المنطقة العربية تشهد أزمة مائية غير مسبوقة

المنطقة العربية تشهد أزمة مائية غير مسبوقة

تشير إحصائيات أممية إلى أزمة شح المياه في المنطقة العربية بطريقة غير مسبوقة قد تشعل نيران الحروب لأجل البقاء وتساهم في اتساع دائرة الحرب الدولية.


وقالت احصائيات أممية بأن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط مههدة بأزمة مياه بدأت مؤشراتها تظهر بالتدريج، خصوصا بمناطق الامارات العربية والكويت والبحرين كما تشمل الأزمة المناطق المجاورة لهذه الدول والتي تشترك معها في المائدة المائية الباطنية.

وقال برنامج الأمم المتحدة إلأنمائي بالدول العربية، '' العجز المائي لا يروي سوى جزء من القصة، يوضح تقريرنا، أعدته مجموعة بارزة من العلماء والعاملين بمجال المياه العرب، أن المأساة الأكبر تكمن في التعامل مع هذا المورد الثمين بمناهج تفتقر إلى رؤية مستقبلية واعية وتخطيط سليم: فنجد أن موارد المياه الجوفية في العديد من الدول العربية تُستَنزَف بكميات تتجاوز معدلات تجددها طبيعياً، كما تُسجَل أعلى معدلات استهلاك السكان للمياه في الدول العربية الأكثر فقراً من حيث توافر الموارد المائية''.

وأضاف التقرير، ''تفاقم العوامل الديموغرافية من صعوبة هذا التحدي، فسكان المنطقة العربية تضاعفوا 3 مرات من 128 مليون نَسَمة في عام 1970 إلى أكثر من 360 مليون اليوم. وتشير توقعات الأمم المتحدة أن عدد سكان المنطقة قد يتزايد إلى 634 مليون نسمة بحلول عام 2050، أي ما يقارب الضعف مرة أخرى. والأهم من ذلك هو أن 3 من كل 4 أشخاص في المنطقة العربية سوف يعيشون في المدن بحلول عام 2050 في حين أن ما يقارب نصف سكان المنطقة يعيشون اليوم في المناطق الريفية.

وتابع التقرير ''كذلك يؤثر تغير المناخ على قطاع المياه سلباً ، بما ينعكس في زيادة تواتر مواسم الجفاف والفيضانات التي غالبا ما تفوق قدرة استيعاب شبكات المياه الوطنية والمحلية، وهو الأمر الذي يوجب أخذه في الاعتبار في السياسات والتخطيط''.

وأكد التقرير أن مفتاح المستقبل للمياه في المنطقة العربية يكمن في إحداث تحولٍ جريئ في سبل إدارة موارد المياه، وتعزيز "حوكمة المياه''، كما أنه يتطلب تمويلا إضافيا خصوصا أن الدول العربية تحتاج إلى استثمار 200 مليار دولار في البنية التحتية في السنوات القادمة من أجل تلبية الطلب المتزايد على المياه.

والدول العربية التي جاءت في المركز الأول على مستوى شح المياه بحلول الفترة (2040-2050) هي البحرين والكويت وقطر والإمارات وفلسطين، ثم المملكة العربية السعودية ، وعُمان، لتكتمل بذلك دول مجلس التعاون الخليجي، مُسجلةً منطقتها كأكثر منطقة جُغرافية متصلة متعددة السيادة فقيرة مائيًا.

العراق أيضًا مهدد بالأزمة رغم مرور نهرين بأراضيه، إلا أن التوترات والاضطرابات على خلفية الحروب المُستمرة في العراق تجعله مهدد في ثروته المائية، فضلًا عن مُعدلات الجفاف السريعة لمياه نهر الفرات؛ لظروف مناخية مُرتبطة بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وبيئية مُرتبطة بمخلفات الحروب.

شح مياه