16 عاما على رحيل الفنانة ذكرى محمد .. وما تزال الحقيقة غامضة !

16 عاما على رحيل الفنانة ذكرى محمد .. وما تزال الحقيقة غامضة !
يصادف اليوم الخميس 28 نوفمبر 2019 ، الذكرى الـ 16 لرحيل الفنانة القديرة ذكرى محمد التي  تميزت برقتها وعرف صوتها بالطلاقة والعذوبة ، مما ساعدها في  احتلال  الساحة الفنية التونسية والعربية لتصبح نجمة ساطعة في سماء الفن إلا أن الموت خطفها بطريقة بشعة في سنة 2003.

و شيّعت ذكرى إلى مثواها الأخير بتونس، جماهير غفيرة تقدر بحوالي عشرة آلاف شخص وتم دفنها  إلى جانب أمها التي توفيت قبلها بـ8 سنوات.

ومثل رحيل ذكرى حادثا المأسوي،  اهتز له الراي العام في تونس وفي العالم العربي حيث بكاها التونسيون صغارا وكبارا.

وتعود الواقعة الى يوم 28 نوفمبر 2003 ، حيث  تم فتح تحقيق فى الجريمة البشعة التى أودت بحياة ذكرى ، الفنانة التي هزت العالم العربي بصوتها العذب ،  و 3 آخرين منهم زوجها المتهم بقتلها والذى تقول التحقيقات أنه قتلها ومدير أعماله وزوجته ثم انتحر.

ورغم إغلاق التحقيقات فى القضية وتسجيل اسم رجل الأعمال "أيمن السويدي" فى التحقيقات بأنه الجانى،  إلا أن جريمة قتل الفنانة ذكرى لاتزال غامضة بعد مرور 16 عاما على رحيلها .

وتداولت مواقع 5 سيناريوهات يمكن أن تكون واحدة منها السبب الرئيسي الذي كان وراء هذه الجريمة.

السيناريو الأول: "ذكرى شهيدة الحب" وتحكمات "السويدي"

بعد مقتلها صرح الموسيقار "هانى مهنى" الذى كان أقرب أصدقاء ذكرى والشخص الذى تبناها فنيًا فى مصر، بأن ذكرى "ماتت شهيدة الحب"، وأشار إلى أن سبب القتل هو شجار حول تنظيم أعمال ذكرى الفنية وأن زوجها حاول أن "يفرض رأيه عليها وكان ناقشنى بهذا الموقف قبل رمضان، وأخبرته حينها أن ذلك لا يمكن تحقيقه ويبدو أن الحوار اشتد بين الأربعة حول أعمال ذكرى فطلب أيمن من كوثر المغادرة وسمعت بعدها إطلاق الرصاص".

وفى رواية إحدى خادمات "ذكرى" حول الحادث قالت أيضًا إن الشجار بدأ بأنه طالب زوجته بأن تتفرغ له كزوجة لأن عملها يأخذها منه، ولكنها ردت عليه بحدة بأنه تزوجها وهو يعرف أنها فنانة وأنها لن تترك عملها أبدًا.

السيناريو الثانى: "الأغنية التى قتلت ذكرى"

تحت عنوان "الأغنية التى قتلت ذكرى" يتم تداول إحدى أغنيات الفنانة الراحلة من كلمات وألحان الشاعر الليبى "على الكيلانى" والتى كانت تنتقد فيها "المقدس فى السياسة وأنظمة الحكم العربية وخاصة النظام الملكى فى السعودية"، وهو ما أثار الكثير من الانتقادات حولها من الناحية السياسية والفكرية والدينية، وكانت السبب وراء سيناريو آخر لمقتلها وهو تورط مخابرات إحدى الدول العربية فى قتلها انتقامًا منها على هذه الأغنية، ومن هنا أصبحت تنشر باعتباراها "الأغنية التى قتلت ذكرى".

السيناريو الثالث: تورط "جمال مبارك" فى قتلها

بعد اندلاع ثورة جانفي 2011 ظهر شقيق الفنانة التونسية الراحلة "شفيق الدالى"، ليؤكد أن الأسرة لديها ما يثبت تورط "جمال مبارك" فى جريمة قتل شقيقته "ذكرى" وزوجها "أيمن السويدى" ومدير أعماله "عمرو الخولى" وزوجته، وصرح للعديد من وسائل الإعلام بأن لديه شهادة مسجلة بالفيديو لأحد خبراء الطب الشرعى الذى وثق أدلة الحادث، ويؤكد فيها أن أيمن السويدى قتل إثر إطلاق 3 رصاصات عليه، وأنه لم يمت برصاصة واحدة فى الفم كما ورد فى التحقيقات.

ولم تفصح العائلة بالأسباب التى قد تدعو جمال مبارك لأن يفعل ذلك، إلا أنها تؤكد أنهم تعرضوا لضغوط من النظامين التونسى والمصرى المخلوعين لطمس الحقائق وإخفاء الأدلة على تورط "جمال مبارك" فى قتلها.

وترددت قصة أخرى تقول إن "جمال مبارك" هو من ضغط على "السويدى" من أجل أن يقتل زوجته، ومن بعدها قتل نفسه.

السيناريو الرابع : انهيار بسبب الأزمة المالية

تم تداول سيناريو آخر حول الجريمة يقول إن "السويدى" ارتكب جريمته فى لحظة يأس لتعرضه لضغوط وأزمة مالية كبيرة، وهو ما عززته بعض البنود فى وصيته لشقيقه، خاصة التى كتب فيها "أحذرك من التعامل مع مدير أعمالى عمرو الخولى لأنه سبب الخراب الذى حل بى بتشجيعه لي على الاقتراض من البنوك مستغلا علاقاته ببعض المسؤولين فى البنوك حتى جعلنى فى النهاية متعثراً وفى أزمة طاحنة، وأخى الحبيب... أنت أقرب الناس إلى قلبى ولا تنزعج إذا علمت يوماً بأننى فارقت الحياة بسبب سوء حالتى النفسية من ناحية وكثرة ديونى... ومطالبات البنوك. لا تنزعج بموتى وأنصحك ببيع الأراضى التى ألمحت لك بها والاستفادة بثمنها ومواصلة العمل، لعل وعسى تكون ظروفك أفضل من ظروفى وتعوض بحياتك مماتى".

السيناريو الخامس: أسباب دينية

تردد أيضًا أن جريمة قتل ذكرى كانت بسبب فتوى بإهدار دمها من الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيرى القاضى بالمحكمة الكبرى فى الرياض الذى أمر بإقامة الحد الشرعى بتنفيذ عقوبة القتل بعد أن أثير أنها شبهت معاناتها فى الفن بمعاناة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مما اعتبره كفرًا يوجب حد الردة، ولكنها نفت ذلك فيما بعد وقالت "هل أنا مجنونة لأقول هذا الكلام؟" وانتهت الأزمة وبرأها مفتى مصر، باعتبارها نفت ولم تقل ذلك أو لم تقصده، ورغم ذلك لم ينس الناس هذا الحدث وتردد أن هذه الواقعة كانت وراء قتلها.