منير بن صالحة: هذه حكاية مقولة بن علي ''أيها الوطن الناكر للجميل لن أسلمك عظامي''

منير بن صالحة: هذه حكاية مقولة بن علي ''أيها الوطن الناكر للجميل لن أسلمك عظامي''
أفاد منير بن صالحة محامي الرئيس السابق بن على، خلال مداخلة هاتفية مع قناة نسمة اليوم الخميس 19 سبتمبر 2019، بأنه كان على اتصال يومي بطبيب بن علي وفي بداية المرض كان متفائلا، و لكن مؤخرا تهاوى جسمه واشتد به المرض وانتقل الى جوار ربه وسيتم نقله إلى مكة وسوف يدفن هناك في مكة كما أوصى بذلك قبل وفاته.

وأوضح بن صالحة حول التدوينة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقول ''أيها الوطن الناكر للجميل لن أسلمك عظامي''، هل كانت تدوينة له وهل كانت من وصاياه، أشار الى ان هذه التدوينة لم يدونها بن علي ولكن كان يضعها على الوات ساب'، مضيفا ''عندما أرسل له رسالة على الواتساب كنت أقرأ هذه الجملة...كانت تظهر عند مراسلته ثم ألغاها قبل أن يتداولها العديد على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونوّه بن صالحة ''نعم لقد كانت وصيته وكان يتحدث بمرارة حين يتذكر نكران الجميل من قبل جزء من الشعب التونسي، لم يعترفوا له بما قدم لهذا البلد طيلة هذه السنين وكان يحز في نفسه كثيرا ومات متألما ومحبطا، لأن جزء كبير من الشعب التونسي لم يعترف له بما قدمه طيلة 23 سنة لذلك كان يوصي في قائم حياته أن يدفن في مكَة''.

وأضاف بن صالحة أن ''العائلة المصغرة لبن علي هي التي سوف تقرر هل سيدفن حسب وصيته بمكَة أو ستقرر مكان آخر وتقبل بدفنه بتونس (حمام سوسة)، هذا تقرره العائلة ولا أحد لديه الحق بأن يقرر مكانهم''.

 
وذكر أنه كان في اتصال يومي مع بن علي تقريبا، وكان يعلمه بعديد الأفكار والأحداث، ولكن منذ شهر أو شهرين تقريبا لم يعد يرد على اتصالاته، منوها، ''فهمت أن الوضعية الصحية تدهورت لأنه اعتاد الاتصال بي والرد على مراسلاتي واتصالاتي أو يرسل لي مراسلة''.
 
وأكد بن صالحة أن بن علي تمنى الخير لتونس وأنه كان يقول له في كل مكالمة، ''الله يحمي تونس من كل مكروه''، مضيفا أنه ''كان وطنيا يحب البلد ويحب وطنه، وأنه كان يؤمن بأن تونس ستبقى ذات سيادة و يكره التدخل الخارجي والأجنبي ويؤمن بأن تونس رغم صغرها ورغم امكانياتها الصغيرة هي بلد كبير، وكان يحبها ولم تكن له أي نية في بيع البلد أو التعامل مع أي شخص يكن العدائية للبلد، واستدرك قائلا، طبعا كانت له أخطاء كأي رئيس، وكان له إشكال مع الحرية حيث فضَل الأمن على الحرية والديمقراطية ، فضَل عيش المواطن عن الحرية حيث دائما يقول ''أفضَل عيش المواطن في الشوارع بأمان وأن يستطيع أن يتمتع بالأمن بالليل وبالقدرة الشرائية، وذلك على حساب حرية التعبير والديمقراطية والانتخاب''.

 وأضاف أنه كان يقول أن الظروف في ذلك الوقت لم تكن تسمح بإجراء انتخابات ولم تكن تسمح بالتعددية وبالحرية وحرية الاعلام مثل اليوم، و ''من الممكن لو كان رئيسا اليوم وليس في سنة 1987 ربما كان سوف ينخرط في هذا المسار الديمقراطي، ولكنه ليس بطبعه عدوا للديمقراطية أو مجبورا على ذلك ولكن الواقع آنذاك في سنة 1987 وفي التسعينات لم يكن متهيئا لقبول التحزَب والتعددية والديمقراطية.

وختم تدخله الهاتفي في الأخير قائلا، ''رحم الله بن علي بأخطائه بسيئاته وبإيجابياته، وطبعا كان يحز في نفسه أن الشعب التونسي لم يعترف له بأي انجاز، ولكننا نقول أن جزء كبير من الشعب التونسي كان يعترف له بإنجازاته ويكن له الاحترام، وجزء كبير من النخبة التونسية والنخبة الحاكمة تعترف لبن علي بما قدمه طيلة 23 سنة''.