صفاقس: احتجاجات متجدّدة ضد تدهور الوضع البيئي

صفاقس: احتجاجات متجدّدة ضد تدهور الوضع البيئي
عبّر عدد من نشطاء المجتمع المدني وممثلي جمعيات ذات توجه البيئي والمنتسبين لبعض الحساسيات الحزبية والسياسية في وقفة احتجاجية نفذوها اليوم السبت 6 جويلية 2019، أمام مقر بلدية صفاقس على احتجاجهم و"استنكارهم الشديد" لتدهور الأوضاع البيئية في الجهة وانقضاء مهلة الأشهر الستة لتنفيذ القرار البلدي القاضي ب"الايقاف الكلي والنهائي لنقل المواد الفسفاطية والبخارة بكل الوسائل عبر المدينة" دون أن يعرف طريقه إلى التجسيم إلى الآن.

 

وكان المجلس البلدي في صفاقس قرر خلال دورته المنعقدة يوم 31 ديسمبر الفارط "الايقاف الكلي والنهائي لنقل المواد الفسفاطية والبخّارة بكل الوسائل عبر المدينة وفي إطار وحدة الدولة وبناء على كل التعهدات السابقة لرئاسة الحكومة بإيقاف كل أشكال التلوث بالشواطئ الجنوبية للمدينة واستصلاحها". كما أكد هذا القرار البلدي الذي أقرّ كذلك "دمج منطقة تبرورة بوسط المدينة ورفع العزلة عنها" على أن تتولى أجهزة الدولة التنفيذ في جدول زمني "لا يتعدى ستة أشهر من تاريخ المصادقة عليه".

للتذكير كذلك فإن رئيس الحكومة يوسف الشاهد كان أذن خلال زيارته لصفاقس في 20 و21 أفريل 2017 بضبط روزنامة زمنية لعملية تفكيك الوحدات الملوثة بمصنع 
"السياب" الأمر الذي لم يتم إلى حدّ الآن وعرف تجاذبات خاصة مع رفض الاتحاد الجهوي للشغل لعملية التفكيك بدعوى المحافظة على مواطن شغل في المؤسسة.

ولوّح عدد من النّشطاء المدنيون والبيئيون في هذه الوقفة الاحتجاجية بالتصعيد و"تبني أشكال نضالية غير تقليدية من خلال هبة شعبية إذا ما تواصل عجز السلطات المحلية والمركزية على تفعيل قراراتها الهادفة الى ضمان حق المواطن في بيئة سليمة" على حد تعبير الناشط المدني الدكتور فخر الدين قوبعة الذي كان بادر رفقة عدد من النشطاء المدنيين الآخرين بإحداث صفحة على شبكة الفايسبوك بعنوان "حب صفاقس يجمعنا: كلنا صفاقس كلنا ضد التلوث" وبغاية تعبئة الجماهير ودعوتها لمناصرة مطلب تفكيك مصنع "السياب" وغيره من الاستحقاقات البيئية التنموية.

من جهته حذّر الناشط المدني والسياسي (المستقل) شكري يعيش أحد ابرز الداعين الى التحرك الاحتجاجي في كلمة ألقاها بالمناسبة من المخاطر الكبيرة الناجمة عن نقل المواد السامة في مدينة صفاقس ولا سيما مادة الكبريت وعن عملية الرش الكيميائي بمصنع السياب والتي تنتج عنها عديد الأمراض السرطانية والجلدية والتنفسية فضل عن المخاطر الكبرى للإشعاعات النووية التي تنبعث من المجمع الكيميائي خلال عملية تحويل الفسفاط والتي تتجاوز المسموح به عالميا بضعفين بحسب تأكيده.

واستغرب يعيش استثناء جهة صفاقس من الاعتمادات المرصودة مؤخرا لصيانة عديد الشواطئ بولايات الجمهورية والمقدرة بمليون و200 ألف دينار، معتبرا أن الكثير من الشواطئ مثل الشفار والكازينو والعوابد وسيدي منصور وغيرها في حاجة لهذه التدخلات.

مطالب أخرى حول نظافة المدينة:

ولم تكن قضية تفكيك الوحدات الملوّثة لمصنع السياب هي المطلب الوحيد للمحتجين حيث نادوا بمعالجة عديد القضايا البيئية الأخرى ومن بينها القضية التي طفت على السطح مؤخرا والمتمثلة في تغير لون المياه بسواحل سيدي منصور ونفوق الأسماك والكائنات البحرية به وانبعاث الروائح الكريهة منه كما أثاروا ما يعرفه شاطئ الشفار من انتهاكات بيئية والسواحل الجنوبية لمدينة صفاقس التي تشكو من التلوّث الصناعي متعدّد الأوجه.

وأصدر المواطنون المحتجون في ختام هذه الوقفة الاحتجاجية بيانا عبروا فيه "استنكارهم للسياسة السلبية للسلطة المركزية تجاه ولاية صفاقس في كل المجالات دون استثناء 
وخاصة منها البيئية" وتواصل "الوضع البيئي المتردي والكارثي الذي لا تمر فترة قصيرة من الزمن إلا وحلت كارثة جديدة سببها الإهمال المتعمد من المركز ومصالح الراجعة 
له بالنظر" بحسب نص البيان.

وطالب المحتجون السلط الحاكمة "بالتنفيذ الفوري لقرار تفكيك وحدات تصنيع مشتقات الفسفاط وتأهيل المكان لأنشطة اقتصادية وعلمية غير ملوثة" و"التراجع عن سياسة 
العزل غير المعلنة وتمكين صفاقس من حقها في بنية تحتية متطورة وفي مقدمتها الوحدات الصحية والميناء والمطار والشبكة الحديدية" وفق تعبيرهم.

وجدّدوا في الأخير الدعوة لجميع مكونات الطيف المدني والسياسي وكل المواطنين "الغيورين على موطنهم ووطنهم" في صفاقس إلى "الاستعداد للدخول في جميع الأشكال 
النضالية".