الكشف عن خفايا ما حصل مع سعد الحريري في المملكة العربية السعودية

الكشف عن خفايا ما حصل مع سعد الحريري في المملكة العربية السعودية

أكّدت صحيفة النهار اللبنانية، اليوم الأربعاء 8 نفمبر 2017، أنّ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وضع تحت الإقامة الجبرية في المملكة العربية السعودية، وأنه لا يزال موجودا في مكان منفصل عن مكان إقامة عائلته.



وأشارت الصحيفة في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى تولي فريقا أمنيا سعوديا الإشراف على أمن الحريري، كما هي حال الأمراء والوزراء السعوديين الموقوفين، مشددة على أنّ الحريري بعد وصوله الى الرياض، طلب منه التوجه الى مجمع ''ريتز كارلتون'' الفندقي لعقد اجتماعات، تمهيداً لانتقاله الى قصر اليمامة للقاء الملك سلمان.

وأكّدت الصحيفة -حسب مصادرها- أنّ سعد الحريري فوجئ باجراءات أمنية استثنائية، ليدرك إثرها أنه أصبح بحكم الموقوف، ليتم نقله بعد ذلك الى احدى الفيلات التابعة للمجمع، وليس الى الفندق حيث احتجز نحو 49 أميراً ووزيراً ورجل اعمال سعودياً.
وحول الإيقافات في المملكة العربية السعودية، أكّدت أنّ الموقوفين كانوا قد استدعوا الى الرياض على وجه السرعة لعقد ''لقاءات عمل'' مع الملك وولي العهد، ليتم توقيفهم رهن تحقيقات تتعلق بتهم الفساد.

وبينت الصحيفة أنه تمت مصادرة هاتف الحريري وفريقه الأمني الذين تم تخييرهم إن كانوا يريدون المغادرة الى بيروت، وانه في هذه الحالة لن يكون بمقدور من يغادر المجمع ان يعود اليه مرة أخرى فانتقل 4 منهم -بناء على طلب الحريري- بقيادة الضابط محمد دياب الى منزله للبقاء مع زوجته وأولاده، فيما بقي مع الحريري، في الفيلا نفسها، رئيس حرسه عبد العرب وأحد مساعديه الشخصيين.

وتابعت الصحيفة: ''أنه أُبلغ الجميع بقواعد الاقامة لناحية عدم التحرك داخل الفندق وعدم التواصل مع الامنيين والموظفين، وتم ربطهم بضابط أمن سعودي في مكتب قريب، حيث يمكنهم التوجه مرات عدة في اليوم لتفقد هواتفهم، على ان ينحصر استعمالها في الرد على الرسائل التي تردهم عبر تطبيقات كـ''واتساب' وخلافه، وسمح لهم باجراء اتصالات هاتفية على ألا تشمل اي نقاش حول مكان اقامتهم وظروفها.


وحول استقالة الحريري، قالت الصيحفة، إنه بعد لقاء مع مسؤول أمني سعودي بارز، ولقاء آخر مع الوزير ثامر السبهان، سُلّم الحريري بيان الاستقالة الذي جاء مكتوبا من الديوان الملكي، وسمح له بمراجعته قبل التسجيل، مع التشديد على أنه لا يمكن له الاتصال مع احد لشرح خلفيات الخطوة''.

وأكّدت أنّ الوزير السبهان أبلغ الحريري أنه سيتولى شرح الموقف لمن يهمه الأمر في بيروت، وانه يجب التشديد على مساعدي رئيس الحكومة بأنه ممنوع عليهم القدوم الى الرياض الآن، وهو ما تولاه الحريري شخصياً في رسائل عدة الى مدير مكتبه نادر الحريري وبعض المسؤولين في تيار المستقبل، حسب ما ورد في المقال.

وخضع سعد الحريري لتحقيق بصفة شاهد بوصفه مواطناً سعودياً لا رئيسا لحكومة لبنان، وسُئل عن ملفات تعود الى حقبة تولي خالد التويجري منصب رئيس الديوان الملكي خلال ولاية الملك السابق عبد الله، حسب ذات الصحيفة التي أكّدت أنّ الحريري كرر ما سبق ان قاله قبل شهور عدة حول هذه الملفات، وخصوصاً في ما يتعلق بشبهة حصوله على عمولات تتعلق بالهبة الملكية للبنان والمقدرة بمليار دولار اميركي، أو بعقود حصلت عليها شركة ''سعودي أوجيه'' من دون أن تلتزم بمواعيد انجاز الاعمال، اضافة الى مصير قروض مصرفية كبيرة، وأنه ا يملك في السعودية إلا منزله وأن كل ممتلكاته في السعودية مرهونة للمصارف.

وبيّنت ذات الصحيفة أن الحريري طلب عقد مؤتمر صحفي، أو السفر خارج السعودية، إلا أن مطلبه قوبل بالرفض في لحظتها، وطلب من مرافقيه الذين انتقلوا إلى منزل عائلته، بضرورة حسم قرارهم بالبقاء أو السفر إلى لبنان، ليعود بعضهم أمس الثلاثاء إلى لبنان.


وكانت استقالة الحريري حسب صحيفة الأخبار اللبنانية بمثابة الصدمة في بيروت، وبدأت الاتصالات الدولية تتحرك لمعرفة ما حدث، لتأمين خروج آمن ولائق لرئيس الحكومة من السعودية، وأنّ الرئيس اللبناني ميشال عون حاول، من خلال التوسط مع مصر والأردن، لكن من دون نتيجة.
بدوره تولى النائب وليد جنبلاط وساطة مع السلطات الفرنسية والبريطانية، انتهت هي أيضا بالفشل.

ونقل سعد الحريري بحراسة أمنية إلى القصر، للقاء الملك سلمان حسب الصحيفة التي أشارت إلى أنّ الهدف من الاجتماع كان إرسال إشارة بأنه ليس من ضمن قائمة الموقوفين بتهم الفساد.
إثر ذلك توجه الحريري إلى الإمارات للقاء ولي العهد محمد بن زايد، بشكل مفاجئ، ليتبعها فوراً وبعد ساعات نبأ توجهه إلى البحرين، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الرياض، وفقا لذات الصحيفة.