أريانة: مخاوف من كارثة بيئية بمنطقة رواد

أريانة: مخاوف من كارثة بيئية بمنطقة رواد
يعيش اهالي منطقة البرارجة 1 و2 برواد من ولاية اريانة على وقع مشاهد تراكم المياه المستعملة بوادي الخليج وانسيابها بشكل تدريجي نحو البحر، حيث انبعثت الروائح الكريهة لتعم ارجاء المنطقة السكنية مع تكاثر الحشرات بسبب ركود المياه بالوادي الرابط بين منطقتي رواد وقلعة الاندلس وتحولها الى بؤرة تلوث تنذر ب"كارثة بيئية".

تشكيات المواطنين من التلوث وما يتسببه من اضرار بيئية، واخرى مرتبطة اساسا بالصحة العامة، متواصلة دون هوادة بسبب تراكم المياه المستعملة بوادي الخليج والمجاري المحاذية له بعد العطب الحاصل بمحطة ضخ المياه المعالجة بمحطة التطهير بشطرانة التي تؤمن انسياب المياه الى حدود المصرف البحري المخصص لصرفها داخل البحر على طول 6 كلم، تترجمها الوقفات الاحتجاجية اليومية للمتساكنين امام مقر بلدية رواد والعرائض الموجهة للسلطات المحلية والجهوية لفض اشكال تراكم المياه المستعملة بالمناطق السكنية لاسيما مع بداية الموسم الصيفي وارتفاع درجات الحرارة.


وندد رئيس بلدية رواد عدنان بوعصيدة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأناء، بما اعتبره "تقاعسا من قبل مصالح التطهير عن القيام بواجبها في جهر وادي الخليج ومنع تراكم المياه المستعملة " مشيرا الى ان البلدية "غير قادرة على فض اشكال التلوث برواد بسبب ضعف الامكانيات وغياب التنسيق مع الادارات الجهوية المعنية التي لا تحترم الحكم المحلي الممثل في البلدية اساسا"، حسب قوله .
ودعا في هذا الصدد وزارت التجهيز والبيئة والشؤون المحلية الى "تحمل مسؤلياتها في وضع استراتيجات واضحة لتنفيذ المشاريع المرتبطة بالبيئة والتنمية المستدامة لتفادي اية اخلالات في المجال".
واكد بوعصيدة في جانب اخر ان المواطن في رواد "غير قادر على السباحة في مياه البحر برواد رغم دخول مشروع تحويل المياه المعالجة لمحطات التطهير الى داخل البحر عبر المصرف البحري بمنطقة الحسيان بقلعة الاندلس حيز الاستغلال، نظرا للتلوث الذي لايزال قائما به، خلافا لما تم تاكيده لدى تدشين المشروع في شهر جوان 2019".
من جهته عبر رئيس بلدية قلعة الاندلس فتحي بلحاج حمودة ل(وات) عن اسفه لما ال اليه الوضع البيئي والتلوث الحاصل بمنطقة البرراجة 2 التابعة للمنطقة البلدية بقلعة الاندلس، ودعا مصالح التطهير بالجهة الى "التدخل العاجل لجهر وادي الخليج ووضع حد لتردي الوضع البيئي والصحي".
واعتبر بلحاج حمودة ان "المستثمر بمشروع المرفا المالي بالحسيان القريب من وادي الخليج لن يتوانى عن المغادرة اذا لم يجد الارضية الملائمة لانجاز مشاريعه التي من مكوناتها البيئة السليمة والبنية التحتية الملائمة " حسب تعبيره.
وحول اشكاليات التلوث بوادي الخليج برواد افاد المدير الجهوي للتطهير باريانة الطاهر القايد ان "الظرف الاستثنائي الذي عاشته البلاد منذ عدة اشهر بسبب وباء فيروس "كورونا" المستجد وتوقف العديد من الانشطة، تسبب في تعطل بعض مشاريع التطهير بالجهة" واشار الى ان "العطب الحاصل على مستوى محطة ضخ المياه المستعملة بشطرانة بسبب الانقطاع الفجئي للتيار الكهربائي، ادى الى فيضان المياه على مستوى قنوات الصرف الصحي بالبرارجة التي تؤمن انسياب المياه المستعملة المعالجة في اتجاه البحر".
ولفت الطاهر القايد الى "قيام فريق من الادارة الجهوية للتطهير بمعاينة الوضع على عين المكان لتحديد النقاط الواجب التدخل فيها وذلك بعد القيام بما يلزم مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز لاعادة التيار الكهربائي نحو محطة التطهير بشطرانة " .
وتعهد المسؤول الجهوي في هذا الصدد ب"القيام بجهر وادي الخليج بصفة استثنائية انطلاقا من شهر جويلية المقبل بعد استيفاء كافة الاجراءات الادارية المعمول بها في مجال الصفقات وحصر المياه المستعملة بمنطقتي البرراجة 1 و2 لتامين انسيابها بشكل طبيعي وامن في اتجاه المصرف البحري ورفع كافة الاخلالات " حسب قوله.