أطاح برئيسين في أقل من عام .. من هو العقيد غويتا زعيم مالي الجديد ؟

أطاح برئيسين في أقل من عام .. من هو العقيد غويتا زعيم مالي الجديد ؟
تحوّل الكولونيل أسيمي غويتا خلال عام واحد من رجل مجهول لدى الرأي العام إلى رئيس لمالي الغارقة في الفوضى، دون أن يتخلى عن زيّه وقبعته العسكريين.

وأسيمي غويتا الذي كان يبلغ 37 عاما حينها، ترك الكولونيل ميجور إسماعيل واغي يتلو بيانًا يعلن فيه العسكريون "تولي المسؤوليات" لأن "بلدنا مالي يغرق يوما تلو الآخر في الفوضى والاضطراب وانعدام الأمن بسبب الرجال المسؤولين عن مصيره".

وقال غويتا غداة الانقلاب الذي جعله الرجل القوي الجديد في البلاد "لم يعد يحق لنا أن نخطئ. لذلك بتدخلنا أمس وضعنا البلد فوق كلّ شيء، مالي أولا".

وبعد تسعة أشهر، تردد صدى تلك الكلمات مع تنفيذ الانقلاب الخامس في تاريخ البلاد منذ استقلالها، اثنان منهما بقيادة غويتا. وبعض انقلابيي العام 2020 شاركوا في انقلاب العام 2012 الذي سرّع في انهيار الجيش في مواجهة المتمردين شمال البلاد.

أسيمي غويتا هو أحد صانعي هذا التاريخ المعاصر فالكولونيل نجل مدير سابق للشرطة العسكرية، ودرس في أكاديمية كاتي العسكرية الأبرز في مالي.

وأرسل غويتا عام 2002 للقتال في شمال البلاد، وتنقل تدريجيا من غاو إلى كيدال وتمبكتو ثم ميناكا وتيساليت. شارك في المعارك ضد المتمردين الانفصاليين ثم الجهاديين، وترقى بالتوازي في سلّم الرتب.

ولم يكن للضابط خصال جعلته يبرز بين بقيّة العسكريين المرافقين له.

ولا يهتم أسيمي غويتا  بالظهور، وهو رجل ميدان خبرناه في الشمال حيث جعله انقلاب العام 2020 قائد المجموعة العسكرية، ثم تحوّل إثر تحرك مشكوك في شرعيته إلى رئيس مؤقت .

ومارس المجتمع الدولي ضغوطا العام الماضي لضمان فترة انتقالية يقودها رئيس ورئيس حكومة مدنيان وتمتد 18 شهرا، وليس ثلاثة أعوام كما أراد العسكريون، وتنتهي بعودة مدنيين منتخبين إلى السلطة. والتزم حينها غويتا بعدم الانقلاب على الرئيس الانتقالي.

وبقيت المجموعة العسكرية تدير عمليّا مجريات الأمور. ساهمت مالي وشركاؤها في عسكرة الدولة، إذ منح أسيمي غويتا منصب نائب للرئيس صمّم على مقاسه بصلاحيات أساسية في مجالي الدفاع والأمن.

وواصل الكولونيل تجنّب الأضواء، والتزم بلبس شال عسكري يخفي رقبته وأحيانا جزءا من وجهه. لكنه صار محاورا رئيسيا للشركاء الأجانب وواصل مكافحة الجهاديين واعدا بتسليم السلطة لمدنيين في نهاية الفترة الانتقالية.

وفي 24  ماي 2021، تصادم مع شركائه في السلطة وأوقف الرئيس ورئيس الحكومة الانتقاليين، رغم الاستهجان العالمي. وسرعان ما أعلن بعد أربعة أيام رئيسا مؤقتا.