نبيل القروي لوكالة الأنباء الألمانية: شعبيتي وحظوظي الجيّدة أقلقت يوسف الشاهد وآخرين 

نبيل القروي لوكالة الأنباء الألمانية: شعبيتي وحظوظي الجيّدة أقلقت يوسف الشاهد وآخرين 
قال نبيل القروي، في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية ''د أ ب'' اليوم الأربعاء 12 جوان 2019، إنه قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة القادمة أملا في المساهمة في النهوض بالأوضاع الاقتصادية بتونس، مؤكدا السعي لتشكيل حركة سياسية تكون قادرة على حصد نسبة وازنة من مقاعد البرلمان لتكون ظهيرا سياسيا لدعم خياراته الاقتصادية.


ولاحظت وكالة الأنباء الألمانية، أنّ إعلان نبيل القروي ترشحه فعليا للانتخابات الرئاسية قد مثل مفاجأة، وقالت إنّ الإعلان جاء في وقت كان ينصب فيه تركيز الشارع التونسي على هوية الفائز في لعبة شد الحبل بين القوى الداعمة لحركة النهضة، برئاسة راشد الغنوشي، والداعمة لحزب تحيا تونس، برئاسة رئيس الحكومة يوسف الشاهد، في إطار الاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. كما أثار عزمه الترشح جدلا واسعا حول تأثير المؤسسات الإعلامية والإنسانية على السياسة.

وأوضح القروي أن حظوظه الجيدة لا تعتمد كما يزعم المنافسون على نسب المشاهدة العالية لقناة "نسمة"، أو على المساعدات التي تقدمها جمعة "خليل تونس" وإنما بالأساس على "فشل المنافسين، وتحديدا الطبقة الحاكمة، في إدراك وعلاج أهم مشاكل الشعب التونسي، أي البطالة والفقر والتهميش".

واستنكر نبيل القروي بشدة ما يثار حول سعيه لاستغلال أصوات من يقدم لهم المساعدات الإنسانية عبر جمعية خليل تونس، مشددا: "مثل هذه الأحاديث تسيء للشعب التونسي قبل أن تسيء لي أنا، لأنها ببساطة تعني أن الفقراء ومحدودي الدخل لا يملكون عقولا أو أنهم على استعداد لبيع أصواتهم مقابل كراتين المساعدات ... لماذا تناسى أصحاب هذا الطرح أن العامة هم من قاموا بثورة 2011 العظيمة وأنهم من حظوا بالكثير من الإشادات لوعيهم ... التونسيون كانوا ولا يزالون يملكون الوعي والذكاء ولن يبيعوا أصواتهم".

وبشأن اتخاذه قرار الترشح للانتخابات، قال نبيل القروي: "قرار الترشح جاء بعدما تنقلت في كامل تراب الجمهورية على مدار ثلاث سنوات من العمل الإنساني ولامست عن قرب حجم المعاناة التي تعانيها شريحة من شعبنا التونسي، ولذا عزمت على المساعدة في تغيير هذه الأوضاع عبر خوض الانتخابات الرئاسية ... وكما يرصد الجميع: هناك تعاظم للثقة الشعبية للشخصيات التي توصف بكونها خارج دائرة ومنظومة الحكم والأحزاب التقليدية. وبالفعل أنا حاليا أتصدر استطلاعات الرأي".

واستنكر اتهام البعض له بأنه شعبوي يتلاعب بمشاعر الفقراء، وشدد :"لست شعبويا يحاول الوصول للسلطة عبر دغدغة مشاعر الفقراء والتلاعب بها بإطلاق الوعود الخاوية حول تحسين أحوالهم كما يحاول البعض تصويري"، مقرّا في السياق ذاته بأنّ شعاراته حول محاربة الفقر وأن الفقر هو منافسه الأوحد قد حملت نوعا من التضخيم، خاصة وأنه يرشح نفسه لموقع رئيس الجمهورية وليس رئيس الوزراء صاحب الصلاحيات بالتوافق مع الأغلبية البرلمانية في وضع وتبني السياسات الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.

وأضاف قائلا :"قلت إن الرئاسة ستكون جزءا من الحل، وأسعى حاليا مع مجموعة من الخبراء لوضع برامج وحلول واقعية تستهدف تحسين الوضع الاقتصادي للتونسيين جميعا فقراء وأغنياء... وبالوقت نفسه نسعى بكل طاقتنا لتشكيل حركة سياسية تستطيع حصد نسبة وازنة من مقاعد البرلمان لتكون ظهيرا سياسيا في دعم خياراتنا وبرامجنا لإصلاح الاقتصاد ... واستطلاعات الرأي تظهر أن كتلة كبيرة من التونسيين يعتزمون التصويت لحزب نبيل القروي رغم أننا لم نؤسس حزبا بالأساس، ولكن هذا تعبير عن ثقتهم بنا ."


وتابع قائلا: "بالطبع وعلى أرض الواقع ومع قصر المدة لن تكون المعركة سهلة بل نتوقع أن تكون شرسة خاصة مع الأحزاب التي تركز بالأساس للسيطرة على البرلمان مصدر التشريع وفي مقدمتها النهضة".

من جهة أخرى، نفى ما روج حول تزامن إعلان معارضته ليوسف الشاهد وانتقاد سياساته مع مرحلة تخطيطه لمنافسة الأخير على قصر قرطاج موضحا: "بالأساس لم أكن أنتقد أي شخصية سياسية ... كنت رجل أعمال وإعلام بالمقام الأول، ولكن عندما توفي نجلي خليل رحمه الله عام 2016 بدأت عملي الإنساني عبر جمعية خيرية حملت اسمه وحينها طفت ربوع البلاد ورأيت بعيني آثار البطالة والفقر، فهمت ماذا يعني غياب الدولة عن تقديم الخدمات لمواطنيهاوماذا يعني غياب الإرادة السياسية لحل مشاكلهم".


وتابع "أما القناة فأنا لا أملك سوى ثلث أسهمها فقط، وهي مستقلة وتعد منبرا مفتوحا لمختلف التوجهات، وكان الجميع يشيدون بدورها عندما وجهت، في إطار واجبها الإعلامي، انتقادات شرسة لحركة النهضة خلال حكومات الترويكا، ولكن الآن، وفي ذات الإطار، إذا تحدثت القناة عن انتقادات لحكومة الشاهد يتهمونني بتوظيفها سياسيا ويشككون في حيادها".

وشدد على أن اتهامه للشاهد بتحويل تونس لدولة بوليسية لم يكن سببه ما تعرضت له قناة نسمة من أزمات من بينها وقف بثها، مبينا: "لا أتحدث عن تصفية الحسابات السياسية معي، وإنما أتحدث عن قضايا عدة يواجهها مدونون ونشطاء لمجرد أن صوتهم علا بالصراخ من صعوبة الأوضاع المعيشية وتراجع الحريات العامة والإعلامية لأدنى مستوى خلال الأعوام الأخيرة".

كما قال نبيل القروي: "تصدري للاستطلاعات أقلق الشاهد وآخرين لدرجة أن بعضهم تقدم بمقترح لتعديل القانون الانتخابي لمنع ترشح أي شخص يملك جمعية أو مؤسسة إعلامية بذريعة ضمان نزاهة الانتخابات''، ومضى متسائلا: ''لماذا الآن فقط؟ وقبل أشهر معدودة من الانتخابات، وهل لا يملك الشاهد أي نفوذ على القنوات الحكومية يمكنه من استغلالها لصالح حملته وحزبه؟. وبالمثل النهضة مع القنوات ذات الصبغة الإسلامية، وهل لا يملك أي رجل أعمال أن يؤثر على قناة ما خاصة دون تملك حصة بها؟، وإذا ترشح فنان كما حدث بأوكرانيا أو لاعب كرة سابق أو رئيس ناد رياضي، هل من الممكن أن نضمن عدم توظيف شعبيته والاستفادة منها ؟ ... ولماذا تصاعد الحديث عن وجود ملفات فساد وتهرب ضريبي بحقي مع بداية الحديث عن ترشحي؟ وإذا كنا مدانين فلماذا لا يقبضون علينا بدلا من اللجوء لتعديل القانون؟ وكما قلت أرى أن بعض الاتهامات التي أثيرت خلال الفترة الماضية تسيء لتونس والتونسيين أكثر مما تسيء إليّ".


كما عبر عن استنكاره بوصف البعض له بالمتخصص في التسويق لنفسه كضحية لبطش الحكومة، وفند هذا بالقول: "يتهمونني بتعمد ارتكاب تجاوزات للدفع بالسلطات لإغلاق القناة ومن ثم الظهور كضحية... فهل أنا من تعمدت إرسال ما يقرب من 500 عنصر أمن لإغلاق مقر القناة والتعامل مع موظفيها كإرهابيين، ربما أجدهم أيضا يتهمونني بالمستقبل بقتل ابني لعمل جمعية خيرية لتخليد ذكراه ثم استغلال هذا عاطفيا واستغلال تبرعات أهل الخير للوصول لقصر قرطاج".

وتابع: "لست رقما سهلا، وأرى أنني أحسنت التعامل مع الجميع، من نداء تونس والنهضة والشاهد، خلال السنوات الماضية... كما أني لم أظلم أحدا، وكنت فقط أتمسك بالدفاع عن حقي عندما أتعرض للظلم، ولذلك أجد من الصعب أن أتقبل فكرة أن يسعى رئيس الحكومة لإنقاذ شعبيته على حسابي".

وبشأن التحالفات التي قد تحدث بعد الانتخابات القادمة، أكّد نبيل القروي أنه لن يضع أي خطوط حمراء فيما يتعلق بمستقبل التحالفات حال فوزه بالرئاسة أو حتى قبل ذلك موضحا: "سنتعامل مع من يتفق معنا حول رؤيتنا المتعلقة بتحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد والشعب... ومستعدون للانفتاح على الجميع... مشكلتنا مع فشل القيادات داخل الحكومة لا مع الشخصيات والكيانات... ولدينا علاقات طيبة مع الرئيس الباجي قائد السبسي ونجله، ومع الغنوشي. كما أن لدينا علاقات جيدة بأوساط أوروبية، إلا أننا لا نسعى لأي دعم خارجي".

وفي ختام حديثه، أبدى نبيل القروي تفهمه لتشكيك أحزاب بارزة في نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع شعبيتها لصالح شخصيات مستقلة وجديدة، ولكنه دعا لمراجعة مثل هذه المواقف خاصة وأن "تلك المؤسسات التي تجرى الاستطلاعات هي ذاتها التي تعمل بالسوق منذ 2011 ، وهي التي كانت تضع النهضة أو نداء تونس بالمقدمة ولم يكن أحد يشكك بها حينها".

إقرأ أيضاً