الجزائر: لأنه عاريا... متشدد يحطم تمثال عين الفوارة الشهير (صور+فيديو)

الجزائر: لأنه عاريا... متشدد يحطم تمثال عين الفوارة الشهير (صور+فيديو)

قام كهل جزائري متشدد دينيا صباح اليوم الاثنين 18 ديسمبر 2017، بتحطيم أجزاء من تمثال "عين الفوارة" الشهير بوسط مدينة سطيف في الجزائر لكونه عاريا.


وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بشكل واسع اليوم الاثنين، مقطع فيديو، أظهر لحظة قيام أحد الأشخاص بتسلق التمثال وطمس عدد من أجزاء المرأة المصنوعة من الرخام على مستوى الوجه والصدر باستعمال مطرقة وقضيب حديدي، وسط صرخات المواطنين الذين تجمعوا حوله مطالبينه بالتوقف، إلا أنه هدّد بضرب كل من يقترب منه، قبل أن تتدخل الشرطة وتقوم بإيقافه بمساعدة بعض المواطنين، حيث أبدى الشخص الذي بدى في حالة هيستيرية مقاومة عنيفة.

وتعتبر نافورة عين الفوارة أحد أهم المعالم التاريخية لمدينة سطيف في شرق الجزائر، حيث تم بناء النافورة في عهد الاستعمار الفرنسي سنة 1899 م، في قلب المدينة القديمة وسط ثلاثة معالم دينية، المسجد العتيق، المعبد اليهودي، والكنيسة، وذلك وسط ساحة يطلق عليها حاليا اسم : الاستقلال.

وتمثل هذه نافورة نحت فني ضخم يمثل امرأة عارية تطفو على صخرة عالية طولها مترين، يتدفق من أقطابها الأربعة، ماء بارد في الصيف، ودافئ في الشتاء.

وخلال زيارة قام بها رئيس البلدية الجزائرية "أوبري" إلى باريس في صيف 1896، قابل مدير مدرسة الفنون الجميلة وطلب منه هل بإمكانه التبرع بتمثال لتزيين نافورة عين الفوارة.

في يوم الغد مباشرة، قدم له النحات الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال، الذي اشتهر بنحت النافورة الضخمة التي تمثل الأجزاء الخمسة من العالم، والتي نصبت تحت برج إيفل لمعرض باريس العالمي سنة 1889.

انتهى النحات من صنع التمثال في النصف الأول من سنة 1898، و استغل فرصة معرض باريس العالمي في نفس العام، فعرض فيه التمثال قبل أن يبعثه إلى مدينة سطيف.

وقد تعرض تمثال نافورة عين الفوارة لعدة محاولات تهديم و تخريب، بحجة أنه صنم يعبد من دون الله تعالى، أو بحجة أن التمثال يمثل امرأة عارية لا يجوز النظر إليها

ففي يوم 22 أفريل 1997، وفي الساعة الثانية و 55 دقيقة صباحا، وقع تفجير التمثال بقنبلة و الناس نيام اصطدم سكان مدينة سطيف بهذا العمل الإرهابي الذي استهدف أشهر معلم تاريخي لمدينتهم، لهذا قاموا بترميمه في أقلّ من 24 ساعةً، وأعيد التمثال إلى مكانه يوم 24 أفريل 1997.

وفي يوم 31 مارس 2006، قام شاب معتوه تحت تأثير المخدرات، عمره 26 سنة، بتخريب وجه التمثال بمطرقة، فشوّه خدها الأيسر وأنفها وفمها.

الأعمال التخريبية و التدمرية التي استهدفت تمثال عين الفوارة لم تنتهي، ومازال عدد من المتشددين في الجزائر يخرجون بين الحين والآخر بدعوة ضد هذا التمثال.