بعد مرور 18 سنة...ويبقى السؤال: كيف سقطت بغداد بسهولة يوم 09 أفريل؟

بعد مرور 18 سنة...ويبقى السؤال: كيف سقطت بغداد بسهولة يوم 09 أفريل؟
كأحجار الدومينو سقطت المدن العراقية في يد الاحتلال الأمريكي. المقاومة التي بدأت في بداية الحرب كانت تشير إلى أن شيئا ربما يحدث في هذه الحرب، لكن جاءت الأحداث لتقول بكل وضوح "لا لن يحدث أي شيء".

بدأت الحرب على العراق في 19 مارس 2003، وبعد أيام، وتحديدا في صباح التاسع من أفريل 2003، وصلت القوات الأمريكية إلى العاصمة العراقية بغداد.

سقطت بغداد دون أية مقاومة تذكر، انفرط الجيش العراقي، ودخلت القوات الأمريكية إلى قلب العاصمة وشاهد العالم كله جندي أمريكي يضع العلم الأمريكي على رأس تمثال صدام حسين، قبل إسقاط التمثال البرونزي الشاهق، الذي كان موجودا في ساحة الفردوس، وسط فرحة وتهليل مجموعة من العراقيين.

سقطت بغداد الرمز، وبعدها توالى سقوط المدن العراقية الكبرى، مع مقاومة في عدد من المناطق لكنها لم تصمد أمام الجيش الأمريكي المنظم والمدرب والمسلح بأحدث الأسلحة.

خرج الرئيس العراقي (وقتها) صدام حسين ليقول بأن خيانة تسببت في هذا السقوط السريع للعراق، وفي رسالته التي بعث بها من مخبئه فى 30 أفريل 2003 وأذاعتها القنوات الإخبارية العربية: "لم ينتصروا عليكم يا من ترفضون الاحتلال والذل ويا من في قلوبكم وعقولكم العروبة والإسلام إلا بالخيانة ووالله إنه ليس انتصارا طالما بقيت المقاومة في نفوسكم… وأصبح الآن ما كنا نقوله حقيقة، فلسنا نعيش بسلام وأمن طالما الكيان الصهيوني المسخ على أرضنا العربية، لهذا لا انفصال بين وحدة النضال العربي".

الرسالة أكدت وقتها على أن صدام حسين حي ولم يقتل كما كان يردد وقتها، لكنه وقبل نهاية 2003 وتحديدا في 13 ديسمبر، تم القبض على صدام حسين. وظهر لأول مرة في المحكمة عام 2004، ووجهت له تهم تتعلق بغزو الكويت والهجوم على قرية الأكراد بالغاز السام، ولكنه رفض الاعتراف بالمحكمة باعتبارها محكمة "الاحتلال".

وأدانته المحكمة في أول قضية جنائية ضده، وكانت خاصة بمجزرة قرية "الدجيل"، وحكم عليه بالإعدام، في 23 جويلية 2006، وتم تنفيذ الحكم في 30 ديسمبر من العام نفسه.

هكذا عُرف مصير صدام حسين، لكن بقيت أسئلة محيرة كثيرة أهمها، ما الذي حدث في ليلة 9 أفريل؟ وكيف سقطت بغداد بهذه السهولة؟ وأين اختفى الجيش العراقي؟ وما هو دور صدام حسين في إدارة المعركة الأخيرة لبغداد؟

كتب الكثيرون عن تفاصيل هذه الليلة في محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة التي أثارت حيرة الجميع خاصة وأن قرية صغيرة في الجنوب العراقي تسمى "أم القصر" قاومت الاحتلال الأمريكي بجسارة مدة أسبوعين بينما سقطت بغداد في ساعات.