إلياس خوري من تونس: 'اليوم نعيش الرعب العبثي والصراع الطائفي'

إلياس خوري من تونس: 'اليوم نعيش الرعب العبثي والصراع الطائفي'

استضاف ملتقى تونس للرواية العربية في دورته الثانية، الكاتب اللبناني إلياس الخوري، صباح اليوم السبت 9 مارس 2019، خلال لقاء خاص بمدينة الثقافة بتونس العاصمة.


وتطرق خوري خلال اللقاء إلى الثورات العربية وتحولات الساحة بالمنطقة العربية، وقال: "إذا كان لهذا الربيع العربي من معنى فإنه يجب أن يتجسد في الثقافة، وإذا لم تُحدث الثورات تغييرا في الثقافة فلا معنى لأن تُحدث تغييرا في السياسة".

اعتبر أن التحولات التي شهدتها الرواية العربية ليست نتاج المختبرات الأدبية بل نتيجة تحولات سياسية واجتماعية.

وأكد خوري أنه ينتمي إلى جيل واعٍ بضرورة كتابة الحاضر في روايته وقد قاده هذا الحاضر إلى دروب مختلفة وخيارات فنية متنوعة وهو ما يؤكد أثر الحرب اللبنانية في تشكيل الوعي ونحت اللغة الفنية للمبدعين.

وأبرز أن الثقافة العربية اليوم تعيش "العراء والألم وزمن انهيار القيم وسط عولمة نيوليبرالية متوحشة ونمو للفاشية التي تحاول وأد حلم التغيير"، مبرزا أن مهمة الشاعر أو الكاتب تتمثل في صنع المعنى بل تأسيس المعاني عبر بناء "الحكاية-الإطار'' حسب تقديره.

وقال الخوري: ''نعيش اليوم زمن كابوس انهيار مثلث الأضلاع"، المتمثّل في انهيار السلطة وانهيار الأنظمة التي بُنيت على فكر قومي وانهيار خطاب المعارضة اليسارية، و"حتى الخطاب الاسلاموي لم يستطع توحيد المجتمع العربي، فكان خطابا للتقسيم" مضيفا "هذا زمن الرعب العبثي والصراع الطائفي والقمع الوحشي الذي كان سببا في فرض الصمت الذي ما يزال لغة شاهدة على المعاني''.

وتابع: "نحن اليوم أمام تحدّي تأويل صمت الضحايا، فهل نستطيع صنع إطار حكائي وسط بحار الدم والألم والهجرات... إن آلام الناس هي الموضوع لكنها اليوم صارت خارج الموضوع''.

كما نفى إلياس الخوري تشاؤمه إزاء المستقبل موضحا أنه "مع الواقعية الشديدة"، فخيال المستبدين والمجرمين في تقديره أوسع من خيال المثقفين والكتاب معتبرا، رغم ذلك، أن "هذا الزمن قد يكون مثاليا للكتابة'' حسب رأيه.