المنستير: اختتام أشغال الندوة الوطنية حول ''دور الأسرة في التحصين من العنف والتطرّف والإرهاب''

أكّد المشاركون في إختتام الندوة الوطنية حول ''دور الأسرة في التحصين من العنف والتطرّف والإرهاب''، مساء اليوم السبت 24 مارس 2018، بالمنستير، ضرورة توفير الآليات الكفيلة بتحصين أداء الأسرة التونسية من تشريعات قانونية ونظم ودعائم اجتماعية وتنموية، وذلك للحفاظ عليها وحمايتها من المخاطر التي تهددها مع متغيرات العصر كالعنف والتطرف والإرهاب.
وشدّدوا على تثمين دور المرأة باعتبارها العنصر الأساسي في التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة، وإبراز دور المربي في تربية الناشئة والتعويل عليه في غرس روح المواطنة واذكاء الحس المدني، والتأكيد على دور الدولة والاعلام والمجتمع المدني في صياغة منوال ثقافي واجتماعي جديد يكفل تعزيز دور الأسرة في حماية أبنائها من مظاهر العنف والتطرف وبناء جيل جديد متماسك ومتوازن.
كما أكد المشاركون، ضرورة التفاعل مع تطلعات الشباب وانتظاراته، والتنسيق وتوحيد الجهود بين مختلف الهياكل لضبط منظومة موحّدة الملامح وبرنامج مشترك يستجيب لحاجيات الأجيال الصاعدة في مختلف مراحل نموها، وربط جسور التواصل بين مختلف الأجيال، وإيجاد حلول جدية للتصدي للخطر الافتراضي الرقمي المسلّط على الناشئة.
وشدّدوا على ضرورة تربية الأبناء على قيم التسامح والمحبّة وقبول الآخر، وتنمية الحس الوطني لدى الناشئة، والتركيز صلب المنظومة التربوية على إعداد جيل
متأصّل في ثقافته وحضارته ومتفتح على قيم الحداثة والحضارات الأخرى واذكاء الحس النقدي لديه والابتعاد عن النماذج الجاهزة المحلية أو الدخيلة، وترشيد
استعمال وسائل الاتصال الحديثة والتحذير من مخاطرها.
وكان العميد المتقاعد من الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل المختار بن نصر أكد، خلال النقاش، أنّ الدولة التونسية لابّد أن تكون لها
استراتيجية إعلامية ولابّد من احترام القانون وتطبيقه في الإبان.
ويعمل المركز بالتنسيق مع المنظمة التونسية للتربية والأسرة على الأمن الأسري عبر تنظيم عدّة ندوات تحسيسية و توعوية بأهمية الاسرة التي هي خلية التنشئة
الاجتماعية الأساسية الأولى وبمهام الأسرة التي هي أساسا العناية بالأطفال والتثقيف والتوعية والتحسيس والعمل على قيم المواطنة ليكون الشاب والفتاة مقتنعين
بانتمائهما لعائلتهما وللوطن وبالعمل، وفق ما ذكره العميد مختار بن نصر.
وأضاف ذات المصدر أن أوّل مبدأ من الأمن الشامل هو المحافظة على أمن الأسرة وتمكينها من كلّ مستلزمات الحياة من سكن وشغل لتكون سليمة وقادرة على
تربية ناشئة سليمة ولابّد أن تكون سلطة الأب وسلطة الأم متوازنة داخل الأسرة لتكون أسرة سليمة مؤهلة لتربية شباب متوازن قادر على فهم نفسه وله ثقة في نفسه
ويحب العمل ويتفاني في خدمة الوطن.
واعتبر أن الاعلام له دور في خلق رأي عام في اتجاه دفع مسيرة الجمهورية الثانية ومسيرة الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات ولابّد للإعلام في تونس من التفريق بين الترفيه السلبي والترفيه الذي يدفع نحو التثقيف والنهوض بقدرات الشباب وطاقاته وذلك دون الحد من حرية الإعلام باعتباره مكسبا لا يمكن التنازل عنه .
وجدير بالذكر أن المنظمة التونسية للتربية والأسرة نظمت هذه الندوة بالاشتراك مع المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية والمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل في فضاء دار المازرية بالمنستير.
تواصل معنا