لجميع الشعوب، وهو مثَلٌ عالمي للإنسانية.

خلال هذه الأيام، تمكنت القوات الأوكرانية من تحرير أكثر من 15,000 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها القوات الروسية، بما في ذلك مدن وقرى رئيسية في الشرق والجنوب. من خلال مقاومتها، تقدم أوكرانيا مساهمة كبيرة ومؤلمة في الأمن العالمي.

إن الحرب ضد أوكرانيا تمثل تحديًا يتجاوز حدود دولة واحدة؛ فالعدوان الروسي يقوض أسس القانون والأمن الدوليين. وقد أصبحت مقاومة أوكرانيا رمزًا للنضال من أجل الحرية للعديد من الشعوب، مما ألهم الكفاح ضد الدكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية.

تمتلك أوكرانيا رؤية واضحة واستراتيجية ملموسة لتحقيق النصر. وقد أعددنا خطة انتصار قوية لاستعادة السلام العادل والشامل والدائم، بهدف إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، على أن يتم ذلك في العام المقبل.

لوقف هذه الحرب، ستنظم أوكرانيا قريبًا القمة العالمية الثانية للسلام، التي ستستند إلى خطة الانتصار. ندعو الجانب التونسي للمشاركة في هذا الحدث الدولي. القمة الأولى، التي انعقدت في جوان من هذا العام في سويسرا، أظهرت وحدة المجتمع الدولي، حيث دعمت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية نتائج هذه القمة. وهذا يوجه رسالة واضحة لروسيا أن العالم لا يدعم الحرب العدوانية الروسية، وأن معظم الدول تقف إلى جانب أوكرانيا.

رغم الحرب، تواصل أوكرانيا وتونس الحفاظ على علاقات ثنائية قوية على الصعيدين السياسي والاقتصادي والثقافي. ويسرني بشكل خاص أن ألاحظ أنه رغم العدوان الروسي، تستعيد أوكرانيا تدريجيًا مستويات صادراتها إلى تونس، خاصة في مجال المنتجات الغذائية. وتجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا احتلت المرتبة الأولى بين الدول المصدرة لمنتوجات الحبوب إلى السوق التونسية العام الماضي.

تولي أوكرانيا أهمية كبيرة لتطوير علاقات موثوقة وودية مع جميع الدول الإفريقية. ومن الجدير بالذكر أنه خلال عام واحد فقط، ضاعفت أوكرانيا تقريبًا وجودها الدبلوماسي في إفريقيا، بافتتاح 7 سفارات جديدة.

وأغتنم هذه الفرصة لأوجه رسالة إلى الشعب التونسي، الذي نتشارك معه قيم الاستقلال والحرية. مستوحى من الشاعر التونسي الكبير، رمز المقاومة، أبو القاسم الشابي، أؤمن بانتصار أوكرانيا. يجب دائمًا حماية الاستقلال والحرية، وفي النهاية ينتصر الخير دائمًا على الشر.

أختتم رسالتي بالتعبير عن أمنيتي الصادقة بأن ينعم الشعب التونسي بالسلام والازدهار والنجاح!