جندوبة : تراجع مخزون السدود والفلاحون يطلقون صيحة فزع

جندوبة : تراجع مخزون السدود والفلاحون يطلقون صيحة فزع
تراجع مخزون السدود بولاية جندوبة من المياه خلال شهر سبتمبر الجاري مقارنة بذات الشهر من السنة المنقضية بمعدل لافت ناهز في عدد منها 50 بالمائة، وفق ما ورد في تقرير محيّن أعدته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة.

وسجّل مخزون سدّ بوهرتمة، وهو السدّ الأكثر اعتماد في ري المنتجات الزراعية، الى حدود 24 من الشهر الجاري تراجعا قدرته مصالح المندوبية بنحو 24 بالمائة، مقارنة بذات االفترة من السنة المنقضية، حيث لم يتجاوز هذا المخزون 27.1 مليون متر مكعب من مجموع 112 طاقة خزنه الحقيقية، قبل ان تستكمل أشغال توسعته الجارية، أي بفارق بلغ 47- بالمائة (51 م م م مقابل 27.1 م م م) مقارنة بذات الفترة من السنة المنقضية.

وسجّل مخزون سدّ بني مطير، وهو السد الذي يزود اكثر من 50 مليون ساكن بطاقة خزن تقدر بنحو 60 مليون متر مكعب، تراجعا قدر بنحو 49 سلبي، أي ما يعادل 23.9 مليون متر مكعب مقابل 47.1 مليون متر مكعب خلال ذات الفترة من السنة المنقضية.

وبنسبة أقل، سجل سدّ بربرة الذي يسع نحو 66 مليون متر مكعب من المياه العذبة، والذي يتم الالتجاء اليه في مواسم الجفاف كأحد أعمدة الاحتياط، تراجعا قدر بنحو 23 بالمائة سلبي، وهو ما يعادل نقصا بـ14.4 مليون متر مكعب مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الفارطة.
وأشار ذات التقرير، الى ان وضعية سدود الزرقة والكبير والمولى بمعتمديتي طبرقة وعين دراهم، وسد ملاق بالكاف، المرتبط طبيعيا وهيدرولوجيا بإحدى المنظومات المائية بولاية جندوبة، قد سجلت هي الأخرى تراجعا طفيفا مقارنة بسدّ بوهرتمة وبني مطير، حيث لم يتعدّى المخزون الحالي لسد الزرقة الذي يتسع لـ24 مليون متر مكعب والى حدود يوم 24 سبتمبر الجاري، 15 مليون متر مكعب مقارنة بـ18.3 مليون متر مكعب في ذات سنة 2019.

وتراجع مخزون مياه سد الكبير بطبرقة، الذي يسع نظريا 64.4 مليون متر مكعب وعمليّا اقل من 7 مليون متر مكعب بسبب عدم استكمال الطريق الحزامية جاء بالله - طبرقة، بمعدل 3 سلبي مقارنة بنفس الفترة من 2019، وذلك بمحافظته على نحو 6.1 م م م مقابل 6.3 م م م خلال السنة الفارطة.

ولاحظ ذات التقرير، ان سد المولى التابع لمعتمدية طبرقة والذي يسع نحو 26.3 م م م، سجل تراجعا طفيفا قدر بنحو مليون متر مكعب.

ويمثل هذا التراجع، مبعث قلق لدى الفلاحين خاصة الذين يعتمدون منهم على الزراعات المروية وتربية الابقار، كما يطرح حسب تصريحات عدد من الفلاحين وممثلي هياكلهم النقابية، تساؤلات عديدة، من بينها مدى قدرة هياكل وزارة الفلاحة الموارد المائية والصيد البحري على المحافظة على الموارد المائية المتاحة وحوكمة التصرف فيها.

ولفتوا في هذا الصدد، الى المياه المهدورة، اما بسبب عدم ربطها بالسدود والبحيرات والوديان، او بسبب اخلالات لازالت تطال شبكة مياه الري بسبب تقادمها أو بسبب تراجع قدرة السدود والبحيرات الجبلية على استيعاب كميات اكثر نظرا لارتفاع منسوب الطمي فيها، وعدم قيام هياكل الوزارة على جهرها او توفير التقنيات الضامنة لهذه العملية أو انتهاء عمرها الافتراضي، مثل ما هو حاصل في سد ملاق، فضلا على بطئ الاشغال وطول الإجراءات التي حالت دون استكمالها بالنسبة لسدي "الرغّاي" بمعتمدية غار الدماء و"ملاّق" بولاية الكاف.