غلق قناة نسمة في عيون الصحافة التونسية

غلق قناة نسمة في عيون الصحافة التونسية

مثلت عملية اقتحام مقر قناة نسمة بالقوة العامة وحجز معداتها وقطع بثها، بقرار من الهايكا ، صدمة لدى أهل قطاع الصحافة والإعلام ، خاصة وأنها تمثل اعتداء صارخا على حرية التعبير ، المكسب اليتيم لثورة 14 جانفي 2011، باعتبار أن قناة نسمة كانت السباقة في طرح أول تجربة إخبارية متواصلة على مدار 12 ساعة ، دخلت فيها الى بيوت المواطنين التونسيين في مختلف ربوع البلاد ومثلت صوتا حرّا للجهات مكن العديد من الفئات الاجتماعية من إيصال أصواتهم في كنف الحرية والشفافية، كما مثلت متنفسا ترفيهيا خاصة وأن الأغليبة الساحقة من الشعب التونسي تتابع مسلسلات نسمة.


وتصدرت هذه الحادثة الخطيرة في تاريخ الإعلام في تونس والتي لم تحدث حتى في عهد الديكتاتورية، العناوين الرئيسة لأخبار الصحف التونسية في أعدادها الصادرة اليوم الجمعة 26 أفريل 2019.

ماذا وراء غلق قناة نسمة؟ بهذا العنوان اختارت جريدة الأنوار تسليط الضوء على هذه الواقعة، حيث اعتبرت الصحيفة أن قرار الهايكا القاضي بغلق قناة نسمة وحجز تجهيزاتها بالقوة العامة تحول إلى قضية رأي عام اعتبرها الكثيرون اعتداء على حرية الاعلام عشية الانتخابات.

من جهتها قالت جريدة الصباح ، إن قرار قطع البث سيكون له انعكاسات سلبية على العاملين في المؤسسة من اعلاميين وتقنيين وموظفين وعملة في ظرف دقيق ويصعب فيه لمن أضاع عمله أن يعثر على فرصة جديدة في القريب العاجل..

أما جريدة الشروق في عددها الصادر اليوم الجمعة 26 أفريل 2019، فاختارت عنوان مقال بالبنط العريض '' القصة الكاملة لغلق قناة نسمة'' ذكرت فيه حيثيات اقتحام القناة وحجز معداتها بالقوة العامة كما تطرقت لوجهة نظر الطرفين ''نسمة والهايكا '' ..تصفية حسابات أم تطبيق للقانون؟''.

واعتبرت الصحيفة أن استهداف قناة تلفزية في شعبية ''نسمة'' ومهما كان حجم المبررات خطأ سياسي كبير بعد 8 سنوات من سقوط حاجز الخوف وتحرر الاعلام.

في ذات الإطار، اكتفت جريدة المغرب بعرض تقرير حول الواقعة وتفاعلات الأحزاب مع الاكتفاء بعرض مواقف كل من هيئة تحرير القناة والطرف المقابل ''الهايكا''.

'غلق قناة نسمة' ، حادثة نزلت وقع الصاعقة على قطاع الإعلام في تونس وتحولت الى قضية رأي عام نظرا لما تشكله من سابقة خطيرة تهدد حرية الصحافة والتعبير وتسعى لتكريس الدكتاتورية وطمس الحقائق التي تنقلها معبودة الجماهير ''نسمة''...