على طريقتها.. تونسية تشارك في تحدي الـ10 سنوات: 'سأنشر اليوم قصة وليس صورا '

على طريقتها.. تونسية تشارك في تحدي الـ10 سنوات: 'سأنشر اليوم قصة وليس صورا '

شاركت فتاة تونسية تدعى أريج بن طاهر وتبلغ 17 عاما، في تحدي العشر سنوات المخصص للصور الشخصية والذي انتشر مؤخرا عبر الشبكات الإجتماعية، بطريقتها الخاصة.


وبعد أن كان التحدي الذي اجتاح العالم يتمثل في نشر البعض لصورهم الحالية إلى جانب صورهم التي التقطوها قبل 10 سنوات ويجذب إليه شخصيات عالمية، صار يؤخذ على محمل الجد حيث تناول عديد المجالات ليشمل الشأن السياسي والاقتصادي والإجتماعي.

وفي هذا السياق نشرت أريج تدوينة على موقع التواصل الإجتماعي 'فايسبوك' حصدت إعجاب متابعيها وتعليقاتهم.

وجاء في نص التدوينة:

#بقلمي 10 years challenge
نشر الكل على مواقع التواصل الإجتماعي صورهم في إطار هذا التحدي..
و لكني سأنشر اليوم قصة و ليس صورا.. الصور تشهد تغيرا خلقيا و القصص تشهد تغيرا سلوكيا..
قبل عشر سنوات ( أو لعلها تسع سنوات ) تحصلت على الجائزة الأولى في الصف.. كانت فرحتي بها عارمة و لو أن التألق ليس علي بجديد و لكن السر هو إستمرار التألق.. و كلما زاد تميز التلميذ كلما زاد بروزه كلما زاد حسد الآخرين.. أذكر أني في طريقي إلى البيت أتحسس الجائزة علني أهتدي مسبقا إلى المفاجأة، فتعترضني صديقتي (التي لم تتحصل بدورها على جائزة) و تقول :
طوبى لك، مؤكد أن والدك سيأخذك للسفر تشجيعا على تفوقك ! لو كان والدي لما تردد في مكافئتي و لو لحظة..
أذكر أني نظرت إليها نظرة مبهمة بلا أية تعابير و عدت أدراجي و كأن هرمون الأدرينالين امتص من جسدي إمتصاصا..
دخلت البيت و لؤلؤ الدمع في مقلتاي و قلت لوالدي :
لماذا لا ترسلني للسفر كأولياء صديقاتي ?
قال : أيهن ?
قلت : فلانة بنت فلان.
يقول والدي أن المشكل لا يكمن في الصديق في حد ذاته و إنما سرعة إكسابنا للآخرين لقب "صديق"
هي تعلم أن والدي لا يقدر على تغطية مصاريف السفر.. هي تعلم أنه لو كنت أجازى على كل تفوق لدرت العالم بأكمله.. هي فقط أرادت أن تنغص علي فرحتي، أرادت أن تتعالى، أرادت أن أنزعج و أشعر بالإستصغار.. بما معناه أن نجاحي ليس إلا هباء منثورا ما لم تقدح فيه شعلة المكافآت..
بكيت.. نعم بكيت.. جرحتني بينما لم أتجرأ حتى أن أتباهى أمامها أني متعودة على النجاح في حين أنها لم تظفر بما ظفرت به..
ما كنت لئيمة و لا سليطة اللسان.. ما كنت سوى صامتة..
قال لي والدي في هذا الإطار : " من لم يبلغ عنقود العنب ينعته بالحموضة "
و بعد عشر سنوات..
بعدما عززت ثقتي بنفسي و صقلت شخصية لا يردعها لؤم و لا شتم..
تأتيني الفتاة ذاتها و تعيد تساؤلها الإستفزازي الطفولي بنفس الطريقة.. و لكن الجواب هذه المرة اختلف عما سبقه..
الجواب لم يكن بكاء و لا وإنزعاجا و إنما أجبت :
نعم لقد كافئتني والدتي بسهرها رفقتي لمطلع الفجر، تساندني معنويا و معرفيا..
نعم لقد كافئني والدي بتلقيني درسا : يبحث البشر دوما على أسعد لحظاتك حتى يحولونها إلى حزن.. يبحث البشر عن أرض قاحلة المبادئ حتى ينفثوا فيها سمومهم.. يبحث البشر عن تراجعك ليشعروا بتقدمهم..
نعم حتى انك كافئتني أجمل مكافأة و إني لممتنة لك أيما إمتنان.. شكرا على اللاشيء
رسوبك ليس أمرا سيئا، يمكنك التدارك..
( عشر سنوات.. كفيلة بتغيير الكثير.. )