القصرين :فقدان 6 شبان من' القساسمية' و 'السعايدية' في اصطدام مركب مع وحدة عسكرية

القصرين :فقدان 6 شبان من' القساسمية' و 'السعايدية' في اصطدام مركب مع وحدة عسكرية

تعد منطقتي "القساسمية" و " السعايدية " من عمادة القرعة الحمراء في سبيطلة من ولاية القصرين من بين أهم المناطق المنكوبة في حادثة اصطدام قارب الموت الذي كان يقل عشرات الشباب المهاجرين خلسة ، بخافرة بحرية تابعة لوحدات الجيش الوطني بجزيرة قرقنة في صفاقس ، فقد خسرت المنطقتين 6 شبان (4 من القساسمية و2 من العباسية) تم العثور على جثثهم فيما تمكن شابان من "القساسمية " من النجاة وبقي شابان من نفس المنطقة وشابان من "العباسية" في عداد المفقودين، إلى اليوم، وفق تصريحات متطابقة من أهالي الضحايا والمفقودين في المنطقتين المذكورتين لمراسلة(وات) بالجهة.


حادثة اليمة ، أكد المستجوبون ، بانها زادت أهالي الضحايا والمفقودين وكل متساكني منطقتي "القساسمية" و"السعايدية" المهمشتين وجعا على وجعهم الدائم في ظل قلة ذات اليد وفي ظل ما تعانيه المنطقتان من فقر مدقع وحرمان شديدين دفع بفلذات اكبادهم إلى ركوب قارب الموت بحثا عن لقمة العيش لهم ولعائلاتهم.
"شبان تتراوح أعمارهم بين 13 و22 سنة كان أملهم الوحيد هو تحسين وضعهم ووضع عائلاتهم الاجتماعي بعد انقطاعهم المبكر عن الدراسة وبعد انسداد أفق العمل والعيش بهاتين المنطقتين المنعدمتين من جل المرافق الضرورية للحياة ، فكان مصيرهم الموت أو النجاة والعودة إلى مربع الفقر والحرمان من جديد " هكذا تحدث عم مسعود قسومي أبو محمد عصام الذي لقي حتفه في حادث انشطار قارب الموت ، بكل حسرة ولوعة وحرقة عن فلذة كبده الذي فقده إلى الأبد بسبب الفقر والحاجة.
وبوجه غاضب وصوت متقطع ويدان ترتعشان أردف عم مسعود قائلا " لولا الفقر والحرمان لما خاطر ابني بحياته ولما ترك في قلوبنا جرحا عميقا سيتعمق بفقدان الامل في تحسن ظروفنا وفي بقائنا إلى الابد في الفقر والخصاصة والحرمان ".
ولحزن الخالة الهذبة والدة اشرف قسومي البالغ من العمر 22 سنة والذي ما يزال إلى اليوم في عداد المفقودين أو في قسم الأموات في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، حزنان حزن على فراق فلذة كبدها وحزن على حال أبنائها الأربعة الآخرين اليتامى بعد وفاة عائلهم الوحيد أشرف الذي انقطع عن الدراسة منذ 4 أربع سنوات اثر وفاة والده واتجه إلى حضائر البناء بصفاقس ليوفر لهم لقمة عيشهم ويؤمن لاخته وأخيه مصاريف دراستهما في الجامعة .
وبكلمات متقطعة ووجه شاحب وعينان محمرتان تقطران دمعا، وجهت الخالة الهذبة نداء إلى رئيس الحكومة تطالبه فيه بتوفير مورد رزق قار لأحد ابنيها المتخرجين حديثا من الجامعة وبتحسين مسكنها المتداعي للسقوط حتى تتمكن رفقة أبنائها من مواصلة مشوار حياتهم المظلمة والتي ازدادت عتمة بعد فقدانها لابنها أشرف وفق تعبيرها.
وكانت حادثة اصطدام المركب الذي كان يقلّ مهاجرين غير شرعيين بخافرة عسكرية الاسبوع المنقضي بمثابة القطرة التي أفاضت كأس اهالي الضحايا والمفقودين والناجين بالمنطقتين المذكورتين للتعبير عن فقرهم وحرمانهم منذ نعومة أظافرهم وللحديث عن الاسباب التي دفعت بأبنائهم الى ركوب الموت املا في حياة افضل تنسيهم سنوات الجوع والخصاصة وتخرجهم من وضعهم الاجتماعي المزري ومناسبة لتوجه نداء الى السلط الوطنية والجهوية لتمكينهم من حقهم في العيش الكريم عبر توفير مرافق الحياة الضرورية ، من بنية تحتية وطرقات ومركز صحة أساسية وماء صالح للشراب وايجاد مواطن شغل قارة لأبنائهم حتى لا يضطروا الى الهجرة غير الشرعية نحو اروبا والى الموت غرقا.