إحتجاجات وتهديد بالتصعيد في بئر علي بن خليفة

إحتجاجات وتهديد بالتصعيد في بئر علي بن خليفة

صعد العاطلون عن العمل من أصحاب الشهادات العليا بمعتمدية بئر علي بن خليفة، من ولاية صفاقس، اليوم الخميس 10 جانفي 2019، من وتيرة احتجاجاتهم، بتنظيم مسيرة انطلقت من أمام مقر المعتمدية حيث ينفذ المحتجون اعتصاما منذ أسبوع جابت الشوارع الرئيسية للمدينة.


ورفع المحتجون المقدر عددهم بحوالي 120 من أصحاب الشهائد العليا والمعززين بممثلين عن المجتمع المدني وعن أحزاب سياسية مثل حركة الشعب وحركة تونس الى الأمام اللتين أصدرتا بيانات مساندة أمس الأربعاء مطالبة بالتشغيل والتنمية للمعتمدية وأبنائها.
وتوقفت المسيرة أمام "مقر البلدية كرمز للسلطة المحلية بغاية إيصال صوت المحتجين للمجلس المنتخب" الذي عليه وفق ما صرح به لمراسل وات بصفاقس منسق الاعتصام صالح بنمبروك أن "يعقد جلسة في أقرب وقت لدراسة المطالب المرفوعة من أبناء الجهة".

معاناة متواصلة وحلول مفقودة
قال بن مبروك الذي يعاني وزوجته من البطالة منذ تخرجهما سنة 2010 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس أن الغاية من التحرك الاحتجاجي هو إيصال رسالة قوية للسلط العمومية الجههوية والوطنية بصعوبة الوضع في بئر علي من الناحية الاجتماعية رغم وجود آفاق وحلول للتشغيل والتنمية لا ترغب الدولة في تفعيلها وفق تقديره.
واستعرض في هذا الاطار مجموعة من الحلول التي يقترحها المعطلون عن العمل ببئر علي مثل "تسديد الشغورات الكبيرة في المؤسسات العمومية بالجهة على غرار دار الثقافة ودار الشباب والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والمؤسسات التربوية الستة بين معاهد واعداديات والتي تشكو جميعها من نقص فادح في الإطارات الإدارية وكذلك الشأن بالنسبة للمستشفى الجهوي". وانتقد في هذا الاطار غلق الحكومة الباب أمام أبناء الجهة في الانتداب بالوظيفة العمومية رغم حاجتها إليهم.
واعتبر بن مبروك أن الضيعة الفلاحية "الشعّال" التي تعد أكبر ضيعة في افريقيا يمكن أن تستوعب آلاف العاملين وكذلك الأراضي الدولية التابعة لها يمكن أن تشكل مشاريع صغرى لأصحاب الشهائد العليا العاطلين من خلال إسنادها لهم ضمن عقود كراء وإنتاج.
ودعا الدولة إلى فتح تمثيليات للمؤسسة العمومية في بئر علي مثل البنك الفلاحي وديوان الزيت باعتبارها هياكل قادرة على إحداث حركية تنموية وتشغيلية في جهة معروفة بريادتها في زيت الزيتون والأنشطة الفلاحية المختلفة ..

مؤشرات تنموية ضعيفة
تعد المؤشرات التنموية والاجتماعية لبئر علي بن خليفة دليلا على "التهميش الذي وصلت إليه المعتمدية" بحسب المحتجين الذين انتقدوا عدم تصنيفها ضمن المعتمديات التي تحظى بالتمييز الإيجابي. وقدم المحتجون أرقاما مفادها بأن هذه المعتمدية تعد قرابة 90 ألف ساكن وما يزيد عن 3 آلاف صاحب شهادة عليا عاطل عن العمل كما تقدر نسبة البطالة فيها بحوالي 28 بالمائة مقابل 15 بالمائة كنسبة وطنية و8.4 بالمائة كنسبة جهوية خاصة بولاية صفاقس. في المقابل تقدم الجهات الرسمية أرقاما مغايرة حيث تؤكد المديرة الجهوية للتشغيل والتكوين "ازدهار عبد الناظر" أن أرقام مكتب التشغيل بالمحرس الذي تتبعه معتمدية بئر علي تؤكد أن 655 طالب شغل فقط ومن مختلف الفئات مسجلون بانتظام إلى حدود اليوم في مكتب التشغيل منهم 137 (من ضمنهم 70 حامل شهادة عليا) منتفعا حاليا بمختلف برامج التشغيل مثل عقود الكرامة وعقود التربصات للاعداد الحياة المهنية والخدمة المدنية التطوعية وعقد الادماج والتأهيل المهني.
وبينت عبد الناظر في تصريح لمراسل وات أن عدد المنتظرين للحصول على فرصة شغل أو بعث مشروع يبلغ 351 منهم 232 حامل شهادة عليا وفق قولها.
ومن جهته يؤكد المدير الجهوي للتنمية خالد الحشيشة أن عدد سكان بئر علي هو في حدود 54 ألف ساكن وأن نسبة البطالة المسجلة فيها بحسب إحصائيات التعداد العام للسكان والسكنى 2014 هي في حدود 20 بالمائة.

المحتجون يصعدون
وقد عمد المحتجون إلى غلق الطريق وتعطيل حركة المرور بالمفترق الرئيسي لطريق صفاقس قفصة وطريق قابس القيروان. وقال صالح بنمبروك أن هذا التعطيل الذي يستثني السيارات المبجلة مثل سيارات الإسعاف والحماية المدنية يهدف إلى لفت نظر والي صفاقس ودعوته لزيارة المحتجين والاستماع إلى مطالبهم. كما أكد أن رئيس بلدية بئر علي مبروك بن عمار وعد المحتجين بعقد جلسة تفاوض معهم غدا الجمعة على الساعة الثالثة مساء بمقر البلدية لدراسة مطالبهم والبحث عن حلول لوضعياتهم الاجتماعية الصعبة.
ولوح منسق الاعتصام بالتصعيد في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم من طرف السلط العمومية الجهوية والمركزية من خلال أشكال احتجاجية أخرى مثل الإضراب العام وتعطيل المرافق العمومية وفق قوله.