جربة: تفاصيل الإعتداء على بيت صلاة اليهود

جربة: تفاصيل الإعتداء على بيت صلاة اليهود

قال الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بولاية مدنين مدنين، اليوم الأربعاء 10 جانفي 2018، إن "الاعتداء بزجاجات حارقة وحجارة ومواد صلبة، على بيت صلاة اليهود، البارحة، بالحارة الكبيرة (حي السواني) في حومة السوق بجزيرة جربة، لا يمكن اعتباره عملا إرهابيا، وفق المعطيات الأولية المتوفرة''.


وأضاف أن الاعتداء، لا يخرج عن سياق الاحتجاجات التي تعيشها عدة جهات في البلاد وإثارة الشغب بهدف تشتيت الجهود الامنية لاستغلال الفراغ من أجل تنفيذ اغراض اخرى خاصة"، مؤكّدا" أنّه حسب ما توفر من معطيات أوّلية لا وجود لمعطى للحديث عن عمل إرهابي، وذلك باعتبار التوقيت وشكل الاعتداء والظرف" الذي تمّ فيه.

وأوضح ذات المصدر أن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق في الموضوع وإجراء المعاينات، مشيرا إلى إيلائه الاهتمام دون أن يؤكّد وجود ايقافات لأطراف ذات صلة بالموضوع.

ونفذ الاعتداء بالزجاجات الحارقة من طرف مجهولين ليلة البارحة، وطال بيتي صلاة لليهود بالحارة الكبيرة أحدهما يسمى بـ 'ابراهام'، وبه مدرسة لتلقين أطفال اليهود تعاليم ديانتهم، والآخر الذي يبعد عنه بضعة أمتار بيت صلاة يعرف بـ"بسلهيل"، دون أن يخلف بهما أضرارا فادحة، إذ نتج عنه حرق بعض المحتويات بالمكان الأول من لوح وجريد النخل، ولم تطل النار سوى بهو المكانين، إلى جانب التدخل السريع للحماية المدنية لإطفاء النيران.

وحسب شهود عيان فإن كاميرات رصدت تحركات لشخصين على متن دراجة نارية، الى جانب وجود سيارة على وجه الكراء إلا أن مصادر أمنية رسمية امتنعت عن الإدلاء بأي معطى أو تصوير المكان.

وأجمع أغلب سكان حي السواني من يهود ومسلمين، على استبعاد وجود عمل ارهابي في الحادثة بما أنها استهدفت المكان وهو خالي من رواده في الليل خاصة.

وقالت إحدى التونسيات من ديانة يهودية إن أشخاصا مأجورين قاموا بالعمل فقط لإثارة البلبلة وتوتير المناخ العام ومناخ الأمن والاستقرار الذي تعيشه جزيرة جربة في انسجام بين كل سكانها من يهود ومسلمين ومسيحيين، مضيفة أن العملية التي يستنكرها الجميع الا انها لن تهزّ من مناخ الراحة والسلم الذي ينعم به الجميع وهو ما حصل حتى في أيام الثورة.

واعتبرت أن من قام بهذا الاعتداء لا يمثّل أهل جربة بل هم اشخاص دخلاء هدفهم الشغب وتخريب البلاد والمس من سمعتها بعد نجاح سجلته سياحيا .

واتجه اخرون الى اعتبار الحادثة مفتعلة بحكم توقيتها للفت الانتباه ولتكثيف الحماية الامنية للسكان اليهود وخاصة مع تنامي موجات الاحتجاج والشغب بجهات أخرى.

وبدت صباح اليوم الحياة عادية داخل حي السواني أو الحارة الكبيرة التي يقطنها أغلبية اليهود المقيمين في جربة بعد حادثة الاعتداء بالحرق على بيتي صلاة البارحة وتمّ فقط تسجيل حضور أمني خصوصا قرب إحدى بيوت الصلاة التي تعرضت للاعتداء، في حين لا وجود لما يثير الانتباه أو لتغير في المشهد اليومي لهذا الحي الذي يعدّ12 بيت صلاة يهودي و4 مدارس لتعليم الديانة اليهودية اثنين للذكور واثنين للإناث.